سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تغطية الاحتجاجات المندلعة في العديد من المدن الأمريكية على خلفية مقتل جورج فلويد المواطن ذي الأصول الأفريقية، مشيرة إلى أن الكثير من الصحفيين أصيبوا أثناء تغطية هذه الاحتجاجات.
وقالت الوكالة في تقرير تداولته العديد من وسائل الإعلام الغربية إن: علي فلشي مراسل قناة "MSNBC" تعرض هو وزملائه لإطلاق الرصاص المطاطي من قبل الشرطة أول مرة ليلة السبت، في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، مشيرة إلى أن فلشي كان مستعدا للتصديق بأن المسئولين لم يكونوا على علم بأنهم صحفيين.
ولكن في المرة الثانية، أكد فلشي أنهم كانوا يعرفون أنهم صحفيون ومع ذلك أطلقوا الرصاص عليهم، قائلا:" لقد وضعنا أيدينا على رؤوسنا وصرخنا، نحن صحافة، فردوا: نحن لا نهتم، وأطلقوا النار علينا للمرة الثانية".
فلشي الذي قال إنه أصيب في ساقه بالرصاص المطاطي، واحد من بين الكثير من الصحفيين في أنحاء البلاد الذين أصيبوا من قبل الشرطة أو المحتجين أثناء تغطية احتجاجات جورج فلويد هذا الأسبوع.
ومن بين الصحفيين الذين تعرضوا للعنف أثناء تغطية الاحتجاجات المصورة المستقلة ليندا تيرادو، التي تقول إنها أصيبت بالعمى في عينها اليسرى بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل الشرطة.
وأشارت الوكالة إلى أن شرطة ولاية مينيسوتا احتجزت مراسل شبكة "سي.إن.إن" عمر جيمينيز، والطاقم الذي كان برفقته، أثناء بث مباشر في موقع الاحتجاجات، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.
من جانبه غرد كريس سيريس مراسل صحيفة "ستار تريبيون" في مينيابوليس الأحد أنه تلقى أوامر مرتين بالانبطاح أرضا.
وقال في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي إنه تلقى تحذيرات بأنه سيتعرض لإطلاق النار في حال تحرك بوصة واحدة، مشيرا إلى أن هذا حدث بعدما أصيب في فخذه بالرصاص المطاطي وتعرض للغاز المسيل للدموع.
كما أصيبت سيارة رايان فيركلوث زميله في "ستار تريبيون" بالرصاص الذي حطم نافذتها وتركه مصابا بجروح في ذراعه وحاجبه.
بدورها قالت مولي هينيسي فيسك مراسلة صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في مقطع فيديو نشرته على "تويتر" إنها ونحو عشرة صحفيين آخرين عرفوا أنفسهم لضباط دورية إلا أنهم ظلوا يطلقون قنابل مسيلة للدموع عليهم من مسافة قريبة.
كما اعتدى متظاهرون على ليلاند فيترت مراسل قناة فوكس الإخبارية، الذي يملك خبرة في العمل في مناطق الحرب، وطاقم العاملين معه بالقرب من البيت الأبيض يوم الجمعة بعد أن اكتشفوا أنه يعمل لقناة فوكس.
ومنذ بدء التظاهرات، أصيب 8 صحفيين من "أسوشييتد برس"، إلا أن إصاباتهم لم تكن خطيرة، بحسب الوكالة التي أشارت إلى أن ثلاثة منهم أصيبوا برصاصات مطاطية، بينما تعرض أحدهم إلى اللكم.
وخلال ثلاثة أيام وثقت مؤسسات تتابع العنف الذي يستهدف الصحافة نحو 24 عملا من أعمال العنف منها حادث وقع مساء السبت في مينيابوليس أصيب خلاله خوليو سيزار شافيز الصحفي برويترز ورودني سيوارد المستشار الأمني برويترز بالرصاص المطاطي.
وتأتي الاعتداءات وسط التصريحات المعادية لوسائل الإعلام التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهدفت مؤسسات إعلامية تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي.
وكتب الرئيس الأحد في تغريدة على تويتر يقول :"وسائل الإعلام العرجاء تبذل كل ما في وسعها لبث الكراهية والفوضى. وما دام الكل يفهم ما تفعله وأنها أخبار كاذبة وأنهم أشرار حقا، فبإمكاننا شق طريقنا إلى العظمة غير عابئين بهم".
وينص التعديل الأول للدستور الأمريكي على حرية التعبير وحرية الصحافة ضمن الحريات الأساسية الأخرى.
ولليوم السادس على التوالي، تشهد العديد من المدن الأمريكية تظاهرات حاشدة، احتجاجا على وفاة جورج فلويد، أثناء محاولة اعتقاله من جانب الشرطة في مينيابوليس.
وفي تسجيل بالفيديو شوهد ضابط شرطة يضغط بركبته على رقبة فلويد لعدة دقائق يوم الاثنين الماضي. وقال فلويد، 46 عاما، عدة مرات إنه "لا يستطيع التنفس"، إلا أن الضابط لم يهتم حتى لفظ فلويد أنفاسه الأخير مختنقا.
وأشعل مقتل فلويد الغضب إزاء معاملة الشرطة للمواطنين السود. وفرض حظر التجول في نحو أربعين مدينة في محاولة لوقف العنف الذي شهدته البلاد في الأيام الأخيرة، ولكن الكثير من المتظاهرين تجاهلوا قرار حظر التجول، مما أدى مواجهات وتوتر.
ووقعت مواجهات عنيفة في عشرات المدن، مثل نيويورك وشيكاغو وأتلانتا وفيلادلفيا ولوس أنجلوس.