حشدت الجزائر وتونس 25 ألف عسكري لمواجهة جماعات مسلحة متشددة تحاول خلق مناطق نشاط لها في الحدود بين البلدين، لتكرار سيناريو شمال مالي، حسب مصدر أمني جزائري.
وقال المصدر الأمني الجزائري المطلع على التنسيق الأمني بين بلاده مع تونس، والذي رفض الكشف عن هويته، إن "وزارة الدفاع التونسية نقلت 30% من قوات جيشها إلى مناطق جبل الشعانبي والحدود المشتركة مع الجزائر، لمواجهة نشاط الجماعات المسلحة المقربة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وأضاف المصدر: "إن ما لا يقل عن 13 ألف عسكري ورجل أمن ودرك تونسي يراقبون مناطق الحدود البرية المشتركة مع الجزائر والتي تمتد على مسافة 1000 كلم، وهو نحو ثلث القوات المسلحة التونسية التي لا يزيد تعدادها الإجمالي على 40 ألفا".
وحشدت الجزائر من جهتها ما لا يقل عن 12 ألف جندي ورجل درك وأمن لمراقبة الحدود البرية المشتركة مع تونس، بحسب المصدر ذاته.
وكشف المصدر الأمني، عن أن "وزارتي الدفاع والداخلية الجزائريتين قررتا في شهر أبريل الماضي زيادة تعداد القوات التي تراقب الحدود البرية مع الجارة تونس لكي تصل إلى 8 آلاف عسكري و3000 عون درك وحرس حدود، وألف شرطي".
وارتفع تعداد العسكريين العاملين على مراقبة الحدود مع تونس من اقل من 6 آلاف إلى 12 ألف عسكري، لضبط الحدود التي تمتد على مسافة 1000 كلم تقريبا، بحسب المصدر ذاته.
وأشار المصدر إلى أنه تقرر أن "تراقب طائرات استطلاع عسكرية الحدود المشتركة بين ليبيا، الجزائر وتونس لمنع عمليات التسلل عبر هذه الحدود، على أن تراقب الطائرات بشكل خاص المناطق الجنوبية من الحدود في إقليم منطقة الوادي بالجزائر وقفصة في تونس".
وأشار إلى أن الجزائر نقلت عددا من طائرات المراقبة الجوية والطائرات العمودية إلى قواعد قريبة من الحدود خاصة في قاعدة بسكرة للطائرات المروحية جنوب البلاد وقاعدة أم البواقي الجوية الكبرى (شرق).
وتتعاون أجهزة الأمن الجزائرية مع نظيرتها في تونس في ملاحقة الجماعات المسلحة العابرة للحدود بعد أن أكدت التحقيقات المشتركة والتنسيق الأمني بين الجانبين أن المسلحين في جبل الشعانبي على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي ينشط في الجزائر، وذلك بحسب ما أفاد مصدر أمني جزائري لمراسل الأناضول في وقت سابق.