قال القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى العبادلة إن الحكومة المصرية تتعامل مع قطاع غزة وملف معبر رفح البري وفق اتفاقية كامب ديفيد و تتعامل مع حدود غزة على أنها حدود مشتركة مع دولة الاحتلال.
و اعتبر القيادي الحمساوي في حواره مع "مصر العربية" أن إغلاق معبر رفح جزء من أدوات الحصار المفروض على القطاع غزة.
وأضاف قائلا :"هناك أطراف تلعب دور في هذا الحصار على رأسها السلطة الفلسطينية في رام الله والعدو الإسرائيلي، والحصار هو بقرار دولي، ولذلك الذي يتحكم في حركة المعبر بينها وبين مصر هي التفاهمات بين الاحتلال وبين السلطات المصرية".
وفيما يلي نص الحوار..
تفاقمت مشكلة معبر رفح مع مواصلة إغلاقه.. من المسئول عن هذه الأزمة وهل حماس هي جزء من المشكلة لرفضها تسليم المعبر للسلطة الفلسطينية؟
هذا الموضوع ليس مشكلة إدارية ولا فنية وإنما هو مشكلة سياسية في المقام الأول والمشكلة هي مشكلة مفتعلة من قبل الحكومة المصرية، فلو أن السلطات المصرية تفتح هذا المعبر ليس هناك مشكلة ولكن السلطات المصرية تغلق هذا المعبر على مدى العام ولا تفتحه إلا أيام معدودة طيلة العام، والسلطة الفلسطينية في رام الله تحاول أن تستغل المشكلة لخلق كراهية الناس لحركة حماس
والحقيقة أنه لو أن الرئيس محمود عباس استلم المعبر وهو لا يريد فلن يفتح المعبر، حتى أن أي قوة أخرى كانت على المعبر فسيبقى المعبر كما هو مغلق لأن المعبر قبل أن تستلمه حركة حماس كان مغلقاً وكان يعانى المواطن أشد المعاناة على هذا المعبر، فالمشكلة ليست مشكلة جديدة هي مشكلة قديمة ولن تحل وإنما تأتى في إطار المزايدات وإطار الضغوطات وباختصار يعنى الدعاية المضادة .
بمعنى كل ما يطرح من مبادرات لفتح معبر رفح هل هو فقط ضمن الحرب النفسية على حركة حماس ولا يحمل حلولا جدية؟
بالضبط هذا المعبر أداة من أدوات الحصار وأوراق الضغط الهدف منها هو الضغط على حركة حماس لتسليم السلاح لكسر إرادة المقاومة الفلسطينية هذه القضية دون مواربة و الرئيس عباس لا ينظر إلى معبر رفح وأن يستلم معبر رفح
عباس باختصار يريد أن يستلم معبر "كرم أبو سالم" الخاص بالبضائع لأنه يريد أن يحجب المنابع المالية والاقتصادية للحكم في غزة , أما قصة معبر رفح فهو لا يريد هذا المعبر وعرض عليه أن يأتي لهذا المعبر فرفض ولذلك هي ضمن ضغوطات سياسة تمارس على حركة حماس.
هناك تصريحات تقول أن حركة حماس لا تمانع بأن يكون هناك حل أو صيغة معينة لإدارة معبر رفح هل عرضت على الحركة مثل هذه الصيغ؟
لم يعرض علينا وليس هناك جدية في ما يقال أما نحن فقد عرضنا فليتفضل أمن الرئاسة الخاص بالرئيس عباس لاستلام المعبر فرفض ,وقلنا فلتستلم القوى الوطنية من خلال هيئة وطنية معبر رفح فلم يعبر أحد عن رغبته في ذلك بل قلنا فلتأتي الغرفة التجارية ورجال الأعمال لكي يستلموا المعبر أيضاً لم يتحمس أحد لذلك القضية أن موضوع معبر رفح موضوع معقد وهو موضوع سياسي وليس هناك أي طرف يرغب في أن يكون على المعبر.
ما دام هذا الموضوع معقد فالمصالحة أيضاً معقدة في هذا الإطار كان هناك بيان للجنة المركزية لحركة فتح تقول فيه أنه يجب إزالة كل مظاهر الانقسام من أجل إعادة الوحدة الوطنية؟
موضوع الانقسام هو قضية مفتعلة وقضية جبرية من قبل الدول الاستعمارية الكبرى المتحكمة في الملف الفلسطيني والدول الإقليمية لذلك الإرادة الإقليمية والدولية لم تنعقد لإنهاء المصالحة ومن هنا يعلم عباس تماماً أن المصالحة غير مقبولة إقليماً ودولياً ومن هنا كلما يقال عن المصالحة للاستهلاك المحلي ,فعملياً فتح تعطل المصالحة بإسناد من دول عربية ومن أمريكا وبإسناد ومن إسرائيل.
بخصوص الانتفاضة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي لايزال يصعد في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني لمزيد من التهويد للمسجد الأقصى ماذا تقول في هذا الموضوع؟
العدو الصهيوني يستغل حالة الارتباك وحالة الفوضى الموجودة في الإقليم والانشغال عن القضية الفلسطينية مستغلاً الظروف الإقليمية المحيطة وانعدام الخيارات العربية والإسلامية أمامه للتصعيد لحسم معركته المصيرية المرتبطة بالمدينة المقدسة والضفة الغربية ولذلك نحن نشهد هجمة غير مسبوقة على المقدسات الإسلامية وعلى الأرض الفلسطينية وهناك نوع من المحاصرة لعناصر القوة ضد شعبنا الفلسطيني في الداخل وكل هذه الأمور يستغلها نتيجة الأوضاع المحيطة في المنطقة.
في ظل عمليات التصعيد المتواصلة في الأرض المحتلة هل باعتقادك أن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططها وأن تقدم على توجيه ضربة إلى غزة أو امكانية تقويض السلطة الفلسطينية في رام الله؟
اعتقد أن وجود السلطة الفلسطينية هي تمثل أكبر ضربة للمقاومة لذلك انهيار السلطة ليس فيه مصلحة الكيان الصهيوني ومن هنا، حذر وزير الخارجية الأمريكي كيري من انهيارها لأنها مصلحة للكيان الصهيوني في أن يكون هناك سلطة ضعيفة تحت الابتزاز تحت الضغط وأن لا تصل الأمور إلى لدرجة انهيار هذه السلطة.
أما فيما يتعلق بمخططات الاحتلال لتوجيه ضربة لغزة فأعتقد أن الاحتلال يريد أن يثأر من غزة ويثأر لرد الاعتبار لكرامته التي انهدرت في حرب 2014 لكن هو يعلم الثمن الكبير الذى سيدفعه جراء هذا العمل لذلك أعتقد أن هذه المغامرة ليست قريبة قد تكون في المدى المتوسط أو البعيد لكن في المدى القصير الاحتلال ليس في وارد الأمر أن يقوم بهذه الجريمة ومع ذلك فنحن نتعامل مع الاسوأ في الخيارات ونحاول أن نكون على الاستعداد لأي مغامرة يمكن أن يقوم بها العدو الصهيوني.
اقرأ أيضا: