في ظل الحديث عن إعلان الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" خلال ورشة المنامة الاقتصادية المزمع عقدها يومي 25-26 يونيو الجاري، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إلى عزمه ضم غور الأردن الواقع على الحدود بين الضفة الغربية والأردن.
وأكد الفلسطينيون مرارا، على مدى العقدين الماضيين، رفضهم مخططات إسرائيلية لضم غور الأردن أو إبقائه تحت السيطرة الإسرائيلية لسنوات أو حتى إبقاء أي تواجد عسكري إسرائيلي فيه لسنوات.
وعرض الفلسطينيون وجود قوات دولية، لفترة انتقالية تستمر عدة سنوات، في غور الأردن في إطار حل نهائي مع إسرائيل.
ولكنهم يخشون الآن أن يقدم نتنياهو على ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بما فيها غور الأردن، بعد أن أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان ومساعد الرئيس الأمريكي جيسون غرينبلات عدم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية "ضمن ظروف معينة".
وتمتد منطقة غور الأردن لمساحة تصل إلى 30% من مساحة الضفة الغربية ويقطنها ما يزيد على 70 ألف فلسطيني ونحو 11 ألف مستوطن إسرائيلي.
وسيطرت القوات الأردنية عليه في حرب عام 1948 التي صاحبت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن سيطرت عليه القوات الإسرائيلية واحتلته في حرب عام 1967.
ويؤكد الفلسطينيون إنه يشكل جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وحدود دولة فلسطين المستقلة، باعتباره سلة الخبز بالنسبة للضفة الغربية وحدودها الخارجية مع الأردن.
والجانبين الأردني والإسرائيلي وقعا، عام 1994، اتفاقية وادي عربة للسلام.
وأعلنت الحكومة الأردنية، العام الماضي، أنها سلمت الجانب الإسرائيلي مذكرتين تقضيان بإنهاء الملحقين الخاصين بمنطقتي الباقورة والغمر من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
وجاء القرار الأردني متزامناً مع مطالبات القوى الوطنية الأردنية بعدم السماح لإسرائيل باستخدام أراضي الباقورة الأردنية مدة 25 سنة قادمة.
وتستخدم إسرائيل أجزاء واسعة من هذه الأراضي من أجل الزراعة التي تدر عليها مئات ملايين الدولارات سنويا.
With @LindseyGrahamSC and @IsraeliPM today on the #Golan Heights at the Syrian border. Compelling evidence presented of the critical strategic importance of Israeli control of this territory. Senator Graham spoke movingly and with great moral clarity on this subject. pic.twitter.com/2CPS6OmnCt
— David M. Friedman (@USAmbIsrael) March 11, 2019
وعلى غرار الجولة الميدانية التي أقامها نتنياهو مع السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفقة السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان في الجولان في 11 مارس الماضي قبل الاعتراف الأمريكي بسيطرة دولة الاحتلال على الهضبة السورية وإزالة صفقة المحتلة عنها ، قام نتنياهو بجولة ميدانية مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في غور الأردن.
رئيس الوزراء نتنياهو تجول اليوم في الجولان برفقة السيناتور غرهام والسفير الأمريكي وقال: الجولان كان دائما جزءا من إسرائيل, منذ أول أيام تاريخنا وهو جزء من إسرائيل منذ 1967. يجب على الجولان أن يبقى جزءا من إسرائيل إلى الأبد ومن المهم أن المجتمع الدولي سيعترف بذلك, وخاصة أمريكا. pic.twitter.com/hiBYGKhOCh
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) March 11, 2019
وقال نتنياهو، خلال الجولة الميدانية: "موقفنا يقضي بأنه في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي يجب على التواجد الإسرائيلي هنا أن يستمر وذلك من أجل ضمان أمن إسرائيل وأمن الجميع".
وأضاف: "غور الأردن يوفر لإسرائيل أدنى حد من العمق والعلو الاستراتيجيين المطلوبين للدفاع عن دولتنا، وجودنا هنا يضمن الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها".
وكان نتنياهو وبولتون قاما بجولة ميدانية في غور الأردن، ثم قاما برحلة على متن طائرة مروحية فوق منطقة القدس وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وغور الأردن.
ويرجح أن تتضمن الخطة الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" اقتراحا بشأن غور الأردن.
وهاجم نتنياهو في أول حديث علني له حول ورشة المنامة الاقتصادية المزمع عقدها يومي 25-26 يونيو الجاري، الموقف الفلسطيني الرافض لــ"صفقة القرن"والمشاركة في ورشة المنامة، للكشف عن الشق الاقتصادي للخطة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قال نتنياهو: "سنستمع إلى المقترح الأمريكي بشكل عادل ومفتوح، لا أستطيع أن أفهم كيف رفض الفلسطينيون المخطط الأمريكي قبل أن يسمعوا حتى ما هي تفاصيله، هذا ليس الطريق نحو إحراز التقدم، أقول لهؤلاء الذين يقولون إنه بغية التوصل إلى اتفاق سلام يجب على إسرائيل أن تترك غور الأردن إن هذا لن يجلب السلام بل سيجلب الحرب والإرهاب".
ولم يعارض بولتون أقوال نتنياهو، وقال: "بدون الأمن ليس هناك سلام وليس هناك سلام دائم، أعتقد أنه من المؤسف أن عددا أكبر من الأمريكيين لا يأتون إلى أماكن مثل هذه كي يشاهدوا الجغرافيا ويفهموا معناها وكيف تؤثر على وضع إسرائيل الأمني الحيوي، وكي يشرحوا لماذا إسرائيل اعتمدت الموقف الذي اعتمدته".
وأضاف بولتون، موجها كلامه لنتنياهو: "أستطيع أن أؤكد لك بأن الرئيس دونالد ترامب سيأخذ في الحسبان، وبكل تأكيد، الاهتمامات التي عبرت عنها بشكل واضح للغاية على مدار السنوات الماضية".
ويقاطع الفلسطينيون إدارة ترامب ويرفضون المشاركة في خطة سلام الشرق الأوسط.
ويكشف فريق ترامب عن الشق الاقتصادي من الخطة هذا الأسبوع في مؤتمر بالعاصمة البحرينية المنامة، والذي تأمل أن يحفز اقتصاد الأراضي الفلسطينية والمنطقة. وسيجري طرح الشق السياسي من الخطة في موعد لاحق.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الحلول الاقتصادية وحدها لن تكلل بالنجاح.
وأضاف للصحفيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية "الأموال مهمة والاقتصاد مهم ..السياسة أهم.. الحل السياسي أهم. عندما يتم حل سياسي على أساس الشرعية الدولية.. على أساس رؤية الدولتين نحن ساعتها نقول مرحبا بكل من يريد أن يساعدنا سواء من المنامة أو غير المنامة، إنما الآن نحن ضد ما يجري في المنامة وضد صفقة العصر وسنبقى في أرضنا.. في بلدنا صامدين ونحارب الإرهاب حيث كان".
يشار إلى ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح دولة الاحتلال الإسرائيلي حق الاحتلال وتوسيع أراضيها في مارس الماضي، عندما وقّع ترامب في البيت الأبيض، مرسوما اعترف بمقتضاه بـ"سيادة" تل أبيب على هضبة الجولان السورية، في خطوة فجرت استنكارًا دوليًّا واسعًا.
واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست "البرلمان" قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي ما زال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلة.
وكان ترامب قد أثار غضب الدول العربية عقب إعلانه القدس "عاصمة "لدولة الاحتلال الإسرائيلي في 6 ديسمبر عام 2017.