رئيس التحرير: عادل صبري 05:34 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«رجل الحرب يرحل».. لماذا أقال ترامب «كبير الصقور» جون بولتون؟

«رجل الحرب يرحل».. لماذا أقال ترامب «كبير الصقور» جون بولتون؟

العرب والعالم

جون بولتون

«رجل الحرب يرحل».. لماذا أقال ترامب «كبير الصقور» جون بولتون؟

أيمن الأمين 11 سبتمبر 2019 11:22

في مفاجئة للشارع الأمريكي، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبير مستشاريه جون بولتون، والملقب بـ "كبير الصقور ورجل الحرب".

 

الإقالة التي باتت حديث العالم في الساعات الأخيرة، لم يفصح ترامب عن أسبابها الحقيقية، خصوصا وأن بولتون واحد من الجنرالات التي لطالما اعتمد عليها ترامب، تحديدا في سياسته الخارجية بالشرق الأوسط.

 

وينظر محللون في الولايات المتحدة إلى بولتون على أنّه رجل الحرب في إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقبل ساعات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي يعتبر من أبرز الصقور في إدارته وأكثرهم تشددا في التعاطي مع عدد من الملفات، من أبرزها الملف الإيراني.

 

وقال ترامب في تغريدة له على تويتر "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أنه لم تعد ثمة حاجة لخدماته في البيت الأبيض. اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثل آخرين في الإدارة".

 

وبادر جون بولتون وهو ثالث مستشار أمن قومي يقيله ترامب إلى الرد على الرئيس بالطريقة ذاتها التي أعلن بها ترامب خبر إقالته، حيث كتب تغريدة على تويتر قال فيها "عرضت تقديم استقالتي ليلة أمس والرئيس ترامب قال لي لنناقش المسألة غدا".

 

ورغم الاختلاف الذي طفا على السطح بين الرجلين في الشهور الأخيرة، فقد بدت إقالته مفاجئة، خصوصا أنه كان من المقرر وفقا لإخطار من البيت الأبيض أن يشارك في مؤتمر صحفي مع وزيري: الخارجية مايك بومبيو، والخزانة ستيفن منوشين، ولكن المؤتمر الصحفي عقد لاحقا بغيابه.

 

وعندما سئل بومبيو خلال المؤتمر الصحفي عن إقالة بولتون، قال إن الرئيس ترامب طلب منه تقديم استقالته وفعل ذلك صباح اليوم، وإن من حق الرئيس أن يوظف من يشاء ويبقي من يشاء في إدارته.

 

وأضاف أنه يجب ألا يتوهم أي قائد في العالم أن غياب أي مسؤول مهما كان في الإدارة، سيغير من سياسة إدارة ترامب حول مختلف الملفات.

أما وزير الخزينة فقال ردا على سؤال عن إمكانية تغير سياسة إدارة ترامب تجاه إيران بعد إقالة بولتون إن سياسة ممارسة أقصى قدر من الضغوط على إيران ما زالت هي خيار إدارة ترامب.

 

من هو بولتون؟

 

بولتون الذي أقيل قبل يوم، كان مستشار ترامب للأمن القومي، ويعد أهم المحرضين على الحرب وتغيير الأنظمة في كوبا والعراق وكوريا الشمالية وفنزويلا، والآن إيران.

 

في 2018 وجه بولتون تحذيرا صارما لطهران وقال "سنلاحقكم" إذا لم تخفف طهران من عدوانيتها، ووصفته وزارة الخارجية الإيرانية بأنه "مروج للحروب".

 

وأشاد بولتون بقرار ترامب "الممتاز" الانسحاب من الاتفاق النووي، ويعتقد خبراء أنه قام بحملة لقصف إيران على مدى سنوات.

 

ويعتقد بولتون أن إيران كانت وراء الهجمات على أربع ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية قبل أسابيع، وحاول إقناع ترامب باتخاذ موقف متشدد، لدرجة أن ترامب نفسه قال الشهر الماضي "أنا في الحقيقة أهدئ جون وهو أمر مدهش".

 

ويشير تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية قبل يومين إلى غياب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون عن الاجتماع الذي حضره كبار مسؤولي الرئيس دونالد ترامب منتصف الشهر الماضي بشأن أفغانستان.

 

ويقول جون هادسون وجوش دوسي في تحليلهما إن غياب بولتون يعتبر لافتا خاصة في أعقاب التقدم الكبير الذي يجري في المحادثات بين وفدي الولايات المتحدة وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

 

وتنسب الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين كبار، أن حضور كبير مستشاري الأمن القومي (بولتون) يشكل أمرا حاسما في أجواء مثل هذه، لكن استبعاده لم يكن مجرد مصادفة.

 

ويقول المسؤولون إن بولتون الذي لطالما دافع عن وجود عسكري واسع في جميع أنحاء العالم، أصبح عدوا داخليا قويا لاتفاق سلام ناشئ يهدف إلى إنهاء أطول حرب أميركية.

 

ويوضح هؤلاء المسؤولون أن معارضة بولتون للجهد الدبلوماسي في أفغانستان أغضبت الرئيس دونالد ترامب وجعلت مساعديه يحرمون مجلس الأمن القومي من المناقشات الحساسة بشأن الاتفاق.

 

ويشير الكاتبان إلى أن تهميش بولتون أثار أسئلة حول تأثيره على إدارة تسعى إلى سحب القوات من أفغانستان، وذلك بالإضافة إلى صفقة نووية طموحة مع كوريا الشمالية ومفاوضات محتملة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

 

ويشير التحليل إلى أن المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أكدوا أن تهميش بولتون في أي اجتماع حول أفغانستان صار واضحا، وخاصة الشهر الماضي عندما اجتمع كبار المسؤولين في منتجع ترامب في ولاية نيوجيرسي، لمناقشة اتفاق السلام مع طالبان والمسؤولين الأفغان.

 

تجدر الإشارة إلى أن بولتون حُرِمَ من حضور نقاشاتٍ حساسة بشأن أفغانستان، بسبب مخاوف من أنَّه ربما يُسرِّب معلومات ويصطدم مع الرئيس.

 

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق ، إن ترامب يشعر بالانزعاج من ممانعة  بولتون، لجهود تسوية واشنطن في أفغانستان، ويحاول إبعاد مستشاره عن هذا الملف.

في السياق، يقول مسئولون إن بولتون الذي طالما دافع عن وجود عسكري واسع في جميع أنحاء العالم أصبح عدوا داخليا قويا لاتفاق سلام ناشئ يهدف إلى إنهاء أطول حرب أميركية.

 

أيضا، ثمة فجوة بين مواقف بولتون وترامب بشأن قضايا رئيسية أمرٌ معروف، إذ دعم بولتون توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد كوريا الشمالية قبل أن يصبح مستشاراً للأمن القومي، وقال إنَّ المسار الدبلوماسي مع بيونغ يانغ «روَّعه».

 

وفي الأشهر الأخيرة، أثار بولتون غضب الكوريين الشماليين وحجَّمه ترامب بعدها بعدما أشار إلى النموذج الليبي لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. (تخلَّت ليبيا عن أسلحتها النووية، ثُم أُطِيح بزعيمها القذافي وقُتِل).

 

في الغضون، يرى مراقبون أن مواقف بولتون لا تؤثر على السياسة الأميركية، فلقد قرر ترامب الانسحاب من صفقة مع كوريا الشمالية في قمة هانوي باللحظة الأخيرة، في فبراير  الماضي، بينما كان بولتون لا يعارض اتفاق نزع جزئي للبرنامج النووي لبيونج يانج.

 

ثُمَّ هناك القضية السورية، إذ قال بولتون إنَّ الولايات المتحدة ستبقى حتى القضاء على الوكلاء الإيرانيين، ثُمَّ أعلن ترامب بعد بضعة أشهر انسحاباً مُخطَّطاً، في حين لم يُنفِّذ تعهُّد بولتون بصورة كاملة. وفي الوقت نفسه، يتعارض استعداد ترامب للقاء الرئيس الروحاني حسن روحاني مع دعوات بولتون في الماضي، إلى تغيير النظام في إيران.

 

يذكر أيضا أن ترامب كان قد أكد في كلمة له في أغسطس الماضي أن بولتون "صقر بالتأكيد"، وتابع: "أختلف مع جون بولتون كثيرا، لا سيما في نهجه إزاء الشرق الأوسط والعراق، وهو أيّد التدخل في العراق، وأنا أعتقد أن هذا كان خطأ فادحا، وثبت أنني محق، وكنت دائما ضد هذا الأمر".

 

وأشار ترامب وقتها إلى أن مستشاره للأمن القومي يؤدي عملا جيدا جدا، لكنه يتخذ بشكل عام موقفا صارما، وشدد على أن الكلمة الحاسمة في جميع القضايا تعود له وحده.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان