يلتقى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الأربعاء فى عمان عاهل الأردن الملك عبد الله الثانى ومسئولين من الجامعة العربية، غداة محادثات أجراها مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس تهدف إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام.

والتقى كيرى عباس لمدة خمس ساعات مساء الثلاثاء فى أحد الفنادق الراقية فى عمان وتناولا إفطارا رمضانيا، على ما أفادت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال مسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان أن الطرفين "تابعا محادثاتهما المستمرة منذ أشهر وتناولا التطورات الأخيرة فى أن عباس وكيرى "ناقشا كذلك تفاصيل خطة اقتصادية من شأنها أن تساعد فى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني" من خلال استقطاب نحو 4 مليار دولار فى الاستثمارات الخاصة فى الأراضى الفلسطينية.

وسيجتمع وزير الخارجية الأمريكى الأربعاء مع الملك عبد الله الثاني، قبل أن يغادر المملكة الخميس مختتما جولته.ووصل كيرى الثلاثاء إلى الأردن فى سادس زيارة له للمنطقة لإجراء مباحثات تهدف إلى إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين باستئناف مفاوضات السلام المباشرة المجمدة منذ ثلاث سنوات تقريبا.

ومن المقرر أن يطلع كيرى مسئولى الجامعة العربية ضمن اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية على نتائج جهوده لإحراز تقدم فى عملية السلام.

وتأتى زيارة كيرى وسط غضب إسرائيلى تجاه مبادرة للاتحاد الأوروبى تحظر على أعضائه تمويل مشاريع فى المستوطنات اليهودية.واعتبر مسئول إسرائيلى كبير أن هذا الإجراء يرجح أن يشكل حجر عثرة أمام جهود كيرى الدبلوماسية.وعلى عكس الجولات السابقة فى المنطقة لا تتضمن جولة كيرى الحالية أى لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.

وقال المسئول الإسرائيلى إن "البعض فى أوروبا يبدو عازما على تقويض هذا الجهد وتقويض فرصة العودة لمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وتساءل "لماذا يدخل أى زعيم فلسطينى فى مفاوضات إذا تلقى ما يريد دون التفاوض؟".

ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان بشكل تام والإشارة إلى حدود ما قبل الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى يونيو 1967، كشرط للعودة إلى المفاوضات. وترفض إسرائيل هذه الشروط وتدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة بدون "شروط مسبقة".

ووفقا لمسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية "لم يكن هناك أى إعلان عن استئناف المفاوضات عقب محادثات كيرى وعباس إلا إنهما اتفقا على البقاء على اتصال وثيق".

ومن المقرر أيضا أن يبحث كيرى مع قادة الجامعة العربية الاضطرابات فى مصر والصراع فى سوريا، فيما يتوقع أن ترسل الحكومة المؤقتة المصرية ممثلا عنها.ويدرس كيرى كذلك زيارة مخيم للاجئين السوريين فى الأردن، ما قد يجعله أول مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية يطلع عن قرب على مأساة صراع دخل عامه الثالث.

إلا أن إجراء هذه الزيارة غير مؤكد نظرا لأسباب لوجستية وأمنية.

وتقول عمان أنها تستقبل أكثر من 550 ألف لاجئ سورى بينهم نحو 150 ألفا فى مخيم الزعترى شمال المملكة منذ بدء الأزمة فى الجارة الشمالية.