رئيس التحرير: عادل صبري 08:36 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الجولان في مرمى نيران الأمريكان.. هكذا انتفض العالم ضد ترامب

الجولان في مرمى نيران الأمريكان.. هكذا انتفض العالم ضد ترامب

العرب والعالم

نتنياهو وترامب

الجولان في مرمى نيران الأمريكان.. هكذا انتفض العالم ضد ترامب

أيمن الأمين 23 مارس 2019 12:30

"إنه بعد 52 عاماً حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافاً كاملاً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي تتميز بأهمية استراتيجية وأمنية حيوية بالنسبة إلى دولة إسرائيل واستقرار المنطقة".. تغريدة جديدة على تويتر كتبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشعلت العالم.

 

التغريدة الترامبية، توالت عليها ردود الفعل العربية والدولية الرافضة والمنددة بتصريحات ترامب، فرفضها البعض في تحفظ عليها آخرون.

 

وأكد ترامب لاحقا في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه قرر المضي قدما في الاعتراف بما يسميها سيادة إسرائيل على الجولان، وشبّه هذا الأمر بالقرار الذي وقعه في ديسمبر 2017 بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وذكر الرئيس الأميركي أنه سيقدم على هذه الخطوة رغم مناشدات عديدة من مختلف أنحاء العالم لثنيه عن ذلك، وأضاف أنه يتفهم صعوبة الأمر وعدم إقدام أي من الرؤساء الأميركيين السابقين عليه.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية قوله إن مسؤولين أميركيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، ومن المرجح أن يوقعها ترامب الأسبوع المقبل أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.

 

ونددت الجامعة العربية بموقف ترامب، مؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة". وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط مساء الخميس "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية التي تمهد لاعتراف رسمي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي".   

 

وأكد أبو الغيط أن "الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي".

كما عبرت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم عن أسفها، وأكدت في بيان الأمين العام عبد اللطيف الزياني أن "تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية بالخامس من يونيو 1967".

 

وأضاف الزياني "تصريحات الرئيس الأميركي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط".

 

ودانت خارجية بشار الأسد التصريحات التي وصفتها بغير المسؤولة لترامب، وقالت إن موقف واشنطن تجاه الجولان يعبر عن ازدرائها للشرعية الدولية، وانتهاكها لقراراتها.

 

وفي القاهرة، قالت الخارجية المصرية إن هضبة الجولان أرض عربية محتلة، وأشارت في بيان إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته تل أبيب بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السوري المحتل.

 

وشدد البيان المصري على "ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

وفي الأردن، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي موقف المملكة "الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

 

ونقلت رويترز عن متحدثة باسم الاتحاد "موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير.. الاتحاد لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967 بما فيها هضبة الجولان، ولا يعتبرها جزءا من السيادة الإسرائيلية".

 

وفي باريس، قالت الخارجية إن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي.

 

وقالت الوزارة بإفادة يومية "الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981" معتبرة أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان وهي أرض محتلة "سيتعارض مع القانون الدولي وخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع".

وفي روسيا، اعتبر الكرملين أن "دعوات كهذه من شأنها زعزعة استقرار الوضع بشكل كبير (...) في الشرق الأوسط" قبل أن يضيف "إنها مجرد دعوة الآن، دعونا نأمل أن تبقى كذلك".

 

وفي تركيا، حذر الرئيس رجب طيب أردوغان -خلال افتتاح اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول- من أن موقف ترامب يضع المنطقة على حافة "أزمة وتوترات جديدة".

 

كما أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن صدمة بلاده بعد إعلان ترامب، وكتب في تغريدة "الجميع صُدم بمواصلة ترامب محاولة منح ما ليس له لإسرائيل العنصرية.. أولا القدس والآن الجولان".

 

في سياق متصل، انتقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة.

 

وتبنى المجلس قرارا سنويا بشأن الجولان السوري طرحته باكستان بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي بتأييد 26 دولة ومعارضة 16 وامتناع خمس دول عن التصويت. وصوتت دول أوروبية من بينها بريطانيا ضد القرار. ولم تشارك الولايات المتحدة في التصويت إذ انسحبت من المجلس العام الماضي واتهمته بالتحيز ضد إسرائيل.

يشار إلى أن "إسرائيل" احتلت ثلثي هضبة الجولان خلال حرب 1967، ثم أعلنت ضم هذا الشطر عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

 

ومنتصف نوفمبر الماضي، صوتت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضم إسرائيل للجولان "لاغيا وليس في محله" وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف.

 

وقرر "الكنيست" الإسرائيلي، في 14 ديسمبر 1981، من خلال ما يسمى "قانون الجولان"، "فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان".

 

ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار، ورفضه مجلس الأمن في القرار رقم 497، وتشير وثائق الأمم المتحدة إلى منطقة الجولان باسم "الجولان السوري المحتل".

 

ولتعزيز قرار الضم الإسرائيلي عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في فبراير من العام الماضي، أول اجتماع رسمي لها في الجولان السوري منذ احتلاله عام 1967.

 

من جهتها، نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، على موقعها الإلكتروني، تحليلاً لمراسلتها في القدس، بل ترو، تتناول فيه أثر تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخاصة بالاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة، في نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.

 

قالت ترو إنه على الرغم من الانقسام الكبير في الساحة السياسية الإسرائيلية، فإن الجميع يتفقون على أن موقف ترامب وتزامنه مع الأسابيع القليلة المتبقية على التصويت، يهدي بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، فترة رابعة في المنصب.

 

وأوضحت أن المرحلة التي مرت كانت شديدة الصعوبة على نتنياهو وتكتل "الليكود" الحاكم؛ حيث بيّنت استطلاعات الرأي المتعاقبة أن "الليكود" يخسر التأييد العام بشكل متواصل لمصلحة التحالف الذي يتزعمه رئيس الأركان السابق، صاحب الشعبية الكبيرة بيني غانتس.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان