تضرب موجة الحر الأراضي الفلسطينية حيث تصل درجة الحرارة لما يزيد عن 40 درجة مئوية، وما صاحبها من أزمة شديدة في توصيل التيار الكهربائي، جعلت سكان تلك "الكرفانات" الحديدية كمن يتقلب على صفيح ساخن، لكن هذه المرة بواقع مرير وليس وليس بضرب المثل.
"ماذا تفعل؟ " يرد الآخر " قاعد بتصبب عرق!"، هذا لسان حال المواطنين الذين يقطنون في "الكرفانات" التي كانت بديلا لبيوتهم التي فقدوها في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام 2014.
صفيح ساخن
على جانب من مدخل بلدة خزاعة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، يوجد حي "الكرفانات" إن صح تسميته بذلك، حرارة الجو تفوق معدلها الطبيعي بـ 10 درجات على الأقل، ظهراً شوارع البلدة خالية إلا من بعض المركبات التي تنقل المواطنين.
أعداد قليلة من المواطنين القاطنين بحي الكرفانات هم من بقي بالحي، أما الآخرين فتركوا "الكرفانات" وانتقلوا لأماكن تقيهم حر الصيف الشديد عليهم، الذي لم تتحمله عوائلهم.
المواطن أبو أيمن النجار، حيث اشتكى من قلة المأوى والأماكن البديلة التي قد يذهبوا إليها كي تقيهم حر الصيف الشديد، بحسب "وكالة فلسطين"
وأكد النجار أن غالبية السكان قاموا بالهرب من أجواء الحر في "الكرفانات" إما لمنازل أخري أو للمناطق المفتوحة، ومن تبقى هم الذين ليس لهم أي مكان يذهبوا إليه بسبب تدمير الإحتلال لمنازلهم وممتلكاتهم.
طالب الجهات الدولية والحكومية بضرورة الإسراع في إعادة الإعمار للبيوت المدمرة خلال الحرب الأخيرة ، مناشداً جميع المعنيين بالنظر بعين الرحمة لهم ولما يعانونه في هذه الأجوار الشديدة الحرارة.
وأوضح النجار أن عائلته الكبيرة تعاني من عدم وجود لها مأوى حتى اللحظة، فتعرض حيهم لإبادة كبيرة دون أن يجدوا لهم مأوى جيد يقيم حر الصيف وبرد الشتاء.
وتابع: "الكرفانات" ليست مؤهلة لتقيهم حر هذا الصيف الشديد، في في مثل هذه الأجواء تكون بمثابه "فقاسة" لا تصلح للمعيشة الآدمية الكريمة.
أين الحلول؟
من جانبه عبر المواطن أبو يوسف النجار أحد المواطنين المتضررين من الحرب الأخيرة، وقم تم هدم بيته المكون من طابقين، عن استيائه الشديد للمماطلة الكبيرة والوعودات الزائفة والكثيرة التي تلقوها من المسؤولين الذين كانوا يعدونهم بقرب انتهاء مشاكلهم ومعاناتهم المتكررة .
وطالب النجار كافة الجهات المعنية سواء في حكومة التوافق أو وكالة الغوث أو المؤسسات الدولية بالإسراع والعمل على حل معاناتهم، والابتعاد عن التجاذبات السياسية في التعامل مع ملف الإعمار.
وأشار "أبو يوسف" إلى أنه وفي ظل هذا الجو الحار مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتزايد، يكون الوضع كارثي إلى حد كبير، فلا يستطيع أحد المكوث ولو لدقائق معدودة داخل هذه الكرفانات.
يذكر أن بلدة خزاعة تعرضت لدمار واسع إبان العدوان الإسرائيلي الأخير، ودمرت المئات من منازلها وارتقى العشرات من أبنائها شهداء، فيما شهدت حصاراً دائم أكثر من أسبوعين عاثت فيه آليات الاحتلال وجرافاته خراباً واسعاً في المنازل والبني التحتية والأراضي الزراعية المنتشرة في البلدة.
اقرأ أيضا: