رئيس التحرير: عادل صبري 07:43 مساءً | الأربعاء 04 يونيو 2025 م | 07 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

لهذه الأسباب.. تبتعد الجزائر عن القوة المشتركة

لهذه الأسباب.. تبتعد الجزائر عن القوة المشتركة

العرب والعالم

اجتماع رؤساء الأركان بالجامعة العربية

لهذه الأسباب.. تبتعد الجزائر عن القوة المشتركة

أيمن الأمين 01 يونيو 2015 11:46

رغم أن جيشها أحد أبرز الجيوش العربية وأهمها، والدولة الوحيدة التي تشهد استقرار نسبي عن جيرانها، إلا أنها أصبحت محط أنظار الجميع في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعدما ترددت أنباء عن طلب دبلوماسيتها تأجيل إقرار القوة العربية العسكرية المشتركة، وما سبقها من التمثيل "الضعيف" لها في اجتماعات رؤساء الأركان الذي احتضنته القاهرة منذ أيام، وما سبقه أيضاً من إعلان حكومتها عدم المشاركة في "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين..

إنها الجزائر البلد العربي الذي تفلت من مشاركة جيشه في الحروب التي تشهدها المنطقة العربية في الآونة الأخيرة.

 

الأحداث الأخيرة وضعت الجزائر في مرمى تساؤلات عدة بشأن الموقف الجزائري، فلماذ لم تشارك الجزائر في عاصفة الحزم؟ ولماذ لم يُمثل وزير دفاعها وفد بلاده في القاهرة واكتفائه بالمبعوث الدبلوماسي لدى الجامعة العربية؟ ولماذا تريد تأجيل إقرار القوة العربية المشتركة؟.

حروب المنطقة

المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أسباب عدة منعت الجزائر من المشاركة في الحروب التي تشهدها المنطقة العربية وكذلك طلبها بتأجيل إقرار القوة العربية المشتركة، أهمها: موقع الدولة وبعدها عن الأحداث، وثانيها: شعورها بالتابع والمهمش، وثالثها، فكر قادتها وعقيدتهم بعدم الزج بالجيش الجزائري خارج حدوده.


اللواء نبيل فؤاد

الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد قال إن الجزائر لها فكر خاص كغير الدول الأخرى، فهم يدرسون مواقف الدول على حدة، وبالتالي فقد يكون طلبهم تأجل القوة إقرار القوة العربية المشتركة بسبب النأي عن لعب دور التابع للقرار السعودي.

 

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن هناك عدة أسباب هامة تمنع الجزائريين من الدخول في حروب خارج أراضيها،وقد تدفعها إلى الابتعاد عن القوة العربية المشتركة أهمها: موقع الدولة البعيد تماماً عن الأحداث الجارية الآن، فالجزائر تبتعد عن الأحداث في اليمن ودول الخليج، فهي دولة على أطراف أطراف الأحداث، وليست متفاعلة فيها.

 

السبب الثاني: شعور الجزائر بأنها تابع دائم لقرارات الدول العربية، والتي ترى الجزائر أنها أقل منها بكثير، مثل السعودية، وبالتالي فالجزائر لا تريد أن تكون تحت الطلب.

 

السبب الثالث: الجزائر تدرس قراراتها السياسية بتأني، وبالتالي فهي لا تريد توريط نفسها في الحروب التي لا مصلحة لها فيها، كما أنها لا ترغب في معاداة دول تجمعهما المصالح، مثل إيران.

 

وتابع: الجزائر لها سياسة خاصة عن بقية الدول العربية، في تقديريها للمشكلات المُحيطة بها، وبالتالي فهي ترى أن غالبية الاتفاقات العربية العربية لم تنفذ، لذلك تتعامل مع العرب بنفس المنطق، مستبعداً مشاركة الجزائر في أي تعاون عسكري عربي مستقبلاً.

شؤون الدول

بدوره قال اللواء مصطفى الصوان الخبير الأمني، إن الموقف الجزائري غامض تجاه بعض القضايا المؤثرة التي تشهدها المنطقة العربية، فعدم مشاركتها في التحالف العرب ضد الحوثيين في اليمن، وكذلك طلبها تأجيل القوة العربية المشتركة يؤكد أن عقيدة الجيش الجزائري تمنعه من الحرب خارج حدوده إلا في الضرورة.

 

وأوضح الخبير الأمني لـ"مصر العربية" أن صناع القرار في الجزائر يرغبون في عدم الزج بقوتهم العسكرية في حروب قد تضر مصالحهم، مشيراً إلى أن طبيعة الجزائريين عدم التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى وهو ما يتبعه الساسة الجزائريين الآن.


قوات تابعة للجيش الجزائري

فيما رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، حسين بوقارة، أن كل مواقف الجزائر الخارجية سواء كانت عسكرية دبلوماسية وحتى اقتصادية، كان مردها إلى مجموعة مبادئ تكرست وصارت ثابتة حتى قبل الاستقلال من خلال بيان أول نوفمبر ومؤتمر الصومام ومؤتمر طرابلس، وأملتها اعتبارات داخلية وخارجية ودولية، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

 

وبحسب بوقارة، فإن غالبية مواقف الجزائر ظلت ثابتة عدا بعضها، الذي هو ذو صلة مع فترة الحرب الباردة. وقال في هذا الصدد: "مبادئ الجزائر بقيت ثابثة ولم تتغير بزوال الحكومات والأنظمة السياسية وهي عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية".

 

ويذهب بوقارة إلى التأكيد على أن الحديث بأن الجزائر قوة إقليمية بحكم جيشها واقتصادها، مصطلح يبقى غير دقيق وغير مرتبط بمتغيرات مادية ملموسة، مشيراً إلى أن قطر مثلا بمقياس ومؤهلات الدولة الإقليمية، لا تعتبر كذلك لكنها تلعب دوراً مهما، ولذلك مسألة القوة الإقليمية غير ثابتة، وذكر في هذا الإطار: "المحورية والإقليمية تحددها الاعتبارات الخارجية، وهي مرتبطة بطبيعة التأثير الخارجي للدولة".

ضربات استباقية

ويوضح الأستاذ بجامعة الجزائر أن الأحداث التي تحيط بالجزائر في دول الجوار غير واضحة الأهداف، وكذلك الشأن بالنسبة إلى حسابات الدول الكبرى في البلدان المستهدفة. وشدد على أن أي تدخل عسكري للجزائر خارج حدودها قد يجرها إلى مشاكل وأزمات كبيرة نحن في غنى عنها، واستطرد قائلاً: "من منطلق العقلانية والحذر في السلوك ينبغي للجزائر ألا تتدخل عسكريا بسرعة" وأضاف: "أنا شخصيا لا أرى أن قرار رفض التدخل عسكريا في دول الجوار قرار خاطئ".

 

وعن مسألة الاسبتاقية والوقائية التي قد تؤدي بالجزائر إلى التدخل عسكريا خارج حدودها لحماية أمنها، أكد بوقارة أن مؤشرات الخطر فعلاً موجودة على حدودنا وفي دول الجوار، خاصة في ظل الأخطار الجديدة المرتبطة بالمخدرات والسلاح، إلا أنها أخطار ليست موجهة صوب الجزائر فقط، ولكن نحو جميع الدول التي يمكن أن تمسها هذه الأخطار وفقاً للشرق الجزائرية.


جانب من اجتماعات رؤساء الأركان العرب

وترددت أنباء عن طلب الجزائر بعدم إقرار القوة العربية المشتركة في الوقت الحالي والتي اجتمع على إثرها قادة أركان الجيوش العربية في القاهرة منذ أيام.

 

وقال مصدر دبلوماسي جزائــري، إن بلاده طلبت في اجتماع قادة أركان الجيــوش العربــية الأخير بالقاهــرة، "تأجيل إقرار القــوة العربية العسكرية للتدخل، إلى أن يتم حل النزاعات العربية.

 

وأوضح المصدر في حديث لوكالة "الأناضول" إن الجزائر أبلغت الدول العربية باقتراحها خلال الاجتماع، معتبرة "أنه من الأفضل تأجيل إقرار القوة العربية العسكرية المشتركة للتدخل في الوقت الحالي".

 

وغاب قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، عن الاجتماع الأخير لقــادة الجيــوش العربية بالقاهـرة، وناب عنه سفير الجزائر بمصر وممثلها لدى الجامعة العربية، نذير العرباوي.

 

المصدر الدبلوماسي أوضح أن "ممثل الجزائر في اجتماع رؤساء الأركان طلب تأجيل البت في مشروع القوة العربية إلى غاية التوصل إلى حل للنزاعات المسلحة في الدول العربية مثل اليمن، وسوريا، وليبيا، وكذا حل مشاكل العلاقات العربية - العربية قبل اقرار هذا المشروع".

 

ورفضت الجزائر الانخراط في قوة التدخل العسكرية العربية؛ لأن دستور البلاد وكذا عقيدة الجيش الجزائري لا تسمح له بالمشاركة في عمليات عسكرية خارج الجزائر، حسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.

 

وكانت القمة العربية بشرم الشيخ اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء قوة عربية مشتركة، حيث دعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع بهدف بحث آليات إنشائها، بهدف خدمة القضايا العربية المشتركة، وحماية الأمن القومي العربي.

 

وترأس 20 قائدًا عسكرياً وفود بلادهم وهم (مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، جيبوتي، والسعودية، السودان، الصومال، العراق، عمان، فلسطين، قطر، جزر القمر، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، موريتانيا واليمن)، بينما رأس وفد الجزائر سفيرها بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.

 

وكانت رفضت الحكومة الجزائرية من قبل، التدخل العسكري في اليمن صراحة، على لسان وزير خارجيتها، رمضان لعمامرة، مطالبة بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
اقرأ أيضاً:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان