رئيس التحرير: عادل صبري 03:32 مساءً | الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 م | 28 ربيع الثاني 1447 هـ | الـقـاهـره °

"تأسيسي حزب الله”.. الطائفية تشعل لبنان مجددا

تأسيسي حزب الله”.. الطائفية تشعل لبنان مجددا

العرب والعالم

حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله

"تأسيسي حزب الله”.. الطائفية تشعل لبنان مجددا

وائل مجدي 19 يونيو 2015 11:33

قام لبنان ومنذ استقلاله على صيغة تتمثل بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وتمخض ذلك في "مؤتمر الطائف" الذي راعته المملكة العربية السعودية بين فرقاء لبنان، وتم إقراره في أكتوبر 1989.

وأقر مؤتمر الطائف مناصفة عدد مجالس البرلمان بين المسلمين والمسيحيين وكذلك مجلس الوزراء، على أن يكون رئيس الجمهورية ماروني ورئيس المجلس النيابي شيعي ورئيس مجلس الوزراء سني.

حزب الله



وجاء الطائف كذلك بمجموعة من القرارات التي لم تنفذ حتى اليوم ومنها : إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، إنشاء مجلس شيوخ على أن يترأسه درزي، واعتماد اللامركزية الإدارية، وقانون انتخاب عصري خارج القيد الطائفي.

ورغم اتفاق الطائف، تعيش لبنان حالة من الاضطراب السياسي، وذلك في ظل فشل مجلس النواب على مر عام كامل في انتخاب رئيسا للجمهورية، وذلك لخلافات طائفية تقودها قوى 14 آذار الحليف السياسي لحزب الله اللبناني.

ويسعى حزب الله -بحسب المراقبون- إلى فرض سياسة الأمر الواقع على اللبنانيين، كما يحاول فرض سياسة جديدة تدعم التواجد الشيعي في سدة السلطة اللبنانية.

ويحاول حزب الله اللبناني إلى إلغاء فكرة المناصفة بين المسلميين والمسيحيين ويسعى منذ فترة طويلة إلى الذهاب إلى "مؤتمر تأسيسي" جديد يطيح خلاله باتفاق الطائف، للوصول إلى صيغة جديدة تدعى "المثالثة" وتعني تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والموارنة.

وتأتي فكرة المثالثة والتي تحدث عنها حزب الله أكثر من مرة عن تكوين مثلث أضلاعه حسن نصر الله ممثلا عن الشيعة، وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل عن السنة، وميشال عون ممثلا عن المسيحيين.

المؤتمر التأسيسي

وكانت المرة الأولى التي سمع فيها القادة اللبنانيون بفكرة "المؤتمر التأسيسي" أثناء زيارة موفد وزير الخارجية الفرنسية جان كلود كوسران إلى لبنان في شهر يونيو 2007، بعد عامين من اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وجاء الحديث عن مؤتمر تأسيسي على لسان أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي اقترح على طاولة الحوار مطلع 2012 لمناقشة خيار بناء الدولة وتطوير الفكرة إلى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عنوانه بناء الدولة.

ووسط الفشل المتكرر على مر عام كامل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية تعالت أصوات سياسية مطالبة بالدعوة إلى "مؤتمر تأسيسي" زاعمين فشل اتفاق الطائف في وأد الصراعات القائمة.

وتحاول قوى 8 آذار في لبنان، وعلى رأسها حزب الله، المضي قدما في ملف "المؤتمر التأسيسي" منذ 2012 وحتى الآن، رغم الرفض الواسع للقوى السياسية اللبنانية على رأسها قوى 14 آذار.

عون والرئاسة



ويعد السياسي المسيحي ميشال عون أكثر الرافضيين لاتفاق الطائف، وأحد أهم الأذرع السياسية التي تسعى خلاله ميلشيات الحزب تنفيذ أجندتها الطائفية.

وكان قد دعا نائب الأمين العام لحزب الله إلى انتخاب عون رئيسا للجمهورية في لبنان.

وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن الفريق الآخر أمام خيارين، أحدهما العماد عون والثاني الفراغ الرئاسي.

وترفض "قوى 14 آذار" انتخاب ميشال عون، وتدعو إلى المشاركة في الجلسات النيابية وإجراء عملية الاقتراع.

وتعتبر قوى 14 أن حزب الله يساير عون سعيًا منه للوصول إلى حائط مسدود يفرض الذهاب باتجاه "مؤتمر تأسيسي".

تخريب لبنان

وقال النائب في تيار "المستقبل" عمار حوري أن الحديث عن مؤتمر تأسيسي يعني إنهاء لبنان الرسالة التي تحدث عنه بابا روما الراحل يوحنا بولس الثاني، وفتح الباب على كل أنواع المقامرة والمخاطرة التي ستنعكس سلبًا على جميع اللبنانيين والطوائف كافة.

وأكد حوري في تصريحات صحفية، أن لبنان دفع أثمانًا باهظة من الدماء والدمار قبل التوصل لتسوية اتفاق الطائف التاريخية، وبالتالي فإن أي دعوة لمؤتمر تأسيسي جديد قد يعرّضنا إلى ما لا يُحمد عقباه، ومن هنا نعتبر أن من يطرح الموضوع أو يؤيده لا يعي تمامًا خلفيات معدّية.

وأشار إلى أن حزب الله يدفع بشكل أو بآخر باتجاه المؤتمر التأسيسي سعيًا وراء المثالثة، لافتًا إلى أن حل الأزمة الحالية لا يكون بكتابة نصوص وقوانين جديدة بل بتطبيق القوانين ومواد الدستور الموجودة التي يرفض الفريق الخصم تطبيقها.

ومن جانبه قال النائب المسيحي إيلي ماروني إن حزب الله يجاري رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون”، لافتا إلى أن ما يقوم به عون هو الركض السريع باتجاه مؤتمر تأسيسي لتخريب كل لبنان وبخاصة المسيحيين.

وأشار إلى أن الحوارات تفشل لأن هناك ممنوعات تتمثل بالسلاح والحرب في سوريا والإستراتيجية الدفاعية.

نسف الاتفاق 

رياض عيسى الناشط السياسي اللبناني قال إن الأطراف اللبنانية لم تسع طوال السنوات الماضية إلى تطبيق جدي لاتفاق الطائف، بل هناك أطراف عملت ولا زالت إلى تعطيله.

وأضاف لـ "مصر العربية" أنه بعد الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2009 وعندما لم يحصل فريق 8 آذار على أكثرية نيابية تخوله من تشكيل حكومة منفرداً ولما لم يسمح لفريق 14 آذار بالحكم منفرداً ، حيث تأخر تشكيل الحكومة أشهراً عديدة وراحت تتعطل مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى، برزت أكثر الدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي يسعى من خلالها حزب الله وفريق 8 آذار إلى إعادة خلط الأوراق ونسف اتفاق الطائف والتركيبة بأكملها .

وتابع: "يهدف من وراء ذلك إلى إعطاء دور أكبر للطائفة الشيعية، إما عن طريق استحداث منصب نائب رئيس للجمهورية أو عن طريق المثالثة بدل المناصفة أو أفكار أخرى تعزز حضوره وإمساكه بمفاصل اللعبة السياسية بشكل أكبر عن طريق نصوص دستورية جديدة".

ومضى قائلا: "تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل المجلس النيابي والحكومة حالياً من قبل حزب الله يأتي في هذا السياق".

وعن المؤتمر قال إنه حديث قديم جديد كلما أراد فريق 8 آذار تبرير تعطيل المؤسسات يعود لفكرة المؤتمر التأسيسي وكأنها شماعة يريد من خلاله تحديد شروطه للعودة إلى طاولة المفاوضات والتحاور مع بقية مكونات الوطن.

وأنهى حديثه قائلا: "أخشى ما أخشاه أن يكون حزب اله وفريقه السياسي يضمر عكس ما يعلن.. فالحزب يسعى إلى إلغاء كل الآخرين والانفراد بالحكم، فهو اعتاد على سياسية التفرد، فهو يقرر حرب مع العدو الإسرائيلي مفرداً وهو يقرر التدخل في الحرب الدائرة في سوريا وهو يقرر شل الاقتصاد وتعطيل المؤسسات واجتياح بيروت وغيرها من القضايا".

وينقسم لبنان بحدة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة حيث يشارك حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام، ما يثير انتقادات خصومه.

وتدعم سوريا وإيران قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه)، بينما تحظى قوى 14 آذار بدعم السعودية والغرب.

وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو 2014، وشغر منصب الرئاسة منذ ذلك الوقت بسبب عجز مجلس النواب عن تأمين نصاب قانوني لانتخاب رئيس.

ويقاطع نواب حزب الله وحلفائه جلسات الانتخاب، ما يحول دون اكتمال النصاب المحدد بثلثي أعضاء المجلس (86 من 128)، داعين إلى "التوافق" على رئيس. ويطرحون اسم عون مرشحا توافقيا.

اقرأ أيضا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان