رئيس التحرير: عادل صبري 07:09 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| مشاهد في أول أيام حظر التجوال.. مواطنون بين معركة أكل العيش والوباء

فيديو| مشاهد في أول أيام حظر التجوال.. مواطنون بين معركة أكل العيش والوباء

أخبار مصر

الزحام في مترو الانفاق في اول ايام حظر التجوال الجزئي

فيديو| مشاهد في أول أيام حظر التجوال.. مواطنون بين معركة أكل العيش والوباء

أحلام حسنين 25 مارس 2020 23:45

رجال ونساء يهرعون جميعًا بخطًى متسارعة، يقصدون قِبلة واحدة حين وطأتها أقدامهم تلاحمت أجسادهم واختلطت أنفسهم ببعضهم البعض، تتعالى الصرخات والصيحات، لا مكان هنا لقدم أخرى، تراهم وكأنهم غير عابئين بخطر الوباء الذي يلاحقهم، وفي الحقيقة ترى الفزع يعلو الوجوه والخوف يسكن القلوب، ولكن ثمة شيء آخر ربما يخشونه أكثر من الموت.

 

 

من ينضم للحشد هنا على أرصفة محطات مترو الأنفاق يندهش من كثرة الزحام، في وقت ينتشر فيه وباء يجد في الزحام بيئة خصبة للانتقال بين الناس، ولكن سرعان ما تتلاشى وهلة الخوف الأولى، لينشغل بشيء آخر هل سيفوز باللحاق بالقطار، أم ستلحقه غرامة مخالفة حظر التجوال؟

 

 

معركة المترو

 

الجميع هنا لا يبالي بالزحام، فقط ما يشغلهم ألا يفوتهم ذلك القطار، يتخلل أسماعهم نداء "أعزائنا الركاب نرجوا عدم الانتظار على أرصفة المحطة حتى لا تتعرض لغرامة فورية، وشكرا"، فتلك هي آخر ساعة قبل بدء الحظر الجزئي الذي فرضته الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا.

 

 

فرغم تحذيرات وزارة الصحة من الزحام، إلا أن حرص أولئك على "لقمة العيش"غلب خوفهم من إصابتهم بعدوى وباء كورونا، فتراهم لا حيلة لهم سوى كمامة يغطون بها أنفوهم وأفواههم، بينما يتركون أجسادهم تصارع الوباء في معركة اللحاق بالمترو.

 

 

حكايات بعربة النساء

 

داخل عربة النساء ترى فتيات في العشرينيات وسيدات في عقدهن الرابع، منهن من ترتدي الكمامة، ومنهن من تغطي وجهها بـ"الطرحة"، اختلفت أعمارهن وجمعتهن ظروف العمل التي اضطرتهن للخروج من منازلهن رغم انتشار الوباء، ليحملن عبأ فوق عبأهن، تبدأ إحداهن تقص معاناتها، فتلاحقها الأخرى بمعاناة أشد منها، بينما يقطع حديثهن مشاجرة بين أخريات عند باب العربة.

 

حين يصل القطار إحدى المحطات  تسمع صراخ السيدات، من هن بالداخل يرفضن أن ينضم إليهن مزيدا من الركاب، فلم يعد بينهن موضعا لقدم أخرى، وفي الخارج ترى الرصيف مزدحما للغاية، هم أيضا يريدون اللحاق بالقطار، فيدفع كل منهم الآخر، بينما ينجح في دخول العربة من هي أقدرهن قوة وأكثرهن قدرة على الدفع.

 

 

ما بين القطار والآخر نحو ربع ساعة من الزمان، حتى يتمكن الجميع من الركوب قبل الحظر، وما بين صراخات الزحام والتكدس، تسمع البعض يتذمرن من فرض حظر التجوال، يرون أنه يسرع من انتشار فيروس كورونا أكثر من أنه يحارب الوباء.

 

 

تقول فتاة عشرينية، تعمل بإحدى شركات القطاع الخاص، إن حظر التجوال تسبب في مزيد من الزحام والتكدس، فالجميع يتكدس في وقت واحد للعودة إلى المنزل، قبل وقت الحظر الذي يُمنع فيه سير الحافلات ووسائل النقل وقطارات المترو، فضلا عن خوف الناس من غرامة مخالفة الحظر.

 

 

تروي الفتاة إنها قبل الحظر كانت تنصرف من عملها في الساعة السابعة، فتجد المترو خاليا من الناس إلا قليل، ما كان يطمئنها بعض الشيء للخروج للعمل في ظل هذا الوباء، نظرا لعدم وجود تزاحم في المواصلات، ولكن مع الحظر باتت تخرج قبل الساعة الخامسة للتمكن من ركوب أخر قطار بالمترو.

 

 

تصف الفتاة حال المترو في أول أيام الحظر الجزئي قائلة "المترو موت حرفيا، الحظر معاده غلط، كده هيجبلنا الكورونا أسرع من الأول"، مضيفة "أنا واحدة عندها حساسية لو شميت برفان هعطس ومش عارفة وقتها الناس هتعمل معايا ايه ممكن يرموني برا المترو".

 

وبعد الرحلة الشاقة التي مرت بها الفتاة العشرينية للعودة إلى المنزل، في أول أيام فرض حظر التجوال، وما رأته بعينها من خطر العدوى بالوباء وسط الزحام بين الركاب، قررت ألا تنزل إلى عملها ثانية مهما كلفها الأمر.

 

 

"خناقات الحظر"

 

لم تتوقف المشاحنات والخناقات بين ركاب عربة النساء، فبينما يهاجم الكثير قرار حظر التجوال، عارض آخرون بأنه لا يمكن الحكم على نتائجه في أول يوم، معتبرين أنه بمرور الوقت سيصبح الناس أكثر انضباطا وتنظيما.

 

ذلك الزحام داخل محطات المترو، ترى على النقيض في الشوارع، خالية من الأتوبيسات والميكروباصات، ليجد "محمد مهدي" نفسه في ورطة لا يعرف كيف يصل إلى منزله، وقد حان وقت الحظر، ليجد ضالته في توك توك يخرج من أحد الشوارع الجابية بميدان السيدة عائشة.

 

 

حكاية بائع بالعتبة..الحال وقف

 

يقول محمد مهدي، بائع بأحد المحال بالعتبة، إنه تضرر كثيرا من وباء كورونا الذي دفع الحكومة لفرض حظر التجوال، ومن قبل غلق المحال التجارية في الساعة الـ 7، فضلا عن الحملات الإعلامية على العتبة باعتبار أنها تنشر الوباء.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي ومن كل عام كانت حركة البيع والشراء لا تقف في العتبة والموسكي وغيرهما من الأسواق، مع اقتراب شهر رمضان وموسم عيد الفطر المبارك، ولكن كيف الحال الآن؟.

 

 

يروي مهدي :"مكناش بنلاحق على البيع، موسم بنستناه من السنة للسنة، بس خلاص الحال وقف، لا بيع ولا شراء، الكل بيقول حظر التجوال واقعد في بيتك ومحدش حاسس بينا، احنا شغالين باليومية، وكل واحد فاتح بيت وعنده عيال، ومعندهوش اللي يقعده في البيت يومين تلاتة من غير شغل".

 

ويضيف :"بنضطر ننزل نفتح المحل ونفضل طول النهار لأخر لحظة قبل الحظر على امل حد يجي يشتري، نجيب اليومية، ونيجي نروح منلاقيش مواصلات، السواقين خايفين من الغرامة، وسواقين التكاتك بيستغلوا الظروف".

 

زحام الـ ATM

 

مشهد آخر اعتلى أول أيام حظر التجوال، ففي الصباح تكدس المواطنون أمام ماكينات الصراف الآلي لصرف المرتبات، ترى طوابير الزحام وكأن لا وباء بالبلاد ولا تحذيرات من التجمعات.

 

 

طوابير الخبز والسوبر ماركت

 

وحين تنزل إلى الأسواق لشراء مستلزمات المنزل تجد الزحام يغمر المحال التجارية، حتى أن بعض السلع نفدت من مخازن البقالة، فضلا عن استغلال التجار لرفع الأسعار، فتقول "هناء" إن اللحمة على سبيل المثال كانت تشتريها من أحد الجزارين بـ 100 جنيه، اليوم وجدته يبيعها بـ 140 جنيها.

 

الحال لا يختلف كثيرا على أفران الخبز، حتى أن صاحب أحد المخابز بدار السلام كان ينهر في الناس من كثرة الزحام، ويهددهم إذا لم ينصرفوا أنه سيغلق المخبز، موضحا لهم أن قرار الحظر لا ينطبق على أفران العيش، ولكن لا أحد يبالي بحديثه، فقط نظموا أنفسهم في طوابير للحصول على الخبز.

 

 

مفارقة مؤتمر وزيرة الصحة

 

أما المفارقة فكانت في تلك الصورة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمؤتمر الصحفي لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، الذي أعلنت فيه ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا لتصل إلى 442 حالة بعد تسجيل 40 إصابة جديدة، و21 حالة وفاة، إذ يظهر فيه زحام والتصاق بين المصورين، رغم تحذير وزارة الصحة من الزحام وقرار مجلس الوزراء بمنع التجمعات.

 

 

محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، سخر من صورة المؤتمر الصحفي لوزيرة الصحة قائلا :"مؤتمر وزيره الصحه العالمي لبحث إمكانية تصدير الفيروس".

 

 

وعلق صالح الشرقاوي قائلا :"مشهد كوروني بامتياز يحتاج تدخل الشرطة فضه بالغاز المسيل، هذا المشهد أبشع مليون مرة من مسيرة مجموعة اسكندرانية، فإذا كان أهل الاسكندرية عذرهم الجهل.. فما عذر الأستاذ أسامة هيكل والست الدكتورة هالة زايد؟".

 

 

وأضاف الشرقاوي:" المطلوب.. يعقد المؤتمر عبر فيديو كونفرانس، بحيث تجلس الوزيرة في المكان المخصص للمؤتمرات، ويجلس الصحفيون المعتمدون في قاعة كبيرة، وعند إنتهاء الوزيرة من كلمتها يرسل الصحفيون الأسئلة في رسائل واتس آب على رقم المتحدث الإعلامي أو رقم مخصص للمؤتمرات، وبالنسبة للقنوات.. كاميرا التليفزيون المصري فقط وكل القنوات تنقل عنه".

 

وقالت نرمين ناجي :" ‫في الوقت اللي رؤساء حكومات بيعملوا من منازلهم وقادة دول مجموعة العشرين قرروا يجتمعوا عن طريق الـالفيديو كونفرانس لمناقشة تداعيات كورونا،  وزيرة الصحة عندنا قررت تعمل مؤتمر عن كورونا بالشكل ده".

 

 

فيروس كورونا
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان