مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية والتي ستجرى في 17 مارس القادم، تتنافس الأحزاب الإسرائيلية في كيفية إحكام السيطرة على المسجد الأقصى، ومدينة القدس، سواء بالاستيطان أو التخطيط لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم أو قيام قادة الأحزاب الإسرائيلية خاصة اليمينية، باقتحام الأقصى بشكل منظم، في محاولة للحصول على أصوات غلاة المستوطنين.
"مصر العربية" تفتح ملف تهويد القدس والانتخابات الإسرائيلية ومستقبل المدينة المقدسة في ظل السباق المحموم على تهويدها وتهويد أقصاها .
فقال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ"مصر العربية": "رغم أن وتيرة التهويد في الأساس مرتفعة ومتصاعدة، ولكن في فترة الانتخابات الصهيونية الأمور تزداد شراسة، والقدس تصبح حجر الزاوية والضحية، حيث يتنافس الجميع في إسرائيل على طرح المزيد من الوعود لمزيد من التهويد، ومصادرة الأراضي الفلسطينية والاعتداء على المسجد الأقصى".
وأضاف: "في فترة الانتخابات أصبحت القدس كالمزاد للمتنافسين على انتخابات الكنيست الإسرائيلي، الذين اتفقوا جميعا على أن تكون القدس نقطة الانطلاق، وهي الهدف والبوصلة بالنسبة لهم خلال الفترة القادمة".
وكشف خاطر عن مشروع خطير سينفذ في باحات المسجد الأقصى تحاك خيوطه من قبل الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات، وهو بناء كنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى، وقد بدأ تداول هذا الموضوع بقوة، وطرح للنقاش وسيتم المصادقة عليه في النهاية.
وأكد خاطر أن الحديث عن هذا المخطط يعتبر موضوع خطير، خاصة أن هناك إشارات ونوايا من القوى السياسية الإسرائيلية القادمة التي ستحكم دولة الاحتلال، وهي المؤثرة في المرحلة القادمة.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأوضاع في القدس باتت صعبة، خاصة للمسجد الأقصى المبارك في ظل مسلسل مسعور من عمليات التهويد.
وتابع خاطر: "اللافتات الصهيونية التي تحمل أسماء عبرية والتي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخل شوارع مدينة القدس وعلى بوابات الأقصى، هو إعلان صريح من قبل الاحتلال بأن المسجد الأقصى هو جبل الهيكل بالنسبة لليهود، وأصبحت تحمل دلالات خطيرة، وذلك يكشف أن الأمور أصبحت جدية على الأرض من خلال الخطوات التهويدية العملية للقدس والأقصى".
وأردف قائلا: "اليافطات لا تشير فقط لتهويد الأقصى, وإنما تشير أيضا للمخططات الصهيونية، وتكشف النوايا الخبيثة للاحتلال، وتضع النقاط على الحروف حول مساعي اليمين المتطرف في إسرائيل المتفقون جميعاً على تهويد القدس كعاصمة أبدية لدولة الاحتلال" .
بدوره قال الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين سابقا وخطيب المسجد الأقصى، لـ"مصر العربية": "القدس هي مركز الصراع مع الاحتلال، ولذلك نجد كل أقطاب السياسة في إسرائيل من يمين ويسار تلعب بورقة القدس في الانتخابات، وتجعل القدس وسيلة لجلب أصوات اليمين المتطرف، الذي يواصل عملية القتل واستباحة المسجد الأقصى، فنتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أعلن صراحة أنه سيقوم باقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في العاشر من الشهر المقبل قبل الانتخابات الإسرائيلية بأسبوع في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت عام 1994 ليؤكد أن الفكر الصهيوني واحد ".
وأكد التميمي أن الأحزاب الإسرائيلية شرعت بترجمة المخططات الخطيرة التي تحاك ضد الأقصى، من خلال وضعهم قبل أيام ليافطة على أحد أبواب المسجد الأقصى تحمل اسم "جبل الهيكل" وهي رسالة خطيرة ترسل للجميع من قبل إسرائيل بأن الأقصى هو جبل الهيكل، وهم كذلك ينفذون التقسيم الزماني والمكاني للأقصى على أرض الواقع بالاقتحامات اليومية من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بضوء أخضر من حكومة نتنياهو.
وأشار التميمي أن كل أقطاب السياسة الإسرائيلية يتسابقون على اقتحام الأقصى كورقة متاجرة رابحة في مزاد الانتخابات الإسرائيلية القادمة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في مقدساته وأرضه.
اقرأ أيضا: