رئيس التحرير: عادل صبري 10:26 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الجنائية الدولية هل تنصف الدوابشة؟

 الجنائية الدولية هل تنصف الدوابشة؟

العرب والعالم

من جنازة الدوابشة_ أرشيفية

الجنائية الدولية هل تنصف الدوابشة؟

سارة عادل 04 أغسطس 2015 19:22

الجمعة الماضية دفع الفلسطينيون" الثمن"، كما الحال من 1947 إلا أن الثمن يوما بعد يوم يصير باهظا أكثر فأكثر، حتى وصل إلى إحراق عائلة بأكملها مات رضيعها متأثرًا بحروقه، ولازال مصير البقية مجهولًا.


السلطة الفلسطينية من جانبها لجأت إلى المحكمة الجنائية الدولية وسط حالة من الجدل ما إذا كانت المحكمة ستنصف الفلسطينيين هذه المرة أم أن أوراق القضية ستضيع وسط مئات الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين العزل.

 

وعمت حالة من الغضب الأوساط الفلسطينية عقب الحادثة التي وصفت بأنها "ليست الأولى من نوعها"، فمجموعة أطلقت على نفسها مجموعة "دفع الثمن" رأت في الفلسطينين أهدافًا تستحق السحق إذا ما أقدمت حكومة الاحتلال على إجراءات  تثير غضب المستوطنين، تنطلق فلا تفرق بين شجرة زيتون وطفل رضيع، الكل هناك سيحرق مادام فلسطينيًا.

 

التسليح ورد الاعتبار مطالب رفعتها الفصائل الفلسطينية على اختلاف مذاهبها، فها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن يسعى لأن تكون القضية منظورة أمام المحكمة الجنائية الدولية، واصفا ما حدث بالإرهاب ومحملا حكومة الاحتلال مسؤوليته خلال اتصال هاتفي مع بينيامين نتياهو، بحسب مواقع صحفية تابعة لدولة الاحتلال.

 

الجريمة الأخيرة وصفتها صحيفة الإندبندنت البريطانية في الأول من الشهر الحالي بانها نموذج واضح لإصرار إسرائيل علي إتباع سياسة قتل " العزل " علي يد " إرهاب المستوطنين " ووصفت موقف حكومة نتنياهو حيالهم بـ " المتراخي " وأكدت أن الدولة " أصحبت غير قادرة علي كبح جماحهم ".

 

وطالبت صحف أوربية متعددة بضرورة محاسبة " الحاخامات المتطرفين " الذين ينشرون خطاب التحريض العنصري ضد الفلسطينيين ويدعون للعنف ويروجون لمقولات تؤكد أن " الشريعة اليهودية " تسمح بقتل الأطفال غير اليهود " لأنهم يشكلون خطر مستقبلي علي الدولة اليهودية.

 

الجنائية الدولية


 وفيما يعد خطوة على الطريق سلم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس المحكمة الجنائية الدولية ملفا يتعلق بالحادثة.


وقال المالكي في مقابلة مع إذاعة (صوت فلسطين) "أنهينا للتو اجتماعا مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وطاقمها الخاص بموضوع التحقيق في مكتبها في مقر المحكمة في لاهاي وقدمنا لها ملفا.. مرتبطا بالجريمة الأخيرة النكراء التي ارتكبت بحق الطفل علي دوابشة ".

 

وأضاف قائلا "ولكن عرجنا على موضوع إرهاب المستوطنين بشكل عام. ملف متكامل فيه العديد من المعلومات والمعطيات والوثائق والخرائط قدمناها لها (المدعية العامة) بشكل رسمي في مكتبها.. تسلمت هذا التقرير".

 

وقالت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، إنها ستبدأ باحتجاز مواطنين يشتبه في أنهم مارسوا العنف السياسي ضد الفلسطينيين دون محاكمة، في إجراء كان يقتصر على المشتبه بهم الفلسطينيين.

 

هل تنصفهم الجنائية؟


المحكمة التي توجه لها الفلسطينيون، محكمة الجنايات الدولية في مدينة لاهاي في هولندا أعلنت في إبريل الماضي رسميا انضمام دولة فلسطين، مما أتاح للفلسطينيين الملاحقة القضائية الدولية لإسرائيل بتهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، على الأقل من الناحية المبدئية.


بعد يومين  من طلب السلطة الفلسطينية الانضمام للمحكمة  أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ بلاده لن تسمح بمثول جنودها أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهم ارتكاب جرائم حرب محتملة ضدّ الفلسطينيين.


وزارة الخارجية الأمريكية وصفت الخطوة الفلسطينية بالتصعيدية، وأضافت أنها لن تحقق أي إنجاز يتطلع إليه الفلسطينيون. 

 

رد شعبي


وفي تصريح سابق لمصر العربية قال السياسي الفلسطيني أسامة شعث،إنه يدعو  أولا إلى رد شعبي فلسطين على الجريمة،  وثانيا دعوة الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس إلى الوحدة الوطنية وتنحية الخلافات الثانوية الفلسطينية جانبا حسب قوله.



وأضاف شعث نحن نتحدث عن نازيين جدد، وليس لأول مرة فمنذ فترة  اعتقل الطفل محمد خضير وحرق حتى الموت، بأن سكب البنزين في فمه، واليوم طفل عمره 18 شهرا وحرق بنفس الطريقة وهو ما يعد جريمة تفوق إرهاب الدولة.

 

وطالب شعث برد اعتبار للشعب الفلسطيني، محملا العالم العري والدولي مسؤولية ما يحدث نتيجة لصمته عما يحدث للفسلطينين.

 

ويرى شعث أن الحل الوحيد الممكن هو إزاحة الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب، لافتا إلى أن المجموعة التي نفذت العملية اسمها دفع الثمن، واتهم شعث وزراء حكومة الاحتلال ونتنياهو يدعمون هذه المجموعة، وواصفا المنفذين بالحيوانات المفترسة.

 

ودعا الجامعة العربية إلى أن تكون على مستوى الحدث، قائلا لا نريد قرارا جديدا إنما نريد تفعيل أي قرار سابق.

 

لاجديد

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبد ربه في مقال له بصحيفة إيلاف الإلكترونية أن جريمة حرق عائلة الطفل على الدوابشة تعد من جرائم الإبادة البشرية التي تقع في صميم اختصاص المحكمة كما تؤكد اتفاقية روما لعام 1998 التى تأسست وفق بنودها.

 

إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يعول كثيراً على المحكمة لعدم إنصافها القضية الفلسطينية في عدد من الجرائم السابقة مشيراً إلى أنه بعد أن انضمت السلطة الفلسطينية لن يتوقف بناء المستوطنات وجرائم إبادة البشر في القطاع لن تنتهي وجريمة العدوان علي المدنيين في الضفة والقطاع لن تصل إلي نهاية.

 

وأوضح أن جرائم القتل والتشريد وجرائم الإبادة التي تقوم بها دولة الاحتلال العنصرية، مُجرمه ومعظمها موثق ومسجل في أوراق وشرائط وتقارير من الصعب الطعن في عدم صحتها، خاصة أنه يجري بشكل يومي أمام وسائل الإعلام الأجنبية.

 

وأوضح أن التقارير الدولية المحايدة تعترف ان هذه الجرائم نتاج البيئة الاحتلالية التى تغذيها سياسات إسرائيل العنصرية وكذلك انعكاس حقيقي لما توفره حكوماتها المتعاقبة من حصانة سياسية وتأييد مادي ودعم معنوي لمجالس إدارة المستعمرات.

 

وأشار إلى أنها تعتبر محصلة لما توفره لها الدولة علي أرض الواقع من قوات مسلحة وأمنية لحماية الإرهابيين، ولشرعنة ما يقومون به من جرائم ضد الإنسانية.

 

دعوة للتروي

فيما أكد مندوب دولة فلسطين في مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشة، عرض ملفات الاعتداء على المقدسات والمسجد الأقصى والاستيلاء بالقوة على الأراضي الفلسطينية للاستيطان ، وجرائم قتل خمسة من المواطنين كان آخرها جريمة إحراق الطفل علي الدوابشة، على اللجنة المتخصصة بالتحقيق في جرائم حكومة الاحتلال في مجلس حقوق الإنسان في جنيف.


 

وأوضح خريشة في حديث لإذاعة موطني اليوم الثلاثاء:" أن وزير الخارجية د. رياض المالكي والوفد المرافق له قدم معلومات جديدة استكمالية وسلمها للمدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، إضافة للقائه مع عدد من الخبراء القانوني".


ولفت خريشة لآلية محكمة الجنايات الدولية القانونية وأشكال عملها، بالقول :" لا تقابل المحكمة تسليم ملفات الإدانة بإجراءات فورية وهي ليست مخفر شرطة ولا يجوز الاعتقاد أنها ستتخذ إجراءات فورية عند تسلمها ملف المعلومات".

 

 وأكد تقديم ملفات قضايا عدة منها جرائم قتل المواطنين وآخرها إحراق الرضيع علي الدوابشة، والاعتداءات على الأماكن الدينية والمقدسات كالمسجد الأقصى، واستيلاء إسرائيل على أراضي فلسطينية بالقوة لصالح الاستيطان والمستوطنين، وعدم التزام حكومة الاحتلال بالقانون الدولي بصفتها عضوا في الأمم المتحدة، داعيا الجمهور للتروي.

 

ورداً على المشككين بجدية توجه القيادة للجنائية الدولية قال خريشة:" يجب إعلاء صوت فلسطين وليس صوت حزب أو فصيل معين، ويجب أن يكون هناك حكماء وعقلاء، داعياً حركة حماس للانضمام للصف الفلسطيني من أجل القضية الفلسطينية.

 

اقرأ أيضًا:

.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان