رئيس التحرير: عادل صبري 09:11 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بفك حصارها.. تعز أول شروط التصالح بين السعودية والحوثي

بفك حصارها.. تعز أول شروط التصالح بين السعودية والحوثي

العرب والعالم

مناطق بتعز اليمنية تم تدميرها

بفك حصارها.. تعز أول شروط التصالح بين السعودية والحوثي

صنعاء - عبد العزيز العامر 12 مارس 2016 18:12

منذ قرابة عام يفرض المسلحون الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق " علي عبد الله صالح، حصار على مدينة تعز (كبرى مدن البلاد من حيث عدد السكان) بوسط اليمن وسط اشتباكات مسلحة مع المقاومة الشعبية (مدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية) من جهة وجماعات أبو العباس أحد أذرع تنظيم القاعدة في اليمن من جهة أخرى.

 

وبحسب منظمات دولية فإن جماعة أنصار الله " الحوثية، تمنع دخول الأدوية والمواد الغذائية ومواد الإغاثة  إلى مدينة تعز خشية أن تصل إلى المقاومة الشعبية التي يقودها الزعيم القبلي المحسوب على حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن " حمود المخلافي " الذي يقود المعارك في تعز، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تٌشن حربًا على الجماعة في اليمن.

 

ومنذ  فبراير قبل الماضي " لم تستطع المقاومة الشعبية " إحراز أي تقدم على الأرض خلال المعارك العسكرية التي تخوضها ضد جماعة الحوثي في تعز رغم الدعم العسكري واللوجستي الذي يقدمه التحالف العربي بقيادة السعودية، لكن تلك المقاومة الشعبية أعلنت عن تحرير نسبة كبيرة من البلدات والمناطق الهامة  والمحيطة بمدينة تعز بعد يومين من اتفاق بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية.

 

انتصارات مفاجئة وانسحابات ذاتية و توقف مزدوج لإطلاق القتال في عدد من الجبهات، تأتي كل هذه الأحداث تزامنًا مع نشاط سياسي قوي هدفه إيقاف الحرب، وسط اتفاق يكتنفه الغموض بين جماعة الحوثي  والمملكة العربية السعودية، ولاتزال نقاط تلك الاتفاق بعيدة عن وسائل الإعلام ولم يخرج الطرفان المتصارعان بتصريحات توضح حقيقة هذا الاتفاق، لكن مصادر مطلعة كشفت بعض بنود الاتفاقية. 

 

على غرار ما حدث في محافظة عدن اليمنية التي أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية تحريرها من مسلحي الحوثيين في أغسطس الماضي  ضمن اتفاق جراء بين الإمارات وحزب صالح، على أن يتم سحب قوات الحرس الجمهوري من جبهات القتال في عدن وهو ما حدث بالفعل في ذلك الوقت.

 

القيادي في حزب المؤتمر " ياسر اليماني" يرى أن الحوثي ينفذ رغبات حليفه الرئيس هادي بتنفيذ مخرجات حوار موفنبيك وبالسلاح، الحوثي مزق البلاد وقسمها  طائفيًا  ومناطقيًا ونفذ الأقاليم بالسلاح "إقليم عدن تم إخراج الجيش وأخرج كل أبناء المحافظات الشمالية من عدن باسم الحوثي  ومن يجدونه من أبناء المحافظات الشمالية  قتلوه أو حاكموه أو طردوه بذريعة الحوثي وجيش صالح .

 

وأضاف "اليماني" في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن ما يحدث في تعز تكرار سيناريو عدن سيتم بنفس طريقة عدن طائفيًا ومناطقيًا وسيخرج الجيش والأمن ويحول تعز إلى ساحة اقتتال كما هو حاصل في عدن.

 

من جانبه اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية ومكافحة الإرهاب والحروب الحديثة " مبروك الشاهري " أن ماحدث في تعز تقدر تسميته بتنازل وانسحاب من قبل الحوثيين بناء على اتفاق مسبق مع السعودية وسبق وأن انسحبوا  من عدن، ولحج والضالع، وأبين، وحتى تعز، بناء على مسودة اتفاق مسقط الأولى..

وجاء الانسحاب بقرار من اللجنة الثورية الحوثية العليا ولكن بدون ضمانات ما دفع الطرف الثاني المتمثل في المملكة للانقلاب على الاتفاق ودخول عدن ومحافظات الجنوب ولم يرجع الجيش اليمني و الحوثيون للسيطرة على تعز مرة أخرى إلا بعد المجازر التي ارتكبتها  المقاومة الشعبية في المواطنين الموالين لجماعة الحوثي، حيث قامت بتنفيذ أحكام إعدام وذبح وحرق لأنصار الحوثي أمام وسائل الإعلام .

 

وأضاف " الشاهري " في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن مقاومة تعز عاجزة تمامًا عن إحراز أي تقدم في تعز  منذ أكثر من عام  نظرًا للأسباب التالية:

أولا: الاختلاف الأيدلوجي الواضح بين مكونات المقاومة الشعبية والاختلاف في الأهداف والتوجهات والقيادة وحتى طريقة التفكير فالسعودية لعجزها عن السيطرة على تعز وعدم اقتناع  أبناء تعز بأهداف التحالف ومشروعهم في تعز رغم أنهم يمثلون ثلث أبناء اليمن تقريبًا في عدد السكان إلا أنهم لم يتصدوا لاحتلال الحوثيين للمحافظة وفي نفس الوقت لم ينظموا إلى صفوف المقاومة الشعبية إلا القليل جدا منهم.

لهذا اضطرت المملكة تجنيد خليط غير متجانس من المقاتلين منهم العلمانيون  كالاشتراكي والناصري، والإسلاميون، الإخوان، والتكفيريون داعش وأخواتها القاعدة وأنصار الشريعة.

 

المقاومة  في تعز عجزت على أن تجد لها حاضنة شعبية تمكنها من التقدم بسبب هذا الخليط من الجماعات والجنسيات المشبوهة.

 

وتابع " الخبير العسكري " قوله إن ما تقوم به هذه العصابات من جرائم في حق المدنيين ورجال الأعمال تحت مسمى المقاومة والصراع فيما بينها على السيطرة وتقاسم الأموال والأسلحة السعودية وكذلك  انقسام المقاومة إلى  جناحين  إحدها تابع للإمارات وهو الجناح العلماني والجناح الديني المتشدد يتبع السعودية وهذا ولد صراع على الأرض بين الحلفاء أنفسهم ما تسبب في تأخير تقدمهم بل والحفاظ على ما تحت أيديهم من مواقع.

 

قبل يومين قالت السلطات السعودية إن وفدا من جماعة الحوثي كبير مكون برئاسة الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام، دخل الأراضي السعودية عبر منفذ علب الحدودي لتهدئة الوضع بين الطرفين  وإبرام اتفاق لم يعرف حتى اللحظة بنوده دون معرفة حزب المؤتمر "( حليفهم ).

 

يرى " الناشط السياسي " ماهر شجاع الدين" في حديث خاص لـ " مصر العربية "  إن ما يحدث في تعز هو في نفس الأطار ونفس سيناريو عدن  ولكن قد يكون العكس فما يحصل قد يكون ردة فعل من أحد الأطراف ردًا على تصرف الحوثيين بمفردهم  في المفاوضات مع السعودية دون الرجوع إلى الأحزاب السياسية المساندة لهم وخاصة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة ويتحكم بقوات الحرس الجمهوري.

 

وسيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على نقطة كانت تتمركز فيها الميليشيات المتمردة في معبر الدحي غربي تعز.

 

كما سيطرت القوات الشرعية على منطقة الزنقل وتبة البعرارة، ووصلت إلى مقربة من مبنى جامعة تعز، فيما شنت الميليشيات هجوما مضادًا على الجيش الوطني والمقاومة، ، بعد خسارتهم لكثير من المواقع.

 

وتعيش تعز، ثالث أهم مدن اليمن بعد العاصمة صنعاء وعدن، تحت وطأة المعارك منذ أشهر، وتعاني حصارا خانقا تفرضه عليها ميليشيات الحوثيين وصالح، مما أدى إلى أزمة إنسانية هي الأسوأ منذ بدء القتال في اليمن.

اقرأ أيضا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان