رئيس التحرير: عادل صبري 05:51 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

سياسي كردي: لهذا اتفق الأتراك والأمريكان على دماء الكرد.. وهذا ما ستفعله روسيا لحمايتنا (حوار)

سياسي كردي: لهذا اتفق الأتراك والأمريكان على دماء الكرد.. وهذا ما ستفعله روسيا لحمايتنا (حوار)

العرب والعالم

سياسي كوردي

سياسي كردي: لهذا اتفق الأتراك والأمريكان على دماء الكرد.. وهذا ما ستفعله روسيا لحمايتنا (حوار)

أيمن الأمين 22 أكتوبر 2019 11:02

بعد قرب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار شمالي سوريا بين الكرد والأتراك، يترقب العالم ما ستؤول إليه الأيام المقبلة من سيناريوهات جديدة..

 

سيناريوهات عديدة، تحملها الساعات القادمة، ربما توقف الحرب بشكل دائم، وربما تشتعل المنطقة أكثر، خصوصا مع كثرة اللاعبون في الشمال، الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وفرنسا وجيش النظام والمعارضة وإيران.

 

أسئلة كثيرة طرحناها على الناشط السياسي الكردي إسماعيل درويش خلال حديثه مع "مصر العربية" للوقوف على آخر مستجدات الوضع بين الأكراد والجيش التركي.

 

وإلى نص الحوار..

 

بداية.. كيف قرأتم الاتفاق الأمريكي- التركي بشأن وقف إطلاق النار في مناطق الاشتباكات شمال سوريا؟

 

للأسف هو اتفاق على الكرد، جاء  إرضاء لأطماع أردوغان العثمانية، هو اتفاق يهدف للإعطاء أردوغان رقعة جغرافية جديدة وفق الخريطة العثمانية الجديدة والتي تهدف لاحتلال الشمال السوري بعمق ٣٢ كم وطول أكثر من ٦٠٠ كم ، وهي المنطقة الكوردية بجميع مدنها.

 

كما يهدف أردوغان أيضا، من خلال ذلك إلى إنهاء الوجود الكوردي أو بمعنى أصح إنهاء القضية الكوردية في سوريا ، خوفاً من تكرار سيناريو إقليم كوردستان العراق وهو الأمر الذي يستفز أردوغان بحكم أن هناك أكثر من ٣٠ مليون كوردي يعيشون في كوردستان الشمالية " المنطقة الكوردية في تركيا" وربما يتحرك الكورد هناك أيضاً للمطالبة بحقوقهم.. 

 

وبالتالي عمد أردوغان وجميع الحكومات التركية التي سبقته إلى إحداث التغيير الديمغرافي في المناطق التركية داخل تركيا ، فأحرق آلاف القرى الكوردية وهجر الملايين من الكورد إلى الداخل التركي ومدن تركيا مثل أنقرة واسطنبول ونزح الآلاف نحو أوروبا والعالم هرباً من بطش الدولة التركية ..

غريزة أردوغان الاستيطانية في شمال سوريا خبيثة وإن كانت ظاهرها بحجة إنشاء منطقة آمنة وإسكان أكثر من ثلاث ملايين لاجئ فيها وهو العدد الشعب السوري الذي هرب من بطش النظام السوري والأعمال الإرهابية للمعارضة السورية ويسكن في تركيا.

 

والحجة الأخرى التي يقولها أردوغان وهي القضاء على تنظيم PKK كما يدعي ، وهي الحجة التي أثبتت زيفها بحكم أن الإدارة الذاتية التي أنشئت في الشمال والشرق السوري تحوي ضمنها كل المكونات في تلك المنطقة " كورد - عرب - سريان - مسيحيين ..... الخ " ، ربما يرفع هنا وهناك بعض صور زعيم حزب العمال الكوردستاني من خلال العاطفة الكوردية التي عرفت هذا الحزب منذ الثمانينات، والقوات العسكرية " قسد " هي مزيج من كل المكونات .

 

ولماذا تتخوف تركيا من الكرد بهذا الشكل وما أهداف "نبع السلام

 

الهدف الأساسي لتركيا في هذا الإرهاب الذي يمارسه بحق الشعب الكوردي والمكونات الأخرى التي تعيش في المناطق الكوردية في شمال سوريا هي:

- القضاء على أي مشروع كوردي يؤمن حقوقه القومية في قادم الأيام .

- توسيع مشروعه الاستيطاني والعمل على إعادة أمجاد الدولة العثمانية.

- الانتقام لتنظيم داعش " الابن المدلل " لدى أردوغان بعد أن تم سحقهم على يد المقاتل الكوردي وهذا ما ظهر جلياً من خلال إطلاق الجيش التركي ومرتزقته من الفصائل الإرهابية للمعارضة السورية سراح الآلاف من داعش من سجون الإدارة الذاتية بعد قصف مواقع قسد وإجبارهم على ترك السجون.

 

وما علاقة تركيا بداعش؟

 

ظهر الكثير من عناصر داعش الذين تم إطلاق سراحهم في المناطق التي احتلتها تركيا مؤخراً " سري كانيه ( رأس العين )؟ وكري سبي ( تل أبيض ) " وهم يرتكبون الجرائم بحق المدنيين.

 

 

ولماذا دعمت واشنطن عملية "نبع السلام" في بدايتها؟

 

الاتفاق بين أردوغان وترامب هو اتفاق إجرامي مهد من خلال ترامب لأردوغان باحتلال تلك المناطق ولا يخفى على الجميع حجم الفساد الذي يربط اردوغان بترامب وآخرها أبراج ترامب في اسطنبول.

 

للأسف يدفع الشعب الكوردي ثمن دفاعه عن العالم من خلال القضاء على أكبر تنظيم إرهابي عرفته البشرية " داعش ".

قضية الاحتلال هي واقعة واضحة وإن اختلفت تسمياتها أو تلميع صورتها، لكن الهدف الأساسي منه وكما ذكرت هو القضاء على أي وجود للكورد هناك.

 

ولماذا تخلى الأمريكان عن الكرد؟

 

أمريكا دولة لا عهد لها وخاصة بعد أن استلم ترامب السلطة هناك، فهو رجل يبحث عن الصفقات التجارية دون أدنى احترام لكرامة وسياسة أمريكا الخارجية، فحتى الأمس القريب كانت تأتي بالسلاح للمناطق الكوردية، ولكنها وكما يبدو حصلوا على صفقة تجارية كبيرة من أردوغان وبموجبه تم بيع شعب ومنطقة كاملة لأردوغان، وهذا مؤشر خطير لمستوى الدناءة التي وصلت إليها السياسة الأمريكية وهو الأمر الذي يعارضه الغالبية المطلقة من الكونجرس ومجلس الشيوخ وغيرهم "الصراع داخل البيت السياسي الأمريكي محتدم بين ترامب والشخصيات القيادية هناك".

 

بالمجمل وخلال حكم ترامب باتت أمريكا دولة تبحث عن صفقات دون أن يكون للمبادئ وقيم الحماية لديهم أي اعتبار، هم انسحبوا الآن وبات الكوردي يبحث عن مصلحته وأخيراً اللقاءات الكوردية – الروسية، على أمل أن تفضي لما هو خير للشعب الكوردي والمكونات الأخرى التي تعيش في المنطقة الكوردية بشمال سوريا.

 

أمريكا ستسعى فقط على الحفاظ على تواجدها في المناطق النفطية في الشمال السوري وبرأيي ستعيد ترتيب أوراقها مجدداً لسياسة جديدة تحفظ ماء وجهها أمام الشعب الكوردي بعد أن طعنهم من الظهر إرضاءً لأطماع أردوغان الاستيطانية.

 

 

اليوم القيادي الكردي مسعود البارزاني طلب من روسيا حماية الكرد... لماذا؟ وهل يقبل الروس بدعم الكرد في الشمال؟

 

المرجع الكورد السيد مسعود البرزاني ولأكثر من مرة ولأكثر من جهة وجه رسائله من أجل حماية الكورد وليس روسيا فقط .

 

روسيا اليوم هي الدولة الأكثر فاعلية في سوريا والأكثر حفاظاً على عهدها من خلال دعمها للنظام السوري خلال ٩ سنوات من الكارثة السورية .

 

اليوم روسيا باتت في المناطق الكردية بشمال السوري وباتفاق مع الإدارة الذاتية وهي دولة عظمى ومؤثرة في السياسة العالمية ولا يمكن لأحد تحييدها أو إبعادها.

 

فعندما يدعو السيد البرزاني روسيا لحماية الكرد فهو يدرك حجم روسيا في الشرق الأوسط والعالم ، ويستطيع خلق توازنات يمكن بموجبها حماية الكرد من إرهاب أردوغان ومرتزقته وحتى من أي طرف آخر يحاول محاربة الكرد.

 

بقناعتي روسيا ستسعى لخلق مرحلة جديدة للحوار بين النظام السوري والأحزاب الكردية بهدف خلق أرضية للحوار ترضي الجميع، وستعمل على الحد من التمدد التركي في الشمال السوري ليس دعماً للكرد فقط، بل للحفاظ على مصالحها في تلك المناطق، أيضا روسيا تملك مفاتيح كثيرة للحل ونأمل أن تكون الأيام القادمة حبلى بالمسرات.

 

 

وهل تتوقع أية قرارات في صالح الكرد خلال اجتماع أردوغان مع بوتين؟

 

بقناعتي أردوغان سيحاول على الحصول على صفقة مع الروس ليسحب بموجبه مرتزقته من إدلب والمجيء بهم نحو المناطق الكردية ، لكن روسيا الداعمة للنظام السوري لن يقبل برأيي وسيعمل في قادم الأيام والأشهر على سحق ما تبقى من الفصائل الإرهابية ليس فقط في إدلب وإنما في عفرين وجرابلس والباب ورأس العين وتل أبيض.

 

هؤلاء "الإرهابيين" يتم جمعهم الآن في مناطق محددة ولن تسكت روسيا وحتى المجتمع الدولي عن كل المجازر الإرهابية التي ارتكبوها، فهم الوجه الآخر لتنظيم داعش الإرهابي ويستخدمهم أردوغان لمآربه الخبيثة.

 

سيضغط بوتين على أردوغان للحد من غروره واستعلائه وتهديداته، وسيكبت ويقيد انتشاره، أما المناطق المحتلة سيكون لروسيا دور فعال في استعادتها من خلال الحوار أو الإجبار ورأينا انتشار للجيش السوري على طول الحدود باستثناء رأس العين وتل أبيض.

 

هذه المنطقتين سيكونا محاور أساسية قادم الأيام وبقناعتي لن يصل الوضع السوري للحل النهائي إلا بعد عودة تلك المناطق لأهلها .

 

من تل ابيض إلى رأس العين.. تركيا اليوم بدأت تتحدث عن حدود المنطقة الآمنة فهل تنجح أنقرة في ذلك؟

 

تركيا تدعيها منطقة آمنة وبالحقيقة هي منطقة احتلال ولا يحق لمحتل أن ينشئ منطقة آمنة وبرأيي هذه المنطقتين وربما عفرين أيضاً ستكون أمام منطقة آمنة حقيقية وبرعاية دولية لتبدد مخاوف أردوغان أو بالأحرى حجج أردوغان من جهة ولمنع أردوغان ومرتزقته من التغيير الديمغرافي من جهة أخرى.

 

 

بالمجمل أنقرة ستحاول أن تغير ديمغرافية المنطقة ولكن لن تحقق ذلك بوجود قوى متعددة لا تريد لتركيا أن تكبر  أكثر وتصبح قوة تهدد الدول العظمى مثل روسيا وأمريكا، فكلنا نعلم أن الدول العظمى تعمل دائماً على تقليم الروؤس عندما تكبر أكثر من حجمها المسموح بها.

 

 

إيران أعلنت قبل ساعات رفضها لإقامة أنقرة مناطق عسكرية في الشمال.. لماذا الرفض الإيراني رغم إقامة إيران مناطق عسكرية كثيرة في سوريا؟

 

إيران لها حسابات خاصة تتعلق بالتمدد السني على حساب التمدد الشيعي، ربما إيران تتفق مع تركيا بشأن استهداف الكورد بهدف القضاء على أي مشروع يعيد لهم حقوقهم بحكم هي الأخرى أمام هذه المشكلة كما يسموها " المشكلة الكوردية وهي الأخرى لديها مخاوف من هذا الملف كما تركيا، لكنها تعارض تركيا خوفاً من التمدد السني وهذا ما ظهر جلياً خلال السنوات السابقة والتي زرعت فيها إيران المظاهر الشيعية في المدن التي يسيطر عليها ميليشياتها في سوريا.

 

إيران تسعى للقضاء على الفصائل الإرهابية للمعارضة لأنها، أي إيران تقف إلى جانب النظام السوري وتركيا تضخ المال والسلاح لهذه الفصائل من أجل تنفيذ مشاريعها الاحتلالية.

 

إذاً تتضارب مصلحة الدولتين " إيران وتركيا " من خلال الطائفة وتتقاطع في محاربة الوجود الكوردي، وبالتالي يبدو أن إيران فضلت الاستمرار على رفض التمدد السني ولهذا ترفض مشروع أردوغان.

 

تركيا اتهمت الكرد مؤخرا ولمرات عديدة بخرق الهدنة وهددت إذا لم يتم تفعيل بنود الاتفاق مع أمريكا ستكمل عمليتها العسكرية "نبع السلام".. كيف ترى الأمر؟

 

قضية الهدنة أصبحت من الماضي بحكم أن عناصر قسد انسحبت وتركت تل أبيض ورأس العين ولكن سيحاول أردوغان جاهداً في قادم الأيام على استهداف مراكز قسد خارج حدود تلك المدينتين بحجج مختلفة ولكنها هرائية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان