"انتقدوه لكن وافقوه.. أدانوه لكن منحوه الضوء الأخضر".. لخصت وكالة "رويترز" ما استعصى على كثيرين الإجابة عليه، حول موقف السعودية من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه القدس عاصمةً لإسرائيل.
لم يتخفَ الرئيس الأمريكي لإصداره قراره هذا، لم يعلنه في خفية، بل جاء أشبه بـ"سرقة في وضح النهار"، يعيد فيه ظاهرة إعطاء من لا يملك ما لا يستحق.
بيان رسمي
دبلوماسيًّا، أصدرت المملكة كما غيرها من الدول العربية بيانات إدانة، ترفض فيه القرار واعتباره خطوةً على طريق من العنف والدمار، تؤول إليه المنطقة.
السعودية أعلنت استنكارها وأسفها الشديد لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، معربةً عن أملها في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء.
وجاء في بيان صدر عن الديوان الملكي الأربعاء الماضي: "لقد سبق لحكومة المملكة أن حذّرت من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، وتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد لقيام الإدارة الأمريكية باتخاذها، لما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي".
وأكّد البيان أنّ "هذه الخطوة، وإن كانت لن تغير أو تمس بالحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد، إلا أنّها تمثل تراجعًا كبيرًا في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالًا بالموقف الأمريكي المحايد تاريخيًّا من مسألة القدس، الأمر الذي سيضفي مزيدًا من التعقيد على النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأعربت الحكومة السعودية، بحسب البيان، عن أملها في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كان أيضًا قد أكّد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنّ نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيضر بمفاوضات السلام وسيستفز مشاعر المسلمين.
خلف الكواليس
لكنّ الوضع اختلف شعبيًّا وكذا ما ورد في تحليلات الخبراء بالنظر إلى التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وما يُحكى عن خطة سلام يجهّزها ترامب، وتلعب فيها السعودية دورًا كبيرًا من إقناع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن، بهذه الخطة.
تقول "رويترز": "لم تدخر السعودية جهدًا في التنديد صراحة بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لكنّ مسؤولين فلسطينيين يقولون إنّ الرياض تعمل أيضًا منذ أسابيع خلف الكواليس لدفعهم لتأييد خطة سلام أمريكية وليدة وأوسع نطاقًا لوضع خطة سلام لا تزال في مراحلها الأولى.
أربعة مسؤولين فلسطينيين تحدثوا للوكالة شريطة عدم ذكر أسمائهم، أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا بالتفصيل "صفقة كبرى" من المقرر أن يكشف عنها ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر في النصف الأول من عام 2018.
وقال مسؤول منهم إنّ ولي العهد طلب من عباس إبداء دعمه لجهود السلام التي تبذلها الإدارة الأمريكية عندما التقيا في الرياض في نوفمبر الماضي، كما ذكر مسؤول آخر أنّ "الأمير" قال لعباس: "كن صبورًا سوف تسمع أخبارًا جيدة. ستمضي عملية السلام".
ويخشى مسؤولون فلسطينيون وكذلك الكثير من المسؤولين العرب - توضح الوكالة - من أنّه بإغلاق الباب أمام الفلسطينيين في إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية فإنّ ترامب سينضم إلى إسرائيل في منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًّا محدودًا داخل مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة دون حق العودة للاجئين الذين شردوا في حربي 1948 و1967.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين فلسطينيين تخوفهم من أن يكون الاقتراح الذي نقله ولي العهد إلى عباس، ويقال إنّه من كوشنر، هو نفسه هذا السيناريو.
ويشمل المقترح كما يذكر مسؤول فلسطيني ثالث وفقًا لما نُقل إلى عباس، تأسيس "كيان فلسطيني" في غزة وثلاث مناطق إدارية بالضفة الغربية في المنطقة "أ" والمنطقة "ب" و10 بالمئة من المنطقة "ج"، التي تضم مستوطنات يهودية.
وأوضح أنّ المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية ستظل كما هي، ولن يحصل الفلسطينيون على حق العودة، وأن إسرائيل ستظل مسؤولة عن الحدود.
يبدو المقترح - تواصل الوكالة - مختلفًا قليلًا عن ترتيبات حالية في الضفة الغربية ويوسّع نطاق سيطرة الفلسطينيين، لكنّه يقل كثيرًا عن أقل مطالبهم الوطنية.
ويوضح المسؤول أنّ الفلسطينيين رفضوا ذلك، مشيرًا إلى أنّ الرئيس عباس شرح الموقف وخطورته على القضية الفلسطينية وأنّ السعودية تفهمت الأمر.
الهاجس الإيراني
يذكر شادي حميد الباحث لدى معهد بروكينجز في واشنطن: "من المستبعد أن تعترض أغلب الدول العربية على قرار ترامب لأنّها تجد نفسها أكثر اصطفافًا مع إسرائيل منها في أي وقت سابق ولا سيّما فيما يتعلق بالتصدي لإيران".
وقال في مقال نشر في مجلة "ذا أتلانتك": "لو كان السعوديون، بمن فيهم ولي العهد نفسه، مشغولين بشكل خاص بوضع القدس لاستخدموا وضعهم المميز كحليف كبير لترامب وضغطوا على الإدارة للامتناع عن مثل هذه الخطوة المسمومة التي لا داعٍ لها".
وأضاف: "كان من المستبعد أن يمضي ترامب قدمًا لو وضع السعوديون شيئاً يشبه الخط الأحمر".
بيان "العلماء"
كان لافتًا أيضًا اليبان الصادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، الذي خلا من أي ذكر للرئيس الأمريكي وقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب إليها.
الهيئة أكّدت "المكانة العظيمة للقدس والمسجد الأقصى في الدين الإسلامي الحنيف، وما يمثلانه من منزلة كبيرة في وجدان المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها"، وقالت إنّ "معالجة قضية فلسطين يجب أن تضع في الاعتبار هذه المكانة التي لا تنفصل عن مشاعر المسلمين ووجدانهم العام".
وشدد البيان على أنّ "القدس وبيت المقدس أرض مباركة نص القرآن الكريم على مباركتها في أكثر من موضع، وهي دار القبلة الأولى، وإليها مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومعراجه"، وأكّد أنّ "معالجة قضية فلسطين يجب أن تضع في الاعتبار ما للقدس من مكانة عظيمة لا تنفصل البتة عن مشاعر المسلمين ووجدانهم العام، والسلام إنما يبنى على الحق والعدل والإنصاف".
وأشارت الهيئة إلى "جهود السعودية تجاه القدس والمسجد الأقصى"، مؤكدةً أنّ "المملكة تأتي في مقدمة الدول العربية والإسلامية التي تقوم بواجب العون والدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي، وهي سياسة ثابتة منذ تأسيس المملكة ولحد الآن".
ثورة "تويترية"
انتقد محللون ونشطاء كثيرون خلو هذا البيان من أي حديث سواء صراحةً أو حتى تلميحًا للاعتراض على "القرار الترامبي"، الذي منح من لا يستحقون ما لا يملكون.
تزامن هذا الانتقاد مع موجة هجوم عارمة على "تويتر"، لا سيّما عبر هاشتاج "القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية" الذي تصدر قائمة التغريد العالمي، حيث أرجع المغردون هذا القرار كما تابعت الجزيرة، إلى الضعف العربي والتبعية والتخاذل، وحمّلوا مصر والإمارات والسعودية تحديدًا المسؤولية الأكبر في تسهيل ومساعدة ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث غرّد ناشط: "لتعلم السعودية أن تهورها السياسي هو وراء القرار الأمريكي، ولتعلم أن القدس ليست قضية فلسطينية بل ملك للمسلمين جميعا بعهدة الفلسطينيين".
دفع الهجوم على السعودية مغرديها إلى الرد على الانتقادات الموجهة للمملكة وتحميلها مسؤولية ما جرى بالاشتراك مع الإمارات ومصر، فأطلقوا هاشتاج "بيان_السعوديه_نصره_للقدس" للدفاع عنها، وهو ما أوصل الوسم إلى المراتب الأولى على قائمة التغريد العالمي أيضًا.
خطة سعودية
سعوديًّا أيضًا، تحدث مصدر سعودي عن اعتقاده بأنّ تفاهمات بشأن سلام إسرائيلي-فلسطيني سيبدأ مع ذلك في الظهور في الأسابيع المقبلة، وقال - طالبًا عدم نشر اسمه نظرًا لحساسية المسألة: "لا تقلل من قدر (مهارات) رجل الأعمال لدى ترامب، وقد وصفها دومًا بالاتفاق النهائي".
وأضاف: "لا أعتقد أنّ حكومتنا سوف تقبل بذلك إلا إذا وجدت شيئًا يخفف ذلك يمكن (للملك سلمان وولي العهد) أن يقدماه للعالم العربي وهو أن الفلسطينيين سيحصلون على دولتهم".
وفي إطار تحرك السعودية من أجل حل حاسم للقضية الفلسطينية، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل مبادرة السلام، وقالت إنّ الخطة التي قدمها محمد بن سلمان تصب في مصلحة الإسرائيليين أكثر من أي خطة قد تقدمها الحكومة الأمريكية، وعلى الأغلب لن يقبل بها أي زعيم فلسطيني أبدًا.
يذكر التقرير: "سيحصل الفلسطينيون على دولتهم، لكن دون الأجزاء المجاورة لإسرائيل في الضفة، وبسيادة محدودة على أرضهم، كما ستبقى الغالبية العظمى من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تعتبرها الأغلبية العظمى من الدول غير شرعية.. لن يحظى الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لهم، ولا حق للعودة للاجئين الفلسطينيين أو أسلافهم".
لكنّ الصحيفة نقلت عن البيت الأبيض نفيه أن تكون هذه خطته، وأنّ الأمر لا يزال يحتاج شهورًا حتى ينتهي منها، كما نفت أيضًا الحكومة السعودية دعمها لأي من هذه المواقف.
يتساءل التقرير: "هل كان ولي العهد السعودي يفعل هذا بناء على طلب ترامب وتقربًا من الولايات المتحدة؟ أم أنها كانت محاولة فردية للضغط على الفلسطينيين، أو لجعل أي عرض آخر يبدو عرضًا جيدًا، أو ربما ولمصلحته الخاصة، يسعى عباس – الذي تتراجع قوته السياسية في فلسطين – للإيحاء بأنه يتعرض لضغوط سعودية".
لكنّه أوضح: "حتى إن كانت هذه الشهادات منقوصة، فقد نالت مصداقية عند عدد كافٍ من اللاعبين المهمين في الشرق الأوسط لتفزع الفلسطينيين بشدة، وبدأت في إثارة الشكوك حول جهود ترامب، لا سيّما مع إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وهنا رأى محللون ومسؤولون إقليميون أنّ هذا الإعلان سيقضي على دور الوسيط المحايد نظريًا الذي تلعبه الولايات المتحدة".
في هذا الإطار، يقول جوشوا رافل المتحدث الرسمي للبيت الأبيض، لـ"نيويورك تايمز": "هناك افتراضات وتخمينات مستمرة حول ما نعمل عليه الآن، وهذا التقرير من ضمنها، وهو لا يعكس الشكل الحالي للخطة التي نعمل عليها أو المحادثات التي أجريناها مع اللاعبين الإقليميين".
وفي رسالة إلكترونية، يصرح السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان: "تبقى المملكة ملتزمة بتسوية مبنية على مبادرة السلام العربية المقدمة عام 2002، بما في ذلك أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية التي تقام على حدود 1967. وما دون هذا فهو ادعاء خاطئ".
وتضيف الصحيفة: "ترامب كان قد كلف صهره جاريد كوشنر بإتمام هذه الصفقة المثالية، على حد تعبيره، وساعده في هذا كبير مفاوضيه جيسون جرينبلات ومساعدون آخرون، وبعد عام من الرحلات التي استمع فيها للآراء في المنطقة، يعملون الآن على تطوير خطة شاملة، لكن تفاصيلها ما زالت سرية".
وبحسب الصحيفة، فإنّ العرض السعودي قد هزّ المنطقة التي تعاني بالفعل من صراعات عدة، كما فاجأ المسؤولين العرب والغربيين على حد سواء، وقد قال مسؤولون فلسطينيون في حركتي فتح وحماس إنّهم يرون الخطة مهينة وغير مقبولة، ويذكر القيادي البارز في حركة "حماس" حسن يوسف: "لو قبلت القيادة الفلسطينية بأي من هذا الكلام فإن الشعب لن يبقيهم في مناصبهم".
ما زاد من صدمة الفلسطينيين، وطبقًا لحديث مسؤولين في فتح وحماس، وحديث مسؤول لبناني بارز - تضيف الصحيفة - أنّ ولي العهد السعودي أخبر عباس بأنّه حال رفضه لهذه الشروط سيتعرض لضغوط كي يقدم استقالته ويفسح المجال لبديل يوافق عليها، كما قال العديد من المسؤولين إنّ ولي العهد قد عرض أن يقدم دعمًا ماليًّا ضخمًا للفلسطينيين، في إطار محاولته تجميل الاتفاقية، كما أنه ألمح لإمكانية دفع مبلغ مالي لعباس مباشرة، لكنه رفض بحسب حديثهم.
ويقول مسؤول في "فتح" إنّ الرئيس عباس قد فزع من العرض وبدا عليه استياؤه، أما حسن يوسف القيادي في حماس فيذكر أنّهم أحبطوا لأنّ الرئيس الفلسطيني ومساعديه لم يكشفوا هذه الاقتراحات للعامة ويعلنوا رفضهم لها، ويضيف: "طالما بقوا صامتين تجاه الأمر فسنظل خائفين من أن يحدث أمر مشابه، وإن كان الرئيس الفلسطيني تلقى عرضًا كهذا فمن الضروري أن يعلن للشعب الفلسطيني أننا تلقينا عرضًا به 1 و2 و3 و4، ورفضنا هذا العرض".
لا يبتعد كل ذلك عما بات يُعرف بـ"تطور دافئ" في العلاقات بين السعودية وإسرائيل، جعلت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدث صراحةً وتلميحًا عن علاقات جيدة للغاية مع دول عربية، بينها السعودية.
"محور إسرائيل" ضد إيران
اعتبر محللون أنّ السعودية هنا تتعامل مع قضايا المنطقة على أنّ إسرائيل ليست عدوها، بل إيران هي ما تمثل الخطر الرئيسي على أمنها القومي، وهو ما قاد إلى "تحالف سعودي أمريكي إسرائيلي إماراتي" ضد الجمهورية الإسلامية.
يذكر الكاتب كتبه كلايتون سويشر في مقال نُشر عبر موقع الإذاعة والتلفزيون التركية "TRT"، وترجمته ساسة بوست: "المزاج في هذه المنطقة من العالم وبخاصةً بعد مقتل علي عبد الله صالح في اليمن، هو أنّ كل دولة منهم تسعى إلى حرب مفتوحة في الخارج.. ترامب ونتنياهو والتحالف السعودي الإماراتي الجديد بالإضافة إلى عضلات توفرها جماعات بلاك ووتر التي تعمل الآن تحت اسم أكاديمي، جميعهم يرون أنّ الأمر مسألة وقت وشكليات لتكوين قوات مشتركة للانقضاض على إيران".
ويضيف: "حتى لا تتلوث أيديهم، بالطبع، سيستخدم السعوديون والإماراتيون القوات الجوية الإسرائيلية، وجنودًا مرتزقة، ومحاربين أمريكيين مدفوعين من ترامب؛ لمواجهة إيران بالقرب من بلادهم، غافلين عن فشل الولايات المتحدة إلى حد كبير في مواجهة الوكلاء الإيرانيين في الحربين العراقية والسورية الأخيرتين، وبحسب اعتقادهم فإنّ الأمر سينجح بفاعلية الآن، إذا ما تعاونوا جميعهم، الأمريكان والإسرائيليون والعرب المتآمرون مع العدو".
في ضوء كل ذلك - يرى الكاتب - تظهر القدس كضحية مؤسفة وضرورية لضم الإسرائيليين إلى الصف، وفي الوقت نفسه، فإنّه من السخرية التامة أن تكون إيران الداعمة الثابتة للقدس والتي تقاوم إسرائيل باستمرار، في نظر الشارع العربي والإسلامي؛ هي وحدها من يمكنها الوقوف لتحقيق المنفعة السياسية الأكبر.
وثانيًا - يواصل تحليله - ستكون إيران هي نصر الشعوب العربية والإسلامية، إذ أنه لا شيء سيكشف إفلاس القادة العرب أكثر من سرقة القدس، وتملق إسرائيل الذي سيزداد بينما يختبر كوشنر وترامب رؤاهم في الشرق الأوسط.
ويوضح أنّ "المأساة هي أن لا أحد من ترامب أو نتنياهو سيكون موجودًا ليشهد التوابع طويلة المدى التي ستخلفها تحركاتهم الحكيمة في نهاية المطاف".
ويختم: "بعد سنوات من الطائفية السعودية، هناك شيء يجب أن يوحد الأيدولوجيات المتوافقة مع السعودية ضد الاعتقاد المشوه بأن قتل مسلم آخر هو أهم من الدفاع عن أقدس المواقع الإسلامية من الإساءة والتعدي غير القانوني.. القدس قد تثبت الآن أنها عامل محفز للأمر".