تناولت الصحف الفرنسية والعالمية، اليوم الثلاثاء، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لباريس ولقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيدة بأهميتها في الوقت الراهن، كما سلطت الضوء على دور القاهرة الاستراتيجي والتشاركي في منطقة الشرق الأوسط.
هذه الزيارة، التي جرى التحضير لها بداية الشهر المنصرم عند زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للقاهرة، تحمل أجندة متخمة بالملفات الدسمة، كما أنها تستهدف تهدئة النفوس في العالم الإسلامي بعد الانتقادات التي طالت باريس عقب إعادة نشر صور الكاريكاتير المسيئة للنبي محمد.
وثمن عدد من الصحف الفرنسية زيارة السيسي إلى فرنسا، إذ علقت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية على الزيارة قائلة "إنها تهدف إلى تعميق العلاقات بين باريس والقاهرة "الشريك الاستراتيجي" وذات الدور "المحورى للاستقرار في الشرق الأوسط".
وعلقت صحيفة لوموند الفرنسية، على لقاء السيسي ماكرون باعتبار الأول شريكا استراتيجيا لفرنسا، مشيرة إلى أن الزيارة تناولت تقييم أزمات إقليمية عدة، وتقييم حقوق الإنسان.
ووصفت لوموند مشهد استقبال السيسي بقصر الإليزيه، بأن فرنسا اتبعت بروتوكولا صارما لدى وصول الرئيس المصري، حيث افترشت الأرض بالسجاد الأحمر، ورافق موكبه الخيول.
ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى أن السيسي علق على اتهام السلطة في مصر بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، بقوله: «لا يليق أن تتهم مصر بالاستبداد.. ولا تنسوا أننا نعيش في منطقة مضطربة».
ومن جهتها، أوضحت صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية، أن باريس والقاهرة لديهما علاقة متميزة ولا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما البعض جيوسياسيًا، خاصة في شرق البحر المتوسط وأفريقيا.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، مهد للزيارة خلال وجوده بالقاهرة في ٨ نوفمبر الماضي، حيث يعمل لودريان على تعزيز العلاقات بين مصر وفرنسا منذ سنوات، وتتميز لقاءاته مع السيسي ووزير الخارجية سامح شكرى بجو من الثقة المتبادلة.
وأشارت إذاعة مونت كارلو الدولية إلى زيارة السيسي لباريس في تقرير لها، قائلة: إن فرنسا تعتبر مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي بمثابة حصن ضد المتشددين في شبه جزيرة سيناء وليبيا.
وذكرت أن ماكرون دعا السيسي إلى "انفتاح ديموقراطي" و"مجتمع مدني ديناميكي ونشط" في مصر مرحبا بافراج القاهرة قبل أيام عن ثلاثة ناشطين في مجال حقوق الإنسان.
ولفتت صحيفة "لاكروا" الفرنسية الى "توافق باريس والقاهرة على مكافحة الارهاب"، فيما تحدثت صحيفة "لوبينيون" عن "شراكة لمواجهة تركيا" وعن انزعاج فرنسا من اطماع اردوغان في غاز شرق المتوسط وتدخله العسكري في ليبيا، سوريا والعراق وفي ناغوني قره باغ والصومال.
وواجهت زيارة الرئيس عبد السيسي إلى باريس عدة انتقادات من منظمات حقوقية غير حكومية، زعمت وجود انتهاكات وقمع في مصر.
و قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن سماح ماكرون لبيع الأسلحة لمصر دون التقيد بشروط حقوق الإنسان، جاء من أجل دعم القاهرة في مجال مكافحة الإرهاب، معلقة: "فرنسا لا تريد إضعاف القاهرة"، غير أن القرار أثار حفيظة بعض المنتقدين للزيارة التي حظيت بمزيد من الحفاوة وخضعت لبروتوكول صارم خلال الاستقبال.
وذكرت الجارديان أن الدولتين تشتركان في مخاوفهما بشأن عدم الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، والتهديدات من الجماعات التكفيرية في مصر والفراغ السياسي في ليبيا، لا سيما أنهما عملا على توثيق العلاقات الاقتصادية والعسكرية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى رفض المسؤولين الفرنسيين للانتقادات التي وجهتها نحو 17 منظمة حقوقية فرنسية ودولية للرئيس ماكرون حول استقبال الرئيس السيسي متغافلا عن ملف حقوق الإنسان، قائلين: إن الحكومة تنتهج سياسة تجنب التصريحات العلنية حول سجلات حقوق الدول الأخرى".