جدد قرار الجامعة العربية الخاص بتشكيل لجنة خماسية للتصدي لمحاولة إسرائيل الحصول على عضوية غير دائمة لمجلس الأمن الخلاف حول ما إذا كانت الدبلوماسية العربية قادرة على كبح جماح سلطات الاحتلال أم أنّ إسرائيل لديها من العلاقات الدبلوماسية ما يمكنها من الانضمام.
وقلل خبيران من نجاح الدبلوماسية العربية في الحيلولة دون حصول إسرائيل على عضوية مجلس الأمن، بينما ألمح ثالث إلى قدرة العرب على الوقوف دون دخول إسرائيل للمجلس الأممي.
وأول أمس الأحد قال مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية السفير جمال الشوبكي، إن "مجلس الجامعة وافق على اتخاذ قرار تشكيل اللجنة خلال اجتماع دورته العادية الـ 148 التي تبدأ اليوم الثلاثاء على مستوى المندوبين الدائمين".
السفير جمال الشوبكي
وستضم اللجنة، حسب الشوبكي، رئاسة القمة العربية الأردن، ورئاسة المجلس الوزاري جيبوتي، ودولة فلسطين، والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى الدولة العربية العضو في مجلس الأمن مصر.
وتتلخص أهداف اللجنة بحسب السفير الفلسطيني في دعم القضية الفلسطينية، ومتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة في الأردن، وقرارات المجلس الوزاري العربي".
وأضاف أنّ "الجانب الفلسطيني سيطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأيضًا بالعضوية الكاملة في مجلس الأمن".
وشدد الشوبكي على "ضرورة أن تكون هناك جهود عربية مكثفة، لمنع إسرائيل من الحصول على عضوية مجلس الأمن، أو الحصول على أصوات الدول الإفريقية".
ولفت إلى أنّ "هناك مشروع قرار وبندًا خاصًا مطروحًا على مجلس الجامعة مقدم من فلسطين والسعودية، فيما يتعلق بالتصدي لعقد القمة الإفريقية الإسرائيلية في توغو، الشهر المقبل، وذلك بالتشاور مع الدول العربية".
ويعلق الخبير الفلسطيني ياسر أبو سيدو مسؤول العلاقات الخارجية بحركة فتح، على قرار الجامعة بأنه غير مجدٍ، ولا يمكن التعويل عليها كثيرًا.
وقال أبو سيدو لـ"مصر العربية" إنَّ الدبلوماسية العربية حاليًا ضعيفة وأنه من المتوقع أن تحصل إسرائيل على العضوية التي تسعى لها، إلا إذا وجدنا تحركات عربية ذاتية يمكن أن تقوم بها مصر، والمملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أنّه يجب على العرب إن أرادوا ذلك أن يستخدموا قوتهم الناعمة، والتواصل مع الدول التي لها حق التصويت لمنع تل أبيب من دخول مجلس الأمن.
ويقول أبو سيدو إن العرب لا يعول عليهم، وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد.
واستدل الخبير الفلسطيني على حديثه بما حدث في عام 1991 عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يقضي بأن الصهيونية تساوى العنصرية، ومع تصويت الجمعية على القرار صوت دولتان عربيتان ضد المشروع وانتهى الأمر لرفض الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار.
اجتماعات الجامعة العربية
ويتفق معه الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد في أن العرب عليهم أن يبذلوا جهدا كبيرا لو أرادوا منع إسرائيل من دخول مجلس الأمن، مشيرا إلى أن اللوبي الإسرائيل يملك قوة لا يستهان بها على مستوى العالم.
وقال لـ"مصر العربية" إن الأمر سيكون أشبه بمبارزة دبلوماسية بين العرب وإسرائيل ونجاح المجموعة العربية متوقف على مزيد من الجهود لكسب تعاطف الدول الإفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان مقترض أن تنعقد إسرائيلية أفريقية في الأيام المقبلة إلا أنها ألغيت.
وأمس الاثنين أبلغ الرئيس التوجولي فوري جناسينجبي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بإلغاء قمة إسرائيلية- إفريقية كان يفترض عقدها في العاصمة لوما" أكتوبر القادم.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن سبب الرئيس يكمن في الأزمة السياسية في توجو والمظاهرات التي تقودها المعارضة ضد الرئيس جناسينجبي، وكذلك ضغوط مارسها الفلسطينيون وجنوب إفريقيا ودول عربية أخرى على توجو لإلغاء القمة.
وبحسب حامد فإن الموقف العربي مستهجن وغريب ﻷن تل أبيب صرحت في أكثر من موقف أن تطبيع العلاقات مع العرب إيجابي بشكل غير مسبوق وأن هناك تقارب كبير مع الحكومات العربية في الفترة الأخيرة.
وتساءل حامد لماذا تطبع الحكومات العربية علاقاتها مع إسرائيل ثم تسعى للانتصار عليها دبلوماسيا، لافتا إلى أن العالم العربي يعيش حاليا مرحلة التطبيع الكبير مع إسرائيل وبالتالي فإن نجاح اللجنة التي شكلتها الجامعة العربية صعب.
لكن يختلف معها السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، مؤكدا أن المحاولات الإسرائيلية لن تنجح، مؤكدا أن الدعم الأمريكي وحده لا يكفي لوصول إسرائيل لمجلس الأمن.
اجتماعات مجلس الأمن
وأكد أن حق الفيتو لا يسري على إجراءات المقعد غير الدائم، حيث يشترط توافق المجموعة التي تنتمي لها إسرائيل، ثم موافقة الدول الأعضاء بالمجلس البالغين 196 دولة.
وأشار "بيومي" إلى أن إسرائيل ستواجه اعتراضًا ضخما من المجموعة العربية والإفريقية وعدد من دول أمريكا اللاتينية، حيث ستكثف الدول العربية جهودها بشكل خاص لعرقلة ذلك الأمر.
ومنذ عام 2000، تسعى إسرائيل للحصول على مقعد بالمجلس الأممي، فيما يتطلب حصولها على أحد المقاعد المؤقتة في المجلس، تصويت ثلثي أعضاء الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة.
ولتحقيق هذا الهدف، تركز تل أبيب على القوة الدبلوماسية للقارة السمراء، التي لها قرابة 60 مقعدا في الأمم المتحدة، لكنها تتخوف من التحركات العربية المضادة.
ومن المفترض أن يجرى اقتراع في يوليو 2018، لاختيار أعضاء جدد غير دائمين بمجلس الأمن.
ويتكون مجلس الأمن الدولي من 15 دولة، بينهم 5 دائمة العضوية، هي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، وتملك أي دولة منها حق النقض "الفيتو"، و10 دول أخرى غير دائمة العضوية.