قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسليم" إنَّ أكثر من 15 جنديًّا احتجزوا قبل أيام طفلًا فلسطينيًّا في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وأجبروه على مرافقتهم لمدة ساعة بحثًا عن راشقي الحجارة، رغمَّ أنَّه غير مقيم في المنطقة.
وأضاف، في تقريرٍ أوردته "الأناضول"، اليوم الخميس، أنَّ الجنود احتجزوا سفيان أبو حتة البالغ من العمر ثمانية أعوام يوم الأحد الماضي بعد أن خرج حافيًّا، من بيت جده الذي كان يزوره برفقة أمه، ليبحث عن دمية ضاعت منه.
وتابع: "أمسك جنديّان به، وجرّه الجنود معًا إلى حارة الحريقة وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أولاد كانوا قد رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة حسب أقوالهم، نحو مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل".
واستند "بيتسيلم" في تقريره إلى شريط فيديو للحادث، تمَّ التقاطه من قبل سكان محليون.
وذكر "بيتسليم": "في ذلك اليوم ونحو الساعة 13:30 وصل سفيان وأخوه محمد إلى بيت جدّهما، وبعد أن خلع سفيان حذاءه اكتشف أنَّه قد ضيّع لعبته التي اشتراها في الطريق، لم تسمح والدته بالخروج، لأنَّها علمت عن وجود جنود في الحيّ؛ ولكنّ سفيان تسلّل خارجًا ليبحث عن لعبته".
واستطرد: "بعد دقائق عدّة وصل أولاد من الحيّ وأخبروا أماني أنَّ جنودًا قبضوا على ابنها وأنّهم يسوقونه في اتّجاه مستوطنة كريات أربع المتاخمة".
ونقل المركز عن الأم أماني قولها: "رأيت أكثر من 15 جنديًّا يحيطون بسفيان، اثنان منهما أمسكاه من ذراعيه وجرّوه في اتّجاه بوّابة كريات أربع، كان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وأخذوا يحاولون تخليص سفيان من أيدي الجنود".
وأضافت: "توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ، رفض وقال إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة".
وجاء في التقرير: "حاولت أن أُفهم الجندي أنّنا لا نسكن في الحيّ حيث جئنا زيارة لبيت والدي، وأنَّ الولد لا يعرف أسماء أولاد الحيّ، ولكن الجندي تجاهل أقوالي وجرَّ الجنود سفيان تارةً إلى كريات أربع وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر".
ولفتت إلى أنَّ ولدها سفيان كان يرتجف من الخوف ويحاول إقناع الجنود بأنَّه لا يعلم شيئًا، لكن دون جدوى.
وحسب التقرير، استمرّ الجنود في سحب الطفل الذي كان يبكي، حيث بدأوا يقتادونه نحو منازل في الحي.
وقالت أبو حتة: "أخذت في البكاء وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم.. حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم، وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلىّ".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم بها جنود إسرائيليون أطفالًا فلسطينيين كدروع بشرية في الأراضي الفلسطينية.