رئيس التحرير: عادل صبري 03:55 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| الحل الأفريقي وحده لا يكفي.. «اقتراح سوداني» بشأن سد النهضة

فيديو| الحل الأفريقي وحده لا يكفي.. «اقتراح سوداني» بشأن سد النهضة

أخبار مصر

سد النهضة الاثيوبي.. صورة ارشيفية

فيديو| الحل الأفريقي وحده لا يكفي.. «اقتراح سوداني» بشأن سد النهضة

أحلام حسنين 18 فبراير 2021 17:05

على مدى 10 سنوات باءت كافة المفاوضات بشأن سد النهضة بالفشل، حتى بعد تدخل الاتحاد الأفريقي على خط المفاوضات لم تأت جولات عديدة من المفاوضات بأي ثمار حتى أعلنت السودان الانسحاب، ولكن كيف سيكون مصير السد في ظل الرفض المصري والسوداني للملء الثاني الذي تستعد له إثيوبيا في يوليو المقبل؟. 

 

ووصل العمل بالسد، الذي بدأ في عام 2011 ، إلى علامة فارقة في يوليو 2020 عندما بدأت إثيوبيا في ملء خزانها، مرورا بالمشاكل الفنية التي تواجه البناء الضخم، وصولا إلى تحديد موعد الملء الثاني في يوليو 2021.

 

 

مسار رباعي

 

ومع فشل المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، كانت السودان قد طلب بدور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، ولكن يبدو أنها لم تعد تتمسك بهذا الشرط، إذ أقرت لجنة سودانية عليا مقترحا من فريق مفاوضات سد النهضة بتحويل آلية المفاوضات الحالية لمسار رباعي يمثل فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

يأتي المقترح السوداني بعد تعثر المفاوضات بين الدول الثلاث "السودان" target="_blank">مصر والسودان وإثيوبيا" برعاية الاتحاد الأفريقي خلال عام 2020 الماضي، فبعد أن اشترطت الخرطوم دورا أكبرا لخبرا الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر، عادت لترى أن الحل الأفريقي منفردا لم يعد ذي جدوى.

 

 

ويتضمن المقترح السوداني أن تلعب الأطراف الأربعة "الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة"، دور الوسيط في المفاوضات بدلا من الاكتفاء بدور المراقبين، وفقا لما نقلته "سكاي نيوز". 

 

وجددت اللجنة السودانية رفضها للاتجاه الإثيوبي بشأن الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، قبل التوصل لآلية تنسيق مشترك بين البلدين واتفاق قانوني ملزم بذلك. 

 

التحدي الإثيوبي

وتسعى مصر والسودان للتوصل لاتفاق ملزم قانونًا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد، غير أن إثيوبيا احتفلت في يوليو الماضي، بالمرحلة الأولى من ملء السد بشكل منفرد، وتصرّ على استكمال عملية الملء والتشغيل دون اتفاق.

 

وصرّح وزير خارجية إثيوبيا جيدو أندارجاشيو بأنه لا بديل عن ملء سد النهضة في يوليو المقبل، لافتا إلى أن بلاده مع أي اتفاق حول سد النهضة قابل للتطبيق، حسبما نقلت عنه قناة العربية الإخبارية.

 

وسبق أن أعلنت إثيوبيا، على لسان وزير المياه والري الإثيوبي سيليش بيكيلي، أنها لن تقبل بأي اتفاق حول سد النهضة لا ينسجم مع مضمون إعلان المبادئ الموقَّع في 23 مارس 2015، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية.

 

 

وفي المقابل يشعر كل من السودان" target="_blank">مصر والسودان بالقلق إزاء كمية المياه التي ستستمر في التدفق في اتجاه مجرى النهر بمجرد أن يصبح سد النهضة جاهزا للعمل، فيما تحذر السودان من خطورة سد النهضة على سد الروصيروص السوداني.

 

وتحذر السودان من أن الملء الثاني لسد النهضة، يشكل خطرًا على سد الروصيرص السوداني، و20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق، وعلى كل الحياة على النيل الأزرق خلف سد الروصيرص، بما في ذلك التوليد المائي من خزان الروصيرص، وسد مروي.

 

وأكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، أن أي ملء أحادي لخزان سد النهضة سيمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي السودانى.

 

هل تعود المفاوضات؟

 

ورغم إصرارها على الملء الثاني لسد النهضة قبل التوصل لاتفاق ملزم، إلا أن إثيوبيا في محاولة للمراوغة تعلن عن استعدادها لاستكمال المفاوضات، حسبما أعلن ذلك وزير المياه الإثيوبي سليشي بقل.

 

وتبذل مصر وإثيوبيا جهودًا كبيرة من أجل التواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، فيما تحاول القاهرة إقناعه باستئناف سياسة دونالد ترامب ومساندة الموقف المصري، بينما تسعى أديس أبابا من جهة أخرى لاستمالة واشنطن لدعمها في بناء سد النهضة الذي تروج له إثيوبيا بأنه مشروع تنموي حيوي لصالح الشعب.

 

ولجأت إثيوبيا إلى شركة محاماة للممارسة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والتواصل مع الكونجرس وإدارة جو بايدن بينما تخوض البلاد أزمة دبلوماسية مع مصر لا سيما الصراع العرقي في الداخل.

 

ووقعت السفارة الإثيوبية في واشنطن عقدا بقيمة 35,000 دولار شهريا مع شركة فينيتال  Venable للمحاماة ومقرها العاصمة في فبراير، (العقد لمدة ثلاثة أشهر أولية ولكن يمكن تمديده).

 

 

وتوفر فينيتال  Venable "خدمة العلاقات الحكومية التي قد تشمل التواصل مع الكونجرس والحكومة الفيدرالية" ، وفقا لما جاء في الملف الجديد المقدم إلى وزارة العدل في الولايات المتحدة.

 

وطبقا لبنود العقد، ستقدم الشركة الأميركية "خدمة العلاقات الحكومية التي قد تشمل الاتصال مع أعضاء الكونغرس، والوزارات وإدارة بايدن"، وسيشرف عليه المحامي توماس كوين والمستشار السياسي لورين آهو.

 

ويأتي هذا التعاقد الجديد في الوقت الذي تتعرض فيه إثيوبيا لضغوط متزايدة في واشنطن على عدة جبهات؛ بداية من أزمة سد النهضة ووصولا للتوترات الداخلية التي تشهدها في أقاليمها الشرقية.

 

وتسعى مصر للضغط  على واشنطن من أجل محاولة إقناع بايدن باتباع نفسي سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووقوفه بجانب القاهرة في نزاعها مع أديس أبابا حول سد النهضة .

 

 

وقال وزير المياه الإثيوبي، خلال لقائه مع مبعوث الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إن إثيوبيا على استعداد لاستكمال المفاوضات، وعلى الأطراف الأخرى فعل الشيء نفسه في إطار الاتحاد الأفريقي من خلال تقديم الحلول الأفريقية.

 

سيناريوهات الفترة المقبلة

فيما يرى محمد نصر علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، أن الشهور الأربعة القادمة هي أهم مرحلة زمنية وحاسمة في حل أزمة سد النهضة الأثيوبي، لافتا إلى أنه ليس هناك دلالات على اهتمام دولى مؤثر بهذه القضية الّا فى حالة المخاطر.

 

وحذر علام، عبر حسابه على موقع فيس بوك، أنه بدون تدخل دولى سريع وقوى قد تكون هناك تغيرات إقليمية مؤثرة فى المنطقة، منوها إلى أن إثيوبيا لن تسمح بأى تحرك أفريقى مؤثر لحل هذه الأزمة.

 

وأكد وزير الري المصري الأسبق أن مصر لن تسمح بالملء الثانى للسد الأثيوبى تحت أى ظرف، مشيرا إلى أنه هناك سيناريوهات متعددة للتحرك المصرى فى الشهور القادمة.

 

وسبق أن صرح السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إن مصر لديها لديها سيناريوهات كثيرة في التعامل مع سد النهضة، ولكن كل وضع له رد الفعل المناسب له، مؤكدا أن مصر تصر على لاتوصل إلى اتفاق بخصوص السد الإثيوبي.

 

 

وبحسب وزير الخارجية المصري، في تصريحات مع الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج الحكاية عبر فضائية إم بي سي مصر الأسبوع الماضي، فإن مصر لا تعارض انتقاع إثيوبيا بالموارد المائية، لكن شريطة أن يتم ذلك دون أن يسبب ضررا لأي من دولتي المصب أي السودان" target="_blank">مصر والسودان.

 

وتنظر إثيوبيا إلى مشروع سد النهضة الذي من المقدر له أن ينتج 6 450 ميجاوات باعتباره أولوية إنمائية حيوية لها، غير أن مصر والسودان يريدان أن يكون لهما شروطا في كيفية ملء خزان السد، بسبب مخاوف من الإضرار بحصة البلدين من مياه نهر النيل.

 

وعما إذا ما كانت هناك بدائل لتحمل ضرر سد النهضة، قال وزير الري الأسبق، إن مصر قد تتحمل الأضرار كلها، والتي تتمثل في :"خفض كبير فى كهرباء السد العالى، تهديد المخزون المائى الاستراتيجى لمصر ونقله للهضبة الأثيوبية، تعرض مصر لامكانية تحكم أثيوبيا فى الأمن المائى المصرى".

 

وأوضح علام أن مصر تريد من المفاوضات التوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق التنمية الأثيوبية المنشودة وبدون أضرار جسيمة بدولتى المصب كما تعهدت الدول الثلاثة فى إعلان المبادئ وتبعا لمبادئ القانون الدولى.

 

وفي ظل تأزم قضية سد النهضة، تسعى أمريكا للتدخل كوسيط لحل الأزمة، حسبما صرح كريستيان جيمس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لافتا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تراجع الموقف الأمريكي بشأن سد النهضة.

 


وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مقدم برنامج على مسؤوليتي عبر فضائية صدى البلد، إن أمريكا تأخذ قضية سد النهضة بجدية حتى الوصول إلى حل نهائي، مضيفا :"لن تستبق الأحداث وليس هناك أى شيء نعلن عنه حاليًا".

 

ويرى هاني رسلان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التدخل الأمريكى لحل أزمة السد هو الراجح لتحاشى نشأة حالة من الصراع وعدم الاستقرار فى حوض النيل وشرق أفريقيا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان