تصاعدت الأزمة الآذرية الأرمينية ووصلت لنفق مسدود، بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش الآذري والأرميني في معارك هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب بين البلدين في التسعينيات، للسيطرة على ناغورنو قره باج المتنازع عليه.
الأزمة الآذرية الأرمينية، تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات، نظرا لأهمية البلدين وعلاقاتهما الخارجية، وكذلك بدخول 3 دول على خط التصريحات "تركيا وإيران وروسيا"
قرار أذري
فالجانب الآذري، يعد أحد أهم حلفاء تركيا، والتي تربطه به علاقات قوية، وثقافية ولغوية، فهي حليفة أساسية لباكو، ولا تقيم في المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية عام 1915 والتي تعتبرها يريفان "إبادة جماعية"، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به.
تركيا بعد الاشتباكات الأخيرة، أعلنت انحيازها للشعب الآذري، وتعهد رئيسها رجب طيب أردوغان بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة "حتى النهاية" في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني قره باج.
موقف تركيا
ونقلت الرئاسة التركية، عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة: "نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة"، مؤكدا: "سندعم أذربيجان حتى النهاية"
أما التهديد الثاني وبحسب مراقبون فيكمن في إيران، جارة أرمينا وأذربيجان الجنوبية، والتي دائما ما تستغل اندلاع الاشتباكات، رغم أنها مؤخرا عبّرت عن قلق شديد وطالبت جارتيها الشماليتين بضبط النفس والوقف الفوري للاشتباكات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "نطالب جارتينا الشماليتين بضبط النفس وتجنب أي إجراء یؤدي إلی المزيد من تعقيد الظروف ونوصیهم بوقف فوري للمعارك.
التهديد الأكثر فيأتي من الجانب الروسي، والذي كثف من تواجده في المنطقة مؤخرا، حين أرسلت روسيا مقاتلات حديثة من الجيل الرابع إلى قاعدتها العسكرية في أرمينيا ضمن خطط تعزيز وجودها العسكري.
واندلعت اشتباكات بين الجيش الأذربيجاني والجيش الأرميني، قُتل على أثرها ثلاثون جنديا على الأقل على حدود إقليم قره باج.
تحرير التلال
وتؤكد أذربيجان أن الجيش الوطني فرض سيطرته من جديد بالكامل على عدة تلال استراتيجية وبعض المراكز السكنية وتم " تحرير التلال بالكامل حول قرية تاليش والمركز السكني سيسولان وكذلك على المرتفع الاستراتيجي إلهام "لالتبس".
وأعلنت باكو عن تدمير 6 دبابات و15 بطارية مدفعية ودشم محصنة والقضاء على أكثر من 100 عسكري أرمني، خلال الاشتباكات الأخيرة.
وأفاد المكتب الصحفي لوزارة دفاع أذربيجان بمقتل 12 عسكريا من القوات المسلحة الأذربيجانية، وفقدان مروحية من طراز مي - 24 ودبابة واحدة تابعتين للجيش الأذربيجاني.
من جهته، قال الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان في كلمة متلفزة "خلال المعارك مع القوات المسلحة الأذربيجانية، فقدنا 18 جنديا أرمينيا وأصيب نحو 35".
الرئيس الأذري إلهام علييف
وأضاف "أنها المعارك المسلحة الأخطر منذ إرساء وقف لاطلاق النار في 1994"، موضحا أن "الوضع يبقى متوترا" على خط التماس حيث تستمر المواجهات.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن 12 من جنودها قتلوا بينما قتلت قواتها أكثر من مئة جندي أرمني.
اشتباكات مسلحة
وأكدت وزارة الدفاع الأذرية أن قواتها استعادت السيطرة على مرتفعات إستراتيجية وقرى في إقليم ناغورنو قره باج، واعترفت بمقتل 12 من جنودها، وأكدت أن قواتها قتلت أكثر من مئة جندي أرمني.
وتحدثت الوزارة عن خسارة مروحية مقاتلة ودبابة، وقالت إن قواتها دمرت ست دبابات و15 قاذفة صواريخ.
في المقابل، قال الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان في كلمة متلفزة "خلال المعارك مع القوات المسلحة الأذرية، فقدنا 18 جنديا أرمنيا وأصيب نحو 35".
وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطرفين إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى ضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد، بحسب ما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وبعد أيام من القتال، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف اليوم، في اجتماع مجلس أمن أذربيجان أن باكو لا تريد الحرب وتدعو إلى التسوية السلمية في ناغورني قره باج.
سكان الإقليم
ووفق تلفزيون أذربيجان الحكومي، قال علييف "نحن نتخذ موقفا بنّاء من هذه القضية، وأنا قلت أكثر من مرة أن أذربيجان لا تريد الحرب، لكننا نطالب بالعدالة، نطالب بحقنا. نحن نريد تسوية سلمية للنزاع".
وتبنى مجلس الأمن الدولي أربعة قرارات تدعو أرمينيا إلى سحب قواتها من أراضي أذربيجان، لكن أرمينيا لم تمتثل لها حتى اللحظة.
ويشكل الأرمن غالبية سكان الإقليم الذي هو جزء من أذربيجان، إلا أن حربا ضارية نشبت بين عامي 1988 و1994 بين الطرفين أوقعت ثلاثين ألف قتيل، وأدت إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأذريين، وإلى سيطرة الأرمن على هذا الإقليم الجبلي.، على أثره احتل الأرمن 7 محافظات اذربيجانية أخري مجاورة للإقليم وماهولة بالآذريين فقط إلي جانب الإقليم بالكامل و أنشأوا ما أسموه بجمهورية قراباغ الجبلي، ورغم التوقيع عام 1994 على وقف لإطلاق النار، لم يوقع أي اتفاق سلام بين الطرفين.
اقرأ أيضا: