رئيس التحرير: عادل صبري 10:03 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

(تحليل) هل يكون اليمن مفتاح تخفيف التوتر في الشرق الأوسط؟

(تحليل) هل يكون اليمن مفتاح تخفيف التوتر في الشرق الأوسط؟

العرب والعالم

الحرب في اليمن

(تحليل) هل يكون اليمن مفتاح تخفيف التوتر في الشرق الأوسط؟

محمد الوقاد 01 أكتوبر 2019 20:58

الطريق إلى تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة يبدأ في حقيقته من اليمن، هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه محللون وصناع قرار في الغرب وواشنطن، بعد البحث في تفاصيل  تطورات الأحداث في المنطقة.

 

ويشير توصيف الوضع في اليمن وتطوراته إلى التالي.. تمرد محلي تحول إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، يرعى فيها كل بلد طرفا مختلفا.

 

ومن دلالات هذا التوصيف ظهر جانب جديد من أهمية المساعي الدولية الدائرة حاليا لإنهاء الحرب في اليمن، فالثمن الذي يتم دفعه لم يعد إنسانيا فقط، رغم فداحته، لكنه بات أيضا ثمن سياسي واقتصادي، بعد أن دخل النفط كسلاح، وباتت المنشآت والناقلات النفطية أهدافا هنا وهناك.

 

ووفقا للمحلل الأمريكي "جوردن شاشتيل"، فإن وقف النزاع في اليمن هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، نظرا لعدم الاستقرار والدمار والخسائر في الأرواح البشرية التي تسببت بها الحرب في أكثر دول الشرق الأوسط هشاشة.

 

ويرى "شاشتيل" أنه يمكن للولايات المتحدة وإيران إنهاء الدعم لوكلائهما في اليمن، المملكة العربية السعودية والحوثيين على الترتيب، للخروج من ساحة يتخللها سوء التقدير المستمر، وانعدام الثقة، وسوء المعاملة، والتصعيدات غير المبررة. وسيكون هناك العديد من الفوائد للقيام بذلك.

 

3 فوائد

 

ويعدد الباحث في المعهد الشرقي للأكاديمية التشيكية للعلوم في براغ، "كيفن شوارتز"، ثلاثة فوائد مباشرة لإنهاء الحرب في اليمن، وهي:

 

أولا: لا يؤدي استمرار النزاع في اليمن إلى تعزيز المصالح الأمنية لأي من البلدين (الولايات المتحدة وإيرن) أو تحسين مكانتهما الدولية، ولكنه في الواقع يقوض أمنهما، وأثبتت بيئة اليمن، الذي مزقته الحرب، أنها كانت مناخا مضيافا لتنظيمات مثل "القاعدة" وفصائل جهادية أخرى، ما يشكل تهديدا أمنيا حادا لكلا البلدين.

 

وتتحمل الولايات المتحدة وإيران المسؤولية عن جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن، وفقا لما توصلت إليه الأمم المتحدة مؤخرا، سواء كان ذلك بسبب القصف السعودي العشوائي، أو سجن الحوثيين للمدنيين وتعذيبهم.

 

علاوة على ذلك، يجد كل من الممثلين المنتخبين والمواطنين العاديين في الولايات المتحدة أن مشاركة بلادهم في الحرب إشكالية ومضللة ومكلفة للغاية، ومن منظور الأمن والمصداقية والمواقف المحلية، ستستفيد الولايات المتحدة من إنهاء الحرب أكثر من إدامتها.

 

ثانيا: من خلال قطع الدعم عن وكلائهما في اليمن، يمكن لكل من الولايات المتحدة وإيران مواجهة اتهامات سوء السلوك الإقليمي الموجهة لكل منهما.

 

ومن وجهة نظر طهران، فإن الولايات المتحدة تقدم دعما ثابتا لحلفائها الإقليميين من أجل مواجهة إيران بأي ثمن.

 

وبالنسبة للولايات المتحدة، فإنها ترى أن إيران تحافظ على دعمها الثابت للوكلاء الإقليميين الذين يعارضون الحلفاء والمصالح الأمريكية في كل منعطف، ووفرت الحرب دعاية واسعة لادعاءات كلا  البلدين حول تطلعات كل طرف للهيمنة الإقليمية.

 

ونظرا لأن المشاركة الأمريكية والإيرانية في اليمن مبنية على شكوك كل بلد حول الدوافع والمناورات الإقليمية للآخر، فإن الموافقة على الخروج من اليمن من شأنه أن يسهل عمليات إعادة تقييم أكثر دقة لأفعال كلا الطرفين، وسوف يخفف من مبررات الردود المتشددة المستمرة التي ينطق بها القادة في البلدين.

 

ثالثا: سوف يُظهر إنهاء الحرب اليمنية للمجتمع الدولي وللشعب اليمني أن حياة اليمنيين وسيادتهم لم تعد أمرا هامشيا، خاصة بعد أن دخلت الحرب عامها الخامس، وخلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم.

 

وقد تأخرت كثيرا خطوة أن تعمل جميع أطراف النزاع من أجل الأمن السياسي والاقتصادي لسكان اليمن، وليس ضدهم.

 

ولم يُظهر التحالف الذي تقوده السعودية، والمتمردون الحوثيون، سوى القدرة على إدامة النزاع بفضل تدفق الأسلحة الأمريكية والإيرانية وغيرها من وسائل المساعدة لكلا الطرفين.

 

ومن شأن القضاء على هذا الدعم أن يزيد من إمكانية التوصل إلى تسوية تفاوضية قد تكون الخطوة الأولى في تخفيف المعاناة.

 

دعم صنع أزمة

 

وأخيرا، تعد حرب اليمن هي الساحة المركزية التي تنخرط فيها الولايات المتحدة وإيران في مواجهة منتظمة وغير مباشرة تشمل مخاطر سوء التقدير الذي قد يتحول إلى حرب مباشرة.

 

وفي أعقاب توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، أو ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة، سعت إدارة الرئيس الامريكي الساب "باراك أوباما" إلى تهدئة قلق حلفائها الخليجيين حيال الأمن الإقليمي وعلاقتهم بالولايات المتحدة، ورفضت فرض أي قيود على حملة السعودية والإمارات في اليمن.

 

وكان تقديم الدعم الأمريكي للهجمات الجوية السعودية والإماراتية باليمن وتيسيرها، بمثابة سوء تقدير فتح الأبواب أمام المشاركة الإيرانية.

 

ومع تقدم حملة قصف التحالف، توسع الدعم الإيراني للحوثيين واكتسب أهمية استراتيجية إضافية، حيث كان في السابق ضئيلا وغير منسق في أحسن الأحوال، بحسب "شوارتز".

 

يبقى ملف اليمن هو المجال الأكثر رحابة لإحداث تراجع أولي في التوترات الأمريكية الإيرانية، حيث لن يتطلب من أي بلد التضحية بأي مصلحة جيواستراتيجية كبرى، أو التخلي عن أوراق النفوذ في أي مفاوضات ثنائية مستقبلية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان