رئيس التحرير: عادل صبري 03:13 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

"جيوش إلكترونية" تشعل مواجهات الساسة العراقيين

"جيوش إلكترونية" تشعل مواجهات الساسة العراقيين

الأناضول 26 أغسطس 2013 11:51

يتداول العراقيون هذه الأيام الأحاديث عن قيام شخصيات أو قوى سياسية بتشكيل ما يطلقون عليه "جيوش إلكترونية" تضم "قراصنة" من أجل مجابهة بعضهم بعضا في حرب رقمية ازدادت حدتها بينهم مؤخرا عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر.

 

وفي إطار هذه الحملة التنافسية بينهم نجح القراصنة الإلكترونيون (الهكرز) في اختراق الكثير من حسابات المؤسسات والأحزاب السياسية والمنشآت الحكومية وقادة الكتل السياسية، بينها صفحة رئيس الوزراء نوري المالكي.

 

فقد تم غلق الصفحة الرسمية للمالكي أربع مرات خلال العام الجاري، بالإضافة إلى إغلاق مئات الصفحات المؤيدة له على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، وعلى إثر هذا قام فريق عراقي متخصص بتصميم وبرمجة موقع إلكتروني بعنوان "أنصار نوري المالكي" لنشر أخباره وبياناته، ولكن لم يتم اعتماده كموقع رسمي حتى اليوم.

 

ومن المواقع الحكومية المهمة التي تعرضت للقرصنة أيضا موقع مفوضية الانتخابات العراقية العليا، حيث تم قرصنته وحجم محتواه كاملا من قبل مجهولين بعد يومين من إعلان نتائج الانتخابات المحلية التي جرت في العشرين من مارس الماضي.

 

وأخر عملية قرصنة إلكترونية حدثت نهاية الأسبوع الماضي عبر اختراق الموقع الرسمي لديوان الوقف الشيعي من قبل مجموعة أطلقت على نفسها "مجموعة القبعة البيضاء"، وكتبوا به عبارات مناهضة للحكومة منها "حكومة فاشلة، وقف فاشل".. "لا يوجد أحد من الحكومة عنده شرف.. تبا لكم"..  مع عبارة باللغة الإنجليزية تقول "تم اختراق هذا الموقع من قبل مجموعة القبعة البيضاء".


كذلك كان من بين القادة السياسيين البارزين اللذين تم اختراق مواقعهم رئيس القائمة العراقية وزعيم حركة الوفاق، المعارض إياد علاوي، حيث قامت مجموعة تطلق على نفسها منظمة "إكس هاكرز العراق" بمهاجمة الموقع الإلكتروني لحركة الوفاق وتعطيله عن العمل بشكل كامل قبل نحو شهرين ناشرة عبارات بدت كأنها رسالة إلى علاوي وحركته السياسية جاء فيها "نحن لسنا لعبة مكتوب عليها made in china، نحن made in Iraq، فإذا بدأت اللعبة فأنت تلعب بعداد عمرك"، وتم تصنيف إياد علاوي على الموقع بصفة "عدوا لابد من محاربته".


وقالت المجموعة في بيان نشرته على واجهة الصفحة "نحن منظمة إكس العراق نوجه رسالتنا إلى كل من يعادينا، سواء علماء دين أو سياسيين أو حتى منظمات بمختلف المجالات.. الحرب بدأت ولا مجال للرحمة والغفران بعد اليوم ونستهدف كل أعدائنا وفق برنامج ممنهج، ودمرنا قواعد البيانات الخاصة بكم".


(ع . ص) مصمم مواقع إلكترونية قال في تصريحات خاصة لمراسلة الأناضول "أتلقى يوميا عشرات الاتصالات من التابعين للسياسيين البارزين في العراق للعمل على قرصنة المواقع التابعة لمنافسيهم، ولكني لا أستطيع ذكر الأسماء لأن ذلك سيعرضني للخطر"، مضيفا "ولكن الحرب قائمة بينهم عبر شكبة الانترنت من خلال مجموعات تم تشكيلها ويطلبون منا مساعدة هذه المجموعات بخبراتنا مقابل مبالغ مالية ضخمة لتدريبهم على كيفية اختراق حاسبات المؤسسات الخاصة والمنشآت الحكومية".
 
وتابع "هذه المجموعات تعمل ضمن خطة معينة، حيث لم يكتفوا باختراق الحسابات بل أنهم أنشأوا حسابات وهمية بأسماء هؤلاء المنافسين لتضليل مؤيديهم الذين يسجلون إعجابهم بهذه الحسابات، كما يشنون حملات على أعدائهم لإغلاق صحفاتهم وحساباتهم الخاصة والعامة بطرق مشروعة أو غير مشروعة".
 

وبحسب خبراء في هذا المجال فإن "الحرب الأكبر بين هذه المجاميع قائمة بين حلفاء أمس وفرقاء اليوم، وهم أنصار نوري المالكي وأتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".


وأوضحوا أن الفريقين "قاما بتجنيد المئات من القراصنة تعمل لحسابهم وتقوم بشن هجوم إلكتروني على الصفحات المضادة لهم بالإبلاغ عنها لدى إدارة موقع (فيس بوك) بهدف إغلاق هذه الصفحات، حيث أغلقت عدة صفحات من الجانبين، أبرزها (الدرع الإلكتروني لرئيس الوزراء)، و(درع آل صدر الإلكترونية).


وبحسب مصادر مطلعة في الفريقين فإنهما "يبحثان عن شركة أجنبية توفر الحماية والإدارة للمواقعهما الرسمية التابعة، تجنبا لتكرار الاختراقات من قبل القراصنة اللذين يخترقون هذه المواقع باستخدام برمجيات معقدة تحتاج أحيانا إلى جهود جماعية".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان