رئيس التحرير: عادل صبري 01:36 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الاتفاق النووي على مائدة الأوروبيين.. ما خيارات التهدئة بين أمريكا وإيران؟

الاتفاق النووي على مائدة الأوروبيين.. ما خيارات التهدئة بين أمريكا وإيران؟

العرب والعالم

الاتحاد الأوروبي

أمام اختبار صعب..

الاتفاق النووي على مائدة الأوروبيين.. ما خيارات التهدئة بين أمريكا وإيران؟

أيمن الأمين 15 يوليو 2019 12:48

مع تزايد تفاقم الأزمة بين أمريكا وإيران، تزايدت معها التحركات الأوروبية، في محاولة  منها لرأب الصدع والوصول لحافة الهاوية في الاتفاق النووي الإيراني.

 

ويسعى وزراء الخارجية الأوروبيون إلى إيجاد سبيل لإقناع إيران والولايات المتحدة بتخفيف التوترات وبدء حوار عندما يجتمعون في بروكسل اليوم الاثنين وسط مخاوف من أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بات على وشك الانهيار.

 

وتفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وافقت إيران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي أصابت اقتصادها بالشلل.

 

وردًّا على إعادة فرض العقوبات الأمريكية الصارمة، والتي استهدفت بشكل خاص إيرادات النفط الرئيسة لإيران، تخلت طهران عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. ودفع ذلك الأطراف الأوروبية في الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لتحذيرها من مغبة عدم الامتثال الكامل لبنود الاتفاق.

وسعت القوى الثلاث، الموقعة على الاتفاق إلى جانب روسيا والصين، إلى نزع فتيل التوترات التي بلغت ذروتها عندما خططت الولايات المتحدة لشن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي، وهي الخطة التي ألغاها ترامب في اللحظة الأخيرة.

 

وأرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير خارجية بلاده إلى طهران الأسبوع الماضي لتقديم اقتراحات حول كيفية تجميد الوضع الراهن لكسب بعض الوقت، وقال إنه يريد مراجعة مدى التقدم الدبلوماسي بحلول الـ 15 من يوليو.

 

وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية أبلغنا الرئيس روحاني بما يمكن أن تكون عليه معايير التوقف وننتظر ردًّا من الإيرانيين، لكن نقطة التحول من جانبهم بعيدة نسبيًّا لأنهم يطالبون بإلغاء العقوبات على الفور.

 

وأكد روحاني أمس الأحد استعداد طهران للتفاوض إذا ألغت الولايات المتحدة العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي. ولم يظهر ترامب أي علامة على التراجع في الوقت الحالي. ورغم أنه بحث قضية إيران مع ماكرون، قال ترامب الأسبوع الماضي، إنه سيواصل فرض المزيد من العقوبات عليها.

 

وفي نيويورك، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأحد رسالة قوية للأوروبيين.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عنه قوله هناك فرق كبير بين فعل شيء وإعلان استعدادك“.

 

وما زال الأوروبيون يحاولون تطبيق آلية (إنستكس) الأوروبية للتبادل التجاري مع إيران، ولم يتم بعد إنشاء الآلية الموازية لها في إيران. وفي حال بدء تطبيق هذه الآلية فعليًّا مع إيران فإنها ستتعامل مبدئيًّا فقط في منتجات مثل: المستحضرات الصيدلانية والغذاء، وهي منتجات لا تخضع للعقوبات الأمريكية.

 

وقال دبلوماسيون، إنهم في كل الأحوال يخشون من رد الفعل الأمريكي، بينما قال مسؤولون إيرانيون مرارًا إن آلية إنستكس يجب أن تشمل مبيعات النفط أو تقديم تسهيلات ائتمانية كبيرة حتى تكون مفيدة.

 

وذكر دبلوماسي أوروبي أن الاتفاق على شفا الانهيار. ستكون الرسالة يوم الاثنين هي إظهار وحدة الاتحاد الأوروبي، لكن يجب أن توضح لإيران أنها بحاجة إلى العودة إلى الصف“.

 

وأضاف في الوقت الراهن لا يوجد شيء يمكن التراجع عنه، لذا لدينا مساحة أكبر للدبلوماسية“

وكانت إيران زادت قبل أيام نسبة تخصيب وحجم مخزون اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المسموح بها في الاتفاق النووي، وذلك ردا على عدم اتخاذ الشركاء الأوروبيين بالاتفاق إجراءات تتيح لها الالتفاف على العقوبات الأميركية التي أعادتها واشنطن عقب انسحابها في مايو 2018 من الاتفاق.

 

في المقابل، شدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي على أن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي بما يتناسب مع مدى التزام الأوروبيين به.

 

وأوضح ربيعي أن بإمكان الولايات المتحدة المشاركة في المحادثات النووية المرتقبة شريطة رفع العقوبات الاقتصادية أولا.

يذكر أن طهران أعلنت قبل يوم، أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% سيكون أحد خياراتها في المرحلة المقبلة، كما ألمحت إلى إمكان تشغيل أجهزة طرد مركزي كانت قد عطلتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية عام 2015، في حين أكد مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل الضغط على إيران.

 

تجدر الإشارة إلى أنه في الثامن من مايو من العام المنصرم، قررت إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن الملفت أنّ واشنطن تركت الباب مفتوحًا أمام التفاوض مجددًا من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يسدّ كل الثغرات التي في اتفاق صيف 2015 والذي يعتبره دونالد ترامب من أسوأ الاتفاقات التي عقدتها الولايات المتحدة.

 

وبعد الانسحاب الأمريكي، أعلنت أوروبا تمسّكها بالاتفاق كمنطلق لمفاوضات جديدة تؤدي إلى تعديله كي تحقق هدفين آخرين غير وقف نووي إيران، يتعلّق الأول بالسلوك الإيراني على الصعيد الإقليمي، الذي تبقى الميليشيات المذهبية التي تسرح وتمرح في دول عربية عدّة، أفضل تعبير عنه..

 

أمّا الهدف الثاني، فيتعلّق بالصواريخ الباليستية التي تطورها إيران والتي تستهدف حاليًا المملكة العربية السعودية انطلاقًا من اليمن.

 

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق النووي مع إيران، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، تم التوصل له في يوليو 2015، مع قوى دولية بعد ما يقرب من 20 شهراً من المفاوضات، وقد اعتُبر في حينه انتصاراً كبيراً للدبلوماسية بمنطقة الشرق الأوسط، التي لا تدع الحروب فيها للسياسة مجالاً للتحرك.

 

واتفقت بموجبه إيران والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي المجموعة المعروفة باسم "5 + 1"؛ والاتحاد الأوروبي، على رفع العقوبات الدولية المتعلقة بنووي إيران مقابل تفكيك طهران برنامجها النووي.

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان