كتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم الثلاثاء، أن مصر انضمت إلى دعوات "الجهاد" ضد نظام دمشق بعد القرارات التى اتخذها الرئيس محمد مرسى فى مؤتمر "نصرة سوريا" السبت الماضى.
وأضافت أن الوقت الذى كانت تعرض فيه مصر "مساعيها الحميدة" لتسوية الأزمة السورية قد ولى، حيث أعلن الرئيس مرسى السبت الماضى قطع العلاقات الدبلوماسية نهائيا بين القاهرة ودمشق وذلك بعد يومين فقط من استضافة العاصمة المصرية، وعلى ضفاف نهر النيل، لمؤتمر كبار الشخصيات السنية التى تشجع على الجهاد فى سوريا.
واعتبرت "لوموند" أن الرئيس المصرى دفع بذلك بعض درجات "الحمى" الطائفية التى تخيم على الشرق الأوسط.
وذكرت انه وانطلاقا من ستاد القاهرة، حيث وجد الآلاف من أنصاره، أعلن رئيس الدولة قراره بقطع جميع العلاقات مع نظام الأسد، وهو ما من شأنه يؤدي إلى سحب القائم بالأعمال المصرى من دمشق وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة.
وأشارت إلى أن الرئيس مرسى وجه تحذيرا لـ "حزب الله" اللبنانى، المنخرط فى معركة القصير، والتى كان يسيطر عليها المتمردون قبل أن تسقط فى يد قوات الأسد فى وقت سابق من هذا الشهر، وهو ما يعد استفزازا في العالم السني، خاصة الإسلاميين.
وأضافت أن الرئيس مرسى قال فى كلمته إن "حزب الله يجب أن يغادر سوريا"، وإنه لامكان لحزب الله فى البلاد.
ورأت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من أن الرئيس المصرى لم يذكر "إيران"، الحليف الرئيسي لدمشق، في خطابه إلا انه ألمح وبطريقة غير مباشرة متهما بعض بلدان المنطقة بانها تقوم في سوريا بـ "حملة الإبادة المخطط لها".
واعتبرت "لوموند" أن تصريحات الرئيس مرسى تتناقض مع الجهود التي تبذلها الدبلوماسية المصرية منذ فصل الصيف 2012 والمبادرة الرباعية الاقليمية (التى طرحها الرئيس مرسى) والتى تضم إيران.. مضيفة أن المواقف التى اعلنها الرئيس المصرى بشأن سوريا تعكس أيضا توافق المواقف المصرية والسعودية حيث طالب الرئيس المصرى بفكرة إنشاء منطقة حظر الطيران، في حين انه كان يعارض أي تدخل أجنبي فى سوريا من قبل.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه قبل يومين من خطاب الرئيس مرسى، استضافت القاهرة الخميس الماضى العشرات من رجال الدين السنة، فى مؤتمر دعا للجهاد في سوريا، حيث اعتبروا أن انخراط إيران وحزب الله يمثل "إعلان الحرب على الإسلام والمسلمين".
وأضافت "لوموند" انه على الرغم من أن الحكومة المصرية لم تدع رسميا إلى هذا المؤتمر، إلا أن الموافقة على استضافته على أراضيها يعكس دعمه ضمنيا.