تتوجَّه الأنظار غدًا الأحد، إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث يعقد مؤتمر مرتقب بشأن الأزمة الليبية، برعاية من الأمم المتحدة، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بعدما استعرت المواجهات العسكرية بين قوات خليفة حفتر وحكومة الوفاق.
وكشفت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت، أنَّ الأمم المتحدة أعدَّت وثيقةً داخليةً تُحدِّد مسارات دعم ليبيا نحو وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة إليها.
وأضافت أنّ الوثيقة الأممية تتضمّن ستة بنود في البيان الختامي للمؤتمر، بينها إصلاحات في مجالي الاقتصاد والأمن، إلى جانب وقف إطلاق النار وتطبيق حظر توريد الأسلحة.
وقالت الوكالة بأنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أحال الورقة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء الماضي، مشيرةً إلى أنّه من المنتظر أن يلتزم ممثلو أكثر من عشر دول مدعوة للمشاركة في المؤتمر بالعودة إلى العملية السياسية في ليبيا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر حضورًا لافتًا، لا سيّما بعد الإعلان عن موافقة طرفي النزاع خليفة حفتر وفايز السراج على حضور المؤتمر، كما تشارك عدة منظمات دولية ونحو 11 دولة، فيما تمّ استثناء تونس من الدعوة لحضور المؤتمر.
ويشارك في المؤتمر: الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، كما تحضر مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والصين، بالإضافة إلى حضور فرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
إقليميًّا، تحضر المؤتمر مصر والجزائر والإمارات فيما كان لافتًا استثناء دولة تونس من الدعوة، وقد أبدت تونس استغرابها الكبير لعدم دعوتها.
وعبَّرت تونس عن استغرابها الكبير من تجاهلها في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، وقال سفيرها لدى ألمانيا أحمد شفرة، في مقابلة مع تلفزيون "دوتشيه فيله" الألماني، إنّ بلاده تستغرب بشدة إقصاءها من مؤتمر برلين.
وتونس التي تستعد لتدفق محتمل لمهاجرين من ليبيا إذا تفاقمت فيها الأزمة، تتقاسم حدودًا طولها أكثر من 450 كيلومترًا مع ليبيا، ولها مقعد غير دائم في مجلس الأمن.
وعلى المستوى الإفريقي، دعيت الكونغو لأنّ الاتحاد الأفريقي كلف رئيسها دنيس ساسو نجيسو قبل ثلاث سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية.