أعلن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الشريك بالائتلاف الحاكم بتونس، أن تصريحات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، الذي يقود الائتلاف الحاكم، "لا تلزمه" ودعاه لتوضيح موقفه.
وقال عماد الدايمي رئيس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بتونس العاصمة، إن "أي تصريح أو موقف أو اجتماعات خلف الستار وصولا لتصريحات راشد الغنوشي بالأمس لا يلزمنا ما دامت لم تتحول الى تشارك ولا نعترف إلا بالمواقف المشتركة".
ويضم الائتلاف الحاكم في تونس من أحزاب النهضة (إسلامي)، قائد الائتلاف، والمؤتمر من أجل الجمهورية (يساري)، و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" (ديمقراطي اشتراكي).
وأبدى الغنوشي، في حوار متلفز معه أذيع أمس، موافقة حزبه التعامل مع حزب "نداء تونس" المعارض، الذي يصفه عدد من قيادات النهضة بحزب "فلول (بقايا) النظام السابق" لضمّه شخصيات سياسية ورجال أعمال وإعلاميين كانوا محسوبين على نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية في يناير 2011.
وقال الدايمي "كل اتفاق ثنائي مع أطراف أخرى خارج تنسيقية الترويكا لا يلزمنا وكل مواقفهم ملزمة لهم ونطالبهم بالتوضيح ولا نحكم على النوايا".
وأعرب الدايمي عن رفض حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، الذي حضر أغلب قياداته المؤتمر الصحفي، التخلي عن تمرير مشروع " تحصين الثورة" واستقالة الحكومة وحلها وتشكيل حكومة كفاءات.
وقال إن "الاجتماع الذي جمع كل من الغنوشي والباجي قائد سبسي (رئيس الوزراء التونسي الأسبق) في باريس الأسبوع الماضي لم نستشر فيه وأعلمنا بنتائجه بعد انعقاده".
وظهر الغنوشي مساء الأحد للمرة الأولى في حوار متلفز مطوّل على فضائية "نسمة" الخاصة المحسوبة على حزب نداء تونس (الذي يضم قيادات حزب "التجمع الدستوري" الحاكم في عهد بن علي) ، والتي كانت مقرّبة من النظام السابق قبل ثورة 14 ينايري 2011.
وأعلن الغنوشي في حواره عن تخلي "النهضة" عن تمرير مشروع قانون العزل السياسي لرموز النظام السابق، وقال "لا مجال لتمرير قانون تحصين الثورة إلا بعد الانتخابات (المنتظرة نهاية العام الجاري والتي لم يحدد إن كانت رئاسية أم برلمانية".
كما أشاد الغنوشي بـ"قوّة" حزب نداء تونس الذي تأسس العام الماضي علي يد الباجي قائد السبسي أبرز رجال النظام السابق.
ويأتي هذا اللقاء التلفزيوني للغنوشي على فضائية "نسمة" التي تميّزت بانتقادها الشرس للإسلاميين منذ الثورة وللحكومة منذ الانتخابات، بعد اجتماع جمع راشد الغنوشي بالباجي قائد السبسي منتصف الشهر الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس .
واعتبر اللقاء في رأي الكثير من المراقبين ترتيبا لبداية التطبيع بين أقوى الأطراف السياسية في الحكومة والمعارضة بالمشهد التونسي.
ورفض الغنوشي دعوات إسقاط حكومة بالقوة بعد تظاهرات "أسبوع الرحيل" التي أطلقتها المعارضة منذ مساء السبت الماضي، واعتبر أنه "لا توجد ثورة وعصيان مدني على حكومة منتخبة".
وتشهد تونس أزمة سياسية محتدمة منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي الشهر الماضي، خرجت على إثرها مظاهرات منددة بالحكومة ومطالبة باستقالتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من كفاءات مستقلّة، فيما تقول الحكومة إن الدعوة إلى إسقاطها تهدف إلى إفشال الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.