شهدت  أسعار النفط العالمية، اليوم الاثنين، انهيارًا كبيرًا، بعدما انخفض سعر خام غرب تسكاس الأمريكية إلى أقل من دولار في البرميل الواحد، نتيجة أزمة فيروس كورونا السمتجد. 

 

 

وذلك نتيجة فائض حوالي 100 مليون برميل بترول في الولايات المتحدة، لذلك تهاوت أسعار النفط الأمريكي الخام، بعدما هوت العقود الآجلة لشهر مايو ووصلت خسائرها إلى -8.60 دولار.

 

وانحدرت أسعار النفط الخام الأمريكي بشكل حاد إلى أدنى مستوى له في التاريخ بسبب انهيار الطلب، في ظل تفشي فيروس كورونا، الذي أدى إلى توقف النشاط الاقتصادي في أغلب دول العالم، إلى جانب النقص الشديد في السعات التخزينية للنفط الخام.

 

وبعد جلسة تداول عاصفة، تدهور سعر برميل النفط تسليم مايو المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.

 

وبعد السقوط المدوي للنفط عالميًا، هل ستتأثر مصر بهذه الأزمة التي جعلت سعر البرميل أقل من دولار ما يعني بسعر 15.75 جنيه مصري.

 

 

فرصة عظيمة لمصر

 

ترى الدكتورة هدي الملاح مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوي، أن انهيار أسعار البترول عالميًا فرصة عظية لمصر لاستيراد كميات كبيرة وتخزينها.

 

وأضافت الملاح في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، أن الفترة التي تشهد انهيار أسعار البترول عالميًا لن تكون فترة طويلة، لذلك الأن أمامنا فرصة لابد من اقتناصها.

 

القدرة على التخزين

 

وأوضحت، أن الأمر سيتوقف على مدى قدرة الدولة في التخزين، في ظل توقف معظم إيرادات الدولة من طيران وسياحة وتحويل مصريين في الخارج، وضعف الإنتاج بسبب الحظر.

 

وحول مدى قدرة مصر على الاستيراد والتخزين، قالت الخبيرة الاقتصادية، إنها ترى أن مصر تستطيع أن تستورد بترول في الوقت الحالي، نتيجة انخفاض السعر بشكل كبير.

 

مصر مش هتضيع الفرصة

 

وتابعت: "مصر إن شاء الله ما تضيعش الفرصة دي من ايديها.. ووارد تلغي بنود تانية وتستورد بترول وتخزنه".

 

وترى الدكتورة هدى الملاح، أن انيهار أسعار البترول بهذا الشكل سيئودي بدون شك إلى انخفاض أسعار الدولار خلال الفترة القريبة المقبلة.

 

خداع ترامب

 

وفيما يخص أسباب الانيهار، تساءلت هدى الملاح: "هل انهيار أسعار البترول لعبة عاملها ترامب عشان البورصة ولإعادة حساباته من جديد؟.. أوكنوع من أنواع التربية الاقتصادية لدول الخليج وخاصة السعودية مستغلًا أزمة السياحة الدينية التي تعاني منها المملكة".

 

وقالت الخبيرة الاقتصادية، إن اغلاق جميع المصانع في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب فيروس كورونا، أدى إلى الكمية المعروضة من النفط وبالتالي انخفض سعره.

 

شكل الاقتصاد العالمي ستغير

 

وترى هدى أن أزمة كورونا الحالية ستغير شكل الاقتصاد العالمي، خاصة بعد انهيار الاقتصاد الأمريكي، وهو أكبر قوة اقتصادية في العالم.

 

 

استغلال زيارات السيسي الخارجية

 

وتشير "الملاح"، إلى أن تغيير شكل اقتصاد العالم، فرصة جيدة لابد أن تستغلها مصر، من خلال استغلال الأن استغلال طفرة الزيارات الخارجية التي قام  بها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

وقالت إن من ضمن الدول التي زارها الرئيس خلال الفترة الأخيرة هما المانيا وإيطاليا والصين، وجميع الدول الثلاث علاقتهم جيدة جدًا بالدولة المصرية

 

وأضافت: "الدول الثلاثة بعد انهيار اقتصاد امريكا هتحط عنيها على السوق الأفريقي ، فمصر من الممكن باستغلال العلاقات الجيدة ومكانتها، أن تكون أرض تصنيع سلع ومنتجات هذه الدول في أفريقيا".

وأوضحت أن ذلك سيؤدي إلى اكتساب المصريين للخبرات الأوربية والصينية نتيجة إنشاء مصانع في أفريقيا على أرض مصر، إضافة إلى أنها ستقضى على البطالة".

 

مصر لن تتأثر 

 

أما قال الدكتور فخري الفقي، عضو مجلس إدارة البنك المركزي المصري، والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي، إن مصر لن تتأثر بشكل كيير من انهيار أسعار النفط عالميًا، وذلك لأنها دولة مصدرة ومستوردة للمواد البترولية في نفس الوقت.

 

وأوضح الفقي في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، أن بالنسبة لحسابات الموازنة، مصر خصصت للبترول، 67 دولار للبرميل، "فدلوقتي هتستورده بسعر أقل كثيرًا عن المحدد ما يعني تأثير إيجايبي في هذه النقطة".

 

وتباع : "ولكن مصر في نفس الوقت مصدرة للبترول ومستوردة، وواردة، مصر بتصدر بترول خام وبتستورد منتجات، إضافة إلى أنها يتصدر غاز منذ شهر سبتمبر عام 2018، فبالتالي أسعار الغاز ستتأثر وتهبط هي الأخرى نتيجو انخفاض النفط".

 

وأوضح أن الميزان التجاري في مصر به تصدير سلع بترولية  ومنها الغاز، واستيراد في نفس الوقت،فبحسب الميزان التجاري النفطى لدى مصر فائض من البترول، بالتالي التأثر لن يكون كبيرًا بالنسبة لمصر.