قالت مصادر أمنية لبنانية إن الشيخ أحمد الغريب المتهم الأساسي في قضية تفجيري طرابلس (شمال لبنان) اعترف بعلمه المسبق بالتفجيرين وبالوسائل التي استخدمت فيها، قائلاً: "إن الجهة التي تقف وراءهما سورية، وذلك حسبما نقلت عنها صحيفة "الجمهورية" اللبنانية".

ونشرت "الجمهورية"، اليوم الثلاثاء، أن مصادر أمنية أكدت على أن التحقيقات مع الشيخ أحمد الغريب أفضت إلى اعترافه بـ"علاقته بالتفجيرين"، مشيرة إلى أن "إفادات المتهم خلال جلسات الاستجواب معه، فضلًا عن تحليل حركة اتصالاته الهاتفية، وتنقله عبر الحدود اللبنانية السورية ذهابًا وإيابًا"، أدى إلى كشف "تورّطه".

ووقع انفجاران ضخمان بعد صلاة الجمعة الماضية في محيط مسجدين بمنطقة سنية في طرابلس (شمال لبنان) أسفرا عن مقتل 45 شخصًا وأكثر من 500 جريح؛ الأول أثناء خروج المصلين أمام مسجد "التقوى" عند منطقة الدوار بالمدخل الجنوبي للمدينة، فيما وقع الثاني عند مدخل جامع "السلام" بالقرب من منزلي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر المحسوب على كتلة المستقبل.

وبعد سلسلة التحقيقات، اعترف الغريب بأنه "كان على علم مسبق بالتفجيرين وبوسائل التفجير وانّ الجهة التي تقف خلف العملية سورية" بحسب المصادر.

ووفقا للمصادر فإنه يبقى أمام القضاء العسكري الذي سيتسلّم الغريب "التوسّع في التحقيقات لتبيان دوره الفعلي بالتفجيرين ومدى تورّطه"، خاصة بعدما "ثبت أنه كان على علاقة بالمخابرات السورية وعلى معرفة بالمتفجّرات وبنك الأهداف"، على حد قولها.

من جانب آخر، لفت وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، في تصريحات له أمس إلى أن الغريب "لم يدل بأي شيء في إفادته، والتحقيقات لا تزال مستمرة معه ومع آخرين".

وأشار شربل إلى أن "القضاء هو من يقرر إطلاق الغريب أو إبقائه موقوفًا".

وبعد تفجيري طرابلس داهمت الأجهزة الأمنية اللبنانية منزل الشيخ الغريب التابع لـ"حركة التوحيد الإسلامية"، وقامت بتوقيفه بعد أن "ضبط داخل منزله خرائط عسكرية لمدنية طرابلس وكمية من المتفجرات وأسلحة حربية"، وذلك حسب تصريح مصدر أمني لمراسل "الأناضول" السبت الماضي.

وأمس نشرت صحيفة "الجمهورية" تقريرًا مفاده أن شخصًا يدعى مصطفى (لم تذكر اسمه كاملا) اتصل قبل شهر بالأجهزة الأمنية في قوى الأمن الداخلي وادّعى بأن لديه معلومات "مهمة جدًا"، عن شيخ في طرابلس يُدعى أحمد الغريب، يخطط لعمل ما ضد شخصيات في المدينة.