أوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي محتمل ضد النظام السوري، في حال لم يصدر قرارا عقابيا من مجلس الأمن، على خلفية الاتهامات الموجهة له باستخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق فجر الأربعاء الماضي.
وأضاف داود أوغلو في تصريح لصحيفة "ميلييت" المحلية، أن تركيا بصفتها دولة مجاورة لسوريا أكدت منذ البداية ضرورة أن لا يقف المجتمع الدولي متفرجا على المجازر التي يرتكبها النظام السوري، مشيرا أن العالم شهد مثل هذه المجازر وعاقب مرتكبها.
وأشار الوزير أن عدم محاسبة القادة والأنظمة التي ترتكب مثل هذه الجرائم، يلغي قابلية المجتمع الدولي على الردع، ولذلك يجب معاقبة من يرتكب جرائم حرب أوجرائم ضد الإنسانية على الإطلاق.
وأردف داود أوغلو قائلاً: "عندما ننظر اليوم إلى ما تشهده سوريا، نرى أن نظام الأسد ينتهج أساليب تتجاوز ما شهدته البوسنة في ارتكاب المجازر ضد الإنسانية، لقد عاشت البوسنة مجازر، وكان القناصة يقنصون الأشخاص، وكان ينبغي أن لا يمر بدون عقاب، أما الأسد فيقصف شعبه بالقنابل من الطائرات، كما شاهدنا خلال الأحداث الأخيرة، ينفذ عمليات يستخدم فيها غازات قاتلة دون تمييز ضد الأطفال والمدنيين، لذلك يجب على المجتمع الدولي أن لا يظل متفرجا لوقت أكثر، وأن يعاقب على هذه الجريمة ضد الإنسانية".
وشدد داود أوغلو أن أولوية تركيا، كانت على الدوام، التحرك على اساس قرارات الأمم المتحدة وبالتعاون مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن اللجنة الأممية منحت الإذن مؤخرا للتقصي في الغوطتين التي استعمل فيهما السلاح الكيماوي، وعلى مجلس الأمن أن يتخذ قرارا عقابيا مع انتهاء التحقيقات، وفي حال لم يصدر عن المجلس مثل هذا القرار فإن خيارات أخرى ستكون محط نقاش، كما يجري اليوم، ويوجد حاليا 36-37 دولة تبحث هذه الخيارات.
ولفت الوزير أنه في حال تشكيل تحالف ضد سوريا فإن تركيا ستأخذ مكانا فيه، كونها من أكثر الدول تأثرا بما يحدث في سوريا، حيث يستمر تدفق اللاجئين إليها، وتلبي احتياجاتهم المختلفة بإمكانياتها الخاصة وتتحمل بمفردها العبء كاملًا.
وفيما إذا كان رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال نجدت أوزال سيشارك في الاجتماع الذي يجمع القادة العسكريين لعدد من الدول في الأردن لتقييم التطورات في سوريا أجاب داود أوغلو أن هذا الاجتماع يأتي بدعوة من رئيس الأركان الأردني وسيكون بمشاركة الدول الغربية والخليجية، وستشارك تركيا في هذا الاجتماع.
