على خلفية اشتداد المعارك في اليمن، وبعد أكثر من 4 سنوات ونصف في البلد الذي كان يلقب بالسعيد، ما تزال الدماء تنزف في غالبية مناطق الصراع.
وقبل ساعات، قتل ثمانية مدنيين يمنيين من أسرة واحدة في غارة شنها التحالف السعودي الإماراتي على منزل بمحافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء.
وأعلنت مصادر محلية أن بين القتلى خمسة أطفال، وأوضحت أن الغارة استهدفت منزل عبد القوي الكندي وهو مقاول بِناء في منطقة ورزان، مما أدى إلى مقتله وسبعةٍ من أفراد أسرته.
في سياق متصل، قالت مصادر عسكرية وطبية إن اثني عشر من أفراد الجيش الوطني وثمانية حوثيين قتلوا في مواجهات عنيفة اندلعت في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوبي البلاد.
وأفاد بيان للجيش بأن قواته "تمكنت من تحرير مواقع ومساحات كبيرة في مديرية قعطبة، شمالي المحافظة، بعد معارك عنيفة مع مليشيا الحوثي".
وأكد البيان أن المعارك أسفرت عن سقوط "قتلى وجرحى في صفوف مليشيا الحوثيين، فضلا عن خسائر في الآليات العسكرية".
من جانبه، اتهم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطراف النزاع في اليمن بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، والاستخفاف الصارخ بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
جاء ذلك في تصريح للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك. وأوضح أن تعليقات غوتيرش وردت في تقريره المتعلق بـ "الأطفال والنزاع المسلح في اليمن".
وتعز هي مدينة يمنية في المرتفعات الجنوبية، وهي العاصمة الثقافية لليمن، وتقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر، .و تبعد عن العاصمة صنعاء 256 كم، وهي مركز محافظة تعز أكبر محافظات اليمن سكاناً، وتعد ثالث مدينة يمنية من حيث عدد السكان.
وللعام الخامس، يعيش اليمن حربا مدمرة بين القوات الموالية للحكومة ومقاتلي جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء ومحافظات أخرى منذ سبتمبر 2014.
وألجأت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى الحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، ودفعت بالبلاد إلى حافة المجاعة، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أن الأزمة التي يواجهها البلد العربي هي الأسوأ في العالم.
ومن المقرر أن يصدر التقرير الأممي بشكل رسمي الشهر المقبل، ويعرض أرقاما مروعة تشمل ما مجموعه 11 ألفا و779 انتهاكا جسيما ارتكبت ضد الأطفال من قِبل جميع أطراف النزاع في اليمن، على النحو الذي تحققت منه الأمم المتحدة.
وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.