حمل "خليل الحية" القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، والحكومة الفلسطينية مسؤولية أزمة الكهرباء في قطاع غزة، داعيا الفصائل الفلسطينية لتشكيل لجنة رقابية على عمل شركة الكهرباء في القطاع للوقوف على حقيقة الأزمة.
جاء ذلك خلال مسيرة نظمتها حركة "حماس" في ساحة "الجندي المجهول" غربي مدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، تنديدا بـ"الاعتداءات الإسرائيلية" على المسجد الأقصى، واحتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي في القطاع بشكل شبه كامل.
وقال "الحية" في كلمته خلال المسيرة التي شارك فيها المئات من أنصار "حماس": إن "حكومة عباس بالضفة الغربية زادت من معاناة قطاع غزة بدلا من حل مشاكله، فالسلطة الفلسطينية تعرقل حل مشكلة الكهرباء المتفاقمة منذ سنوات".
وأضاف قائلا "على الحكومة والرئيس عباس تحمل المسؤولية تجاه قطاع غزة المحاصر وتزويده بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء".
واتهم السلطة الفلسطينية بـ"عرقلة" تنفيذ عدة مشاريع استراتيجية لحل مشكلة الكهرباء في غزة بشكل كامل، دون أن يذكر هذه المشاريع.
وأفاد "الحية" إن "مشكلة الكهرباء سياسية بامتياز تقودها شخصيات قابعة بالضفة الغربية متساوقة مع الاحتلال بحصار غزة".
ودعا "الحية" الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى تشكيل لجنة رقابية على عمل شركة الكهرباء ليتم معرفة الأسباب الحقيقية للأزمة.
وفي ذات السياق، تظاهر المئات من الفلسطينيين في ميدان الشهداء وسط مدينة رفح، بدعوة من حركة "حماس" احتجاجا على أزمة الكهرباء.
ورفع المتظاهرون رايات حركة "حماس"، ورددوا هتافات تطالب برحيل الرئيس "عباس"، والحكومة الفلسطينية برئاسة "رامي الحمد الله".
كما أحرق المتظاهرون مجسما للرئيس الفلسطيني، وصوره له كتب على بعضها "خائن"، مطالبين بإنهاء أزمة الكهرباء بشكل عاجل.
وكانت حكومة التوافق الفلسطينية قد نفت، في وقت سابق أمس، ضلوعها في تفاقم أزمة الكهرباء، التي يتعرض لها قطاع غزة، تزامناً مع إغلاق معبر كرم أبو سالم (المنفذ الوحيد لإدخال الوقود اللازم لتوليد الكهرباء)، بسبب الأعياد اليهودية.
وفي بيان صادر عن الحكومة، عقب اجتماعها الأسبوعي، قالت إنها ليست مسؤولة عن مشاكل انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، "وقد بذلنا أقصى الجهود لإصلاح شبكة الكهرباء المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع إمدادات الكهرباء، وإعفاء محطة توليد الكهرباء من ضريبة البلو".
وضريبة البلو، مفروضة على المحروقات، في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ويبلغ متوسط قيمتها قرابة 3 شيكل (0.77 دولار أمريكي) على كل ليتر من الوقود.
وانطلقت خلال الأيام الماضية، مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدد من مدن القطاع، للمطالبة بإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات.
وانخفضت ساعات وصل التيار الكهربائي في بعض مناطق قطاع غزة، إلى 4 ساعات فقط خلال اليوم.
وكانت سلطة الطاقة في غزة، أعلنت، يوم الأحد الماضي، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بشكل كامل بسبب نفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيلها، وعدم توريد كميات جديدة بسبب إغلاق السلطات الإسرائيلية لمعبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، لمدة خمسة أيام، لحلول "الأعياد اليهودية" (رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، و عيد العُرْش).
ويعاني نحو مليوني فلسطيني، يقطنون في قطاع غزة، من أزمة حادة في الكهرباء، متواصلة منذ العام 2006.
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، حتى تعمل مدة 24 ساعة، بينما لا يتوفر حاليًا إلا 212 ميغاوات توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 28 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، 60 ميغاوات".
اقرأ أيضًا: