جاء شهر رمضان المبارك ليحل معه الخير على قطاع كبير من الفقراء، ففى مثل هذه الأيام يتسابق مئات الأغنياء والجمعيات والمؤسسات الخيرية، على تقديم مساعدات مادية وعينية للمساكين قاصدين بها وجه الله تعالى.
بعض الفقراء ابتكروا طرقاً أخرى لطلب المساعدة، كالطواف فى شوارع الأحياء الشعبية، بالطبول، وغناء أدعية دينية لإثارة الوازع الدينى لدى المواطنين، فما إن يردد الشخص عبارات "يا عباد الله وحدوا الرحمن"، إلا ويخرج الناس من شرفات منازلهم للاستماع لهؤلاء، والبعض يلقى عليهم الأمول من النوافذ.
وجاء رمضان هذا العام، وحمل معه الكثير من التغيرات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد فى العالم، حيث تغيب عن الشهر الكريم عادات وطقوس كانت ملازمة له، منها الانطلاق فى الشوارع بعد الإفطار وعدم العودة إلى المنازل إلا مع شروق شمس يوم جديد، الأمر اختلف هذا العام فلا سهر فى الشوارع ولا سحور فى الخيم الرمضانية، بعدما قررت الحكومة فرض حظر تجوال محدود بدأ أولًا فى السابعة مساءً وحتى السادسة صباحا، بعدها جرى تخفيفه الحظر ليبدأ من الساعة الثامنة مساء، ومع حلول شهر رمضان المبارك تم تقليص عدد ساعات حظر التجوال، ليبدأ في التاسعة مساءً بدلًا من الساعة الثامنة وحتى الساعة السادسة صباحًا، كما قررت فتح المحال والمراكز التجارية طوال أيام الأسبوع حتى الساعة الخامسة مساء.
وغاب عن رمضان هذا العام أيضًا موائد الرحمن الرمضانية، التى كان يتردد عليها الملايين وقت السحور والإفطار، إلى جانب منع إذاعة قرآن المغرب، فضلا عن إلغاء صلاة التراويح فى المساجد وكذلك الاعتكاف.
وتعتبر العزومات وتجمع العائلات على مائدة إفطار واحدة، من طقوس التى اعتادت عليها الأسر المصرية كل عام، ولكن اختلف الأمر هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد الذى أجبر الأسر على التزام الجلوس بالمنازل خوفًا من تفشى العدوى، كما أطلق البعض حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لمنع الزيارات العائلية فى رمضان.
كانت وزارة الصحة والسكان، كشفت فى وقت سابق مساء اليوم الجمعة، عن تسجيل 201 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا لفيروس كورونا المستجد، جميعهم مصريون، إلى جانب 7 وفيات، ليبلغ بذلك إجمالي الإصابات التى جرى تسجيلها منذ تفشى الوباء فى مصر منذ منتصف فبراير الماضى وحتى اليوم، 4092 حالة من ضمنهم 1075 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و 294 حالة وفاة.
