خمس سنوات متتالية ذاق خلالها اليمنيون صنوف الموت كافة منذ أن انقلبت الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية وسيطرت على مناطق شاسعة، لكنّ الأزمة المستعصية أصلًا عن الحل، دخلت منعطفًا شديد الخطورة بعدما انخرط الطرفان اللذان يُفترض أنهما في صراع مع الانقلابيين، في صدام فتاك.
العديد من التوترات جمعت بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثّل جنوب اليمن سياسيًّا ويحمل على كاهله مطالب الجنوبيين نحو فك الارتباط مع الشمال، وبين الحكومة الشرعية التي تريد فرض سيطرتها على المناطق المحررة.
المحلل السياسي اليمني الدكتور عمر محمد الشرعبي الباحث في الشئون الاستراتيجية وإدارة الأزمات، حاورته "مصر العربية" لبيان أسباب الخلافات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وما يمكن أن يسفر عنه التوتر الراهن.
إلى نص الحوار:
كيف ترى التطورات المتصاعدة في جنوب اليمن؟
في البداية نريد أن نفرق بين الصراع بين التحالف والحوثيين وصراع الحكومة الشرعية مع المجلس الانتقالي وقواته.
وكيف تفرِّقون بينهما؟
التحالف العربي أنشئ ضد جماعة الحوثيين بالشمال وعودة الشرعية لصنعاء بعد فرارها لعدن لكن اليوم لا وجود لها لا بصنعاء ولا بعدن نتيجة سوء إداراتها في جميع المحافظات التي تسيطر عليها وكذلك جماعة الحوثيين على نفس الخطئ يمضون.
والتحالف على وئام كامل بالشمال بعد إخراج قطر من التحالف نتيجة لخلافات سياسية بينهم.
وماذا عن الجنوب؟
فيما يتعلق بجنوب اليمن في الوقت الراهن.. الأحداث التي جرت وتجري بين قوات المجلس الانتقالي المدعوم دعماً لوجستيًّا إماراتيًّا وقوات الحكومة الشرعية كانت نتاجًا للصراع الخفي بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعد إقصاء رئيس الوزراء اليمني الأسبق خالد محفوظ بحاح المسنود سياسيًّا من دولة الإمارات.
وكيف تمّت الإطاحة به؟
بحاح تمّ إعفاؤه وإقصاؤه بقرار سياسي من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بسبب تسريب أخبار أن هنالك تسويه تطبخ وتعد لتولي بحاح السلطة نيابة عن هادي وقبول ذلك من قبل جماعة الحوثيين بصنعاء.
وما الذي نتج عن ذلك؟
كان الخيار الجديد لدى دولة الإمارات هو دعم جماعة جديدة فتم الترتيب والتنسيق لإنشاء مجلس سياسي جنوبي يضم محافظين لهم قبول سياسي جنوبيًّا، وتم فعل ذلك وهو إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي، وتم انضمام محافظي عدن وحضرموت وشبوة وسقطرى لهذا المجلس.
.jpg)
وما علاقة المجلس الانتقالي بالإمارات؟
المجلس الانتقالي كان النواة الرئيسية لاستلام الدعم العسكري اللوجستي من دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مرأى ومسمع من المملكة العربية السعودية.
هل يعني ذلك أنّ هناك خلافًا بين السعودية والإمارات؟
هذه المعطيات جعلت البعض يظن أنّ هناك خلافًا سياسيًّا بين الرياض وأبو ظبي، لكن أرى أنّه لايوجد أي خلاف بينهما بشكل جذري وإنما خلاف بالطرق والأساليب المتبعة فقط.
نتيجة لذلك لايوجد أي تأثير على مستقبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وعضوية الإمارات العربية المتحدة.
أي مستقبل نتوقعه لجنوب اليمن؟
مستقبل الجنوب الداعي للانفصال أو الاستقلال عن الشمال في الوقت الحالي بعيد كل البعد عن التطبيق فعليًّا وسياسيًّا لأنّ المجتمع الإقليمي والدولي إجمالاً لا يؤيد أي خطوة لذلك بالوقت الحالي.