كانت قارة أفريقيا لسنوات عديدة  ولا تزال مطمعًا للقوى الأجنبية، حتى إن القارة السمراء ظلت ساحة للتباري بين القوى الاستعمارية خلال القرن التاسع عشر.

وعلى الرغم من أن أسلوب الاستعمار ولى منذ زمن بعيد، إلا أن صورة أخرى دبت في القارة الافريقية من جديد، لاسيما أن الاقتصادات الافريقية من بين أبرز الأسواق الناشئة على وجه الكرة الأرضية، ما دفع القوى العالمية العظمى نحو التطلع إلى افريقيا من جديد.

ووضعت القوى العظمى العالمية افريقيا نصب أعينها، من أجل تأمين مواردها الرئيسية وتعزيز نفوذها والبحث عن شركاء استراتيجيين والنفاذ إلى سوق استهلاكية واسعة النطاق.

وعلى مدار العقد الماضي، اتقد حماس الصين تجاه الشراكة الاقتصادية مع الدول الافريقية بشكل كبير، حتى أن الصين تخطت الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح هي الشريك التجاري الأول والأكبر للقارة الافريقية، كما تجاوزت البنك الدولي لتصبح أكبر مُقرض وموفر للائتمان للقارة.

وبلغت قيمة التجارة الافريقية مع الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 100 مليار دولار أمريكي، مقابل 128 مليار دولار أمريكي مع الصين.

وبخصوص استيعاب الصادرات الأفريقية، استوعبت الصين ما قيمته 71 مليار دولار من الصادرات 66% منها للنفط، و30% معادن ومواد خام، بينما استوعبت الولايات المتحدة الأمريكية صادرات افريقية بقيمة 74 مليار دولار، 89% منها في صورة نفط.

أما فيما يتعلق بالواردات التي تتلقاها القارة السمراء، تشير الأرقام إلى أن القارة استوردت من الصين بقيمة 57 مليار دولار أمريكي، 47.4% منها في صورة سلع مصنعة، و42.1% منها في صورة آلات ووسائل نقل.

واستوردت أفريقيا من الولايات المتحدة بقيمة 21 مليار دولار أمريكي، 40% منها في صورة آلات ومع وسائل نقل، و12% منها أغذية وماشية.
ومع الاهتمام المتصاعد بالقارة، تتنافس قوى عالمية وإقليمية للنفاذ إلى موارد ومعادن القارة، خاصةّ من جانب البرازيل واليابان والهند وتركيا.