هدد الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور بالتدخل في سوريا في حال استمرت الاستفزازات من قبل السلطات السورية، مشدداً على أنه حان الوقت ليتحمل الرئيس السوري بشار الأسد "المسؤولية عن جرائمه".
وتحدث بروسور خلال جلسة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط فدعا المجلس إلى إدانة ما يحدث في الشرق الأوسط من اراقة للدماء وقمع وفوضى وعدم استقرار، وشجب الدول والجماعات والأفراد التي تعمل على إبعاد السلام عن المنطقة.
وقال إن أعمال العنف التي هزت سوريا ترسل الصدمات إلى المنطقة، حيث عاشت إسرائيل ولمدة عامين في حرب قد تهدد بالانتقال إليها، من قذائف الهاون التي تمطر على الشعب الإسرائيلي والدبابات والمدرعات السورية التي انتهكت المنطقة العازلة.
وذكر أن "القصص التي انبثقت من سوريا قد صدمت العالم، وفي هذه اللحظة بالذات يتم تعذيب الرجال والنساء والأطفال ويتم قتلهم على يد نظام الأسد الوحشي، في ظل هذا النظام فإن حكم البلاد بقبضة حديدية هو القاعدة للشعب السوري، وحان الوقت ليتحمل بشار الأسد المسؤولية عن جرائمه، إذ ان مئة ألف شخص تم ذبحهم وليس هناك نهاية في الأفق".
وأكد بروسور أن "إسرائيل قد أظهرت درجات من ضبط النفس وليس لديها نية في التدخل في الصراع في سوريا، ولكن اذا استمرت الاستفزازات من قبل السلطات السورية فإن إسرائيل ليس لديها خيار سوى الرد".
ولفت إلى ان "الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل غير مستقر، وقد قلت ذلك من قبل وسأقولها مرة أخرى، الأسد لديه أسلحة كيميائية وقد أثبت انه مستعد لفعل أي شيء للتمسك بالسلطة".
وشدد على أن الوضع أصبح أكثر خطورة من حقيقة ان الأسد قد استلم أنظمة أسلحة متقدمة، إن إسرائيل ببساطة لا يمكن أن تسمح لأسلحة من هذه الطبيعة بالوقوع في أيدي الجماعات الإرهابية مثل حزب الله".
ورحب السفير الإسرائيلي بخطوة الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحته "للمنظمات الإرهابية"، معتبراً ان هذا يمثل "خطوة هامة في سبيل إغلاق القنوات الأوروبية التي يستخدمها حزب الله لغسل الأموال وتمويل حملته من الإرهاب".
وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري، اعتبر في إفادة خلال الجلسة، انه "فيما تتفاقم الأزمة في منطقة الشرق الأوسط من خلال تدهور الكارثة الإنسانية في سوريا والتطورات السياسية الهامة في مصر، لا تزال عملية السلام في الشرق الأوسط حاسمة بالنسبة لمصير المنطقة".
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة موسعة حول الشرق الأوسط استمع خلالها إلى إفادة من سري حول آخر التطورات في المنطقة، بما في ذلك وضع المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية وتداعيات النزاع السوري على لبنان والأحداث الأخيرة في مصر.
وقال ان التقدم في عملية السلام ومزيداً من الدينامكية البناءة بين الطرفين سيكون لها آثار إقليمية سياسية إيجابية مهمة، ولكن استمرار الجمود سيقوض الأمل في حل الدولتين المتفق عليه.
وفي ما يتعلق بمحاولة تجديد حوار جدي بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية التي قام بها مؤخراً وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فأوضح سري "لقد أثنينا على الجهود الرامية إلى سد الفجوات بين الطرفين، ولكن ينتظرنا عمل أصعب، وكما أشار الوزير جون كيري، سيكون من المهم إحراز تقدم ملموس قبل مداولات الجمعية العامة في سبتمبر /أيلول المقبل".
وتابع "لقد كانت الأمم المتحدة واضحة في القول إنه لا يمكن توقع تقدم هذا العام إذا لم تتوفر أفق سياسية ذات مصداقية لتحقيق الحل القائم على دولتين، وبالمثل، فإن خطط دعم الاقتصاد الفلسطيني هي موضع ترحيب وهي في الواقع ضرورية، ولكن يجب أن تستكمل بتقدم على المسار السياسي".
وشدد سري على أن "لا أحد آخر غير الأطراف نفسها يمكن أن يتخذ الخيارات الصعبة اللازمة لتحقيق السلام، ولكن يجب على المجتمع الدولي والمنطقة أن يتعاونا بطريقة متضافرة وملتزمة لدفع عملية السلام قدماً".
ولم تخل إفادة سري من الإشارة إلى عمليات التفتيش والاعتقالات التعسفية التي مازالت تقوم بها القوات الإسرائيلية وكان آخرها اعتقال طفل فلسطيني عمره خمس سنوات.
وقال "على خلفية تقرير اليونيسيف الذي صدر في آذار/مارس الماضي بشأن معاملة الفلسطينيين أطفال على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية، نحن قلقون أيضاً من الاعتقال الذي جرى في مدينة الخليل يوم 9 من تموز/يوليو لصبي فلسطيني يبلغ من العمر خمس سنوات لعدة ساعات، بسبب رميه للحجارة، وقد أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يحقق في هذا الحادث ويراجع سياساته بشأن اعتقال الأطفال".
ووصف المنسق الخاص الوضع بالهادئ نسبياً ولكن بالمتوتر والمتقلب في نفس الوقت، قائلاً إن هناك مخاطر محتملة لزيادة عدم الاستقرار والعنف في الضفة الغربية خاصة بعد أن أبلغت قوات الأمن الإسرائيلية في 11 تموز/يوليو عن استيلائها على بندقية وذخيرة وقنبلتين خلال غارة قامت بها في مدينة نابلس.
وتطرق سري إلى الأزمة في سوريا وتداعياتها على المنطقة، مشيراً بأسف، إلى أن الأطراف المتحاربة لم تستجب إلى نداءات وقف العنف خلال شهر رمضان.
وقال إن التقارير الأخيرة عن انتصارات الجيش ينبغي ألاّ تخلق ثقة زائفة بأنه يمكن كسب الصراع عسكرياً، إذْ لا يمكن تحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري بالسلاح، ولكن فقط من خلال رؤية وقيادة جميع السوريين، الحكومة والمعارضة على حد سواء.
وفيما يتعلق بتداعيات الأزمة السورية على لبنان، ذكر سري أحداثاً متتالية نتج عنها عنف في مناطق لبنانية متعددة، وقال "بعد القتال في صيدا الشهر الماضي بين أنصار الشيخ السلفي محمد الأسير والجيش اللبناني، اعتقلت قوات الأمن العشرات من المشتبه بهم. ووجهت اتهامات لـ27، بمن فيهم الأسير، كما اندلعت أعمال عنف ذات صلة في طرابلس يوم 29 من حزيران/يونيو ومرة أخرى في 2 من تموز/يوليو، ما تسبب في ثلاث وفيات".
وأضاف أنه "في 9 يوليو، تسببت قنبلة في الضاحية الجنوبية الشيعية لبيروت بإصابة 53 شخصاً وبأضرار مادية جسيمة، وقد أصيب يوم 7 يوليو ثلاثة أشخاص، من بينهم جنديان، عندما انفجرت قنبلة قرب الهرمل، ويوم 16 من تموز/يوليو أصيب عنصران على الأقل من حزب الله في انفجار قنبلة مزروعة على طريق المصنع".
وتحدث عن استمرار هدوء الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل وعلى طول الخط الأزرق بشكل عام، لكنه لفت إلى ان اليونيفيل قدمت احتجاجا لانتهاك جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي للخط الأزرق في 12 تموز/يوليو لتأمين محيط قبر الشيخ عباد خلال زيارة قام بها الحجاج على الجانب الإسرائيلي، كما تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني بشكل شبه يومي.