قالت القاضية كلثوم كنو أول امرأة تونسية في تاريخ البلاد تترشح لسباق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 26 نوفمبر القادم: إن ترشحها جاء ردا على مقترح حركة النهضة الإسلامية الذي طرحته على الأحزاب لاختيار رئيس توافقي وهي مبادرة اعتبرتها خطيرة وتنسف الديمقراطية الناشئة في البلاد.
ورغم أنها تخوض السباق مع سياسيين بعضهم كانوا معارضين بارزين في العهد السابق والبعض الآخر كانوا وزراء للرئيس المخلوع إضافة إلى رجال أعمال يتمتعون بإمكانات ضخمة فإنها تقول إن حظوظها للفوز وافرة وأنها تسعى لإعادة الاعتبار لدور رئيس الجمهورية وتحسين صورة تونس في الخارج والسهر على احترام الدستور.
كيف جاءتك الفكرة لدخول غمار السباق الرئاسي كأول امرأة تونسية تشارك في هذه الانتخابات؟
ترشحي جاء استجابة لطلب عديد من منظمات المجتمع المدني التي أكدت أن تونس اليوم في حاجة لامرأة تتمتع بالكفاءة والخبرة يمكنها من تبوأ هذا المنصب الهام حتى تجسد القرار السياسي.. وقد فكرت في الموضوع وأخذت هذا القرار خاصة بعدما طرحت حركة النهضة على الأحزاب السياسية فكرة ما يسمى بالرئيس التوافقي وقد اعتبرت أن ذلك شيء خطير ويضرب في الصميم الديمقراطية وحق المواطن التونسي في اختيار من يمثله واعتبرت أن هذا الاقتراح هو اقتراح رئيس للأحزاب وليس رئيسا للتونسيين وعندها أخذت قراري لإعلان ترشحي يوم 13 يوليو الماضي.
مبادرة حركة النهضة لم تجد قبولاً لدى أغلب الأحزاب ولكن مع ذلك هي ستعيد طرحها خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية هل تعبرين هذه المبادرة ضرب للديمقراطية؟
بطبيعة الحال لأنه عندما يتوافق الأحزاب على رئيس هذا مس لحق كل مواطن وناخب تونسي في أنه يختار بإرادة حر من سيكون رئيس البلاد وهي مسألة خطيرة لأننا اليوم نسير بالبلاد في اتجاه تحقيق الانتقال الديمقراطي وليس الرجوع بالبلاد إلى الوراء واليوم التونسيين لديهم درجة من الوعي تخول لهم التمييز بين مرشح ومرشح آخر ولا يجب بأي حال أن يفرض عليهم رئيس بذريعة أن هناك توافق بين الأحزاب سواء كانت جميعها أو أغلبها حول مرشح معين وهذا اعتبره نوع من الهيمنة الحزبية وقد أعلنت عن ترشحي كمواطنة مستقلة مدعومة من المجتمع المدني وناشطين في الحقل الحقوقي وقد ترشحت ليس بتزكية نواب المجلس التأسيسي وإنما بتزكية المواطنين كما يخول طلك القانون الانتخابي.
كم بلغ عدد التزكيات التي تحصلت عليها من قبل الناخبين؟
قدمت للهيئة العليا للانتخابات أكثر من 18 ألف تزكية رغم ن القانون يوجد 10 آلاف تزكية ولكن بعد ذلك كان هناك نوع من الغربلة لاستثناء التزكيات التي لا تتوفر في أصحابها صفة الناخب ولكن في كل الأحوال ملفي كان ملف المرأة الوحيد الذي تم قبوله رسميا وأنا المرأة الوحيدة المرشحة ضمن قائمة متنافسين بلغت 27 مرشحا إلى حد الآن في انتظار الإعلان عن نتائج طعون مرشحين آخرين.
أنت أول امرأة تونسية في تاريخ البلاد تترشح للانتخابات الرئاسية كيف تنظرون لهذا الأمر خاصة أننا نعيش في مجتمع ذكوري وهو تحد كبير بالنسبة للمرأة ولكن في نفس الوقت هو إنجاز للمرأة التي كانت محرومة من حقها في الترشح؟
صحيح أن ترشحي في حقيقة الأمر فيه رسائل عديدة للداخل أو الخارج. إلى الداخل رسالتي أن المرأة التونسية أصبحت قادرة ومنذ مدة على أن تكون في مواقع القرار السياسي لكن للأسف هناك نظرة ذكورية لا تزال طاغية ليس فقط للأحزاب التي نعتبرها لها نوع من التحفظ ولكن حتى في عديد الأحزاب التي تدعي بأنها ديمقراطية وتقدمية لأنها للأسف لا تشجع الكوادر النسائية الموجودة في أحزابها حتى تكون في مواقع متقدمة والدليل على ذلك أن القوائم المرشحة للانتخابات التشريعية لا يوجد فيها عدد كبير من النساء على رأس القوائم.
من جهة أخرى الرسالة المهمة التي أراها مهمة سواء في تونس أو في الوطن العربي الذي يشهد مدا كبيرا من الفكر السلفي الرجعي الذي يرغب ليس فقط في إعادة المرأة إلى الوراء وإنما المجتمع بأكمله إلى الوراء.
هناك من يقول أن المرأة لا تملك الكفاءة اللازمة للتبوء مواقع متقدمة في الدولة؟
هذا غير صحيح المرأة التونسية برهنت على كفاءتها في شتى المجالات في العمل والتعليم والدراسة غير ذلك ولا أظن أن مجال السياسة سيعيقها.
لماذا إذا تبقى نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية ضعيفة؟
لأن المجتمع التونسي لا زال مجتمعا ذكوريا ولم ينضج ما فيه الكفاية حتى يسمح للمرأة أن تدخل معترك الحياة العامة. في الحياة اليومية المرأة تشارك الرجل في العمل ولكن بعد ذلك الرجل يذهب خارج البيت لممارسة الحياة السياسية في حين تبقى المرأة مهتمة بشؤون البيت. المسألة مربوطة إذن بعقلية رغم أن المرأة مساهمة بجزء ما في تدني نسبة مشاركتها في الحياة السياسية بسبب عزوفها عن المشاركة والابتعاد عن النشاط السياسي. لكن الجزء الأكبر متسبب فيه الرجل لأنه يعيق المرأة بواجباتها المنزلية وغير ذلك وهذا للأسف في الأحزاب السياسية وحتى في النقابات حيث المرأة تتواجد في الدرجة الثانية والثالثة رغم أننا نستمع لخطب رنانة. لكن أكيد أن ترشحي وفوزي فيه رجة كبيرة لدى النساء والرجال ورسالتي ستكون بأن المرأة ليست مجعولة فقط في البيت أنها قادرة على التواجد في المجال العام وفي مواقع القرار السياسي.
كيف تقدرين رصيدك النضالي وما اكتسبته طيلة تجربة دفاعك على استقلال القضاء وهل تعتبرين أن لديك صدى قويا داخل المجتمع قادر أن يمنحك فرصة الفوز بانتخابات الرئاسة؟
صحيح أن رصيدي النضالي السابق للثورة ساعدني على جمع التزكيات وكان هناك عدد كبير من الناس الذين يعرفون مواقفي ومدى إصراري السابق للتصدي للهيمنة على القضاء واستعمالها كوسيلة للسلطة لضرب خصومها وهناك عدد كبير يعرفون ذلك ولن هناك من يسمعون باسمي ولا يعرفون شخصي ولكن الشيء الذي منحني بسهولة دخول المجال ولا أجد صعوبة كبيرة بالتواصل مع الناس هو أنه لا ينسب لي أي شيء لا مع النظام السابق ولا مع النظام بعد الثورة و لا ينسب إلي شيء يسيء لسمعتي أو رصيدي النضالي ولكن بصفتي امرأة اليوم رأيت عديد المواطنين في داخل البلاد يرون أن تونس في حاجة لمن يجمع التونسيين ويلم شملهم لأنه للأسف بعد الثورة عوضا أن نكون يد واحدة لإرساء نظام ديمقراطي ونتصدى لمظاهر التبعية والتخلف رأينا أن العامل الأيدلوجي طغى على المجتمع وقسم المجتمع التونسي لذلك فإن ترشيح امرأة مستقلة يكون له دلالة وضمانة للم شمل التونسيين.
كيف تقدرين حظوظ للفوز في الانتخابات مع مجموعة من السياسيين المناضلين ومجموعة من وزراء بن علي لديهم إمكانات مالية ضخمة؟
رغم أن المغامرة هي كبيرة فأنا أدخل المعركة ولا املك سوى راتبي ولئن كانت الناحية المادية هامة جدا لكن أنا لا أعول فقط على ذلك لأنني اعتبر أن المرشح الذي سيحاول استعمال المال والبهرجة هو مرشح لا يملك شعبية لدى الناخب.. وعندما يلاحظ الناخب أن هناك أموالا طائلة تهدر في حلمة انتخابية في وقت تحتاج فيها البلاد لكل مليم فهذا قد يكون له تداعيات عكسية.. وكما قلت لك أنا أجد بأن لدي مواصفات جدية لأني لم التبس لا مع النظام السابق ولا مع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة التي واجهت احتجاجات كبيرة بسبب أدائها وأخطائها.
كيف تقيمون أداء الرئيس الحالي المنصف المرزوقي هل تعتقدين أنه كان من متسببا في الصراع الإيديولوجي الذي قسم التونسيين أم أن الانتقادات التي تعرض لها تصب في إطار حملة سياسية وإعلامية مغرضة في حقه؟
في حقيقة الأمر رئيس الجمهورية الحالي فوّت على نفسه الفرصة في بعض الأحيان أن يكون جامع للتونسيين بالعكس كانت له عدة خطابات فيها من الحدة جعلت عديد التونسيين يأخذون موقفا ضدها ويعتبرون مواقفه ليس مواقف للتجميع وإنما للتقسيم وبطبيعة الحال هذا أثر على تونس وعلى صورتها في الخارج.
خبراء القانون يعتبرون أن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة مقارنة برئيس الحكومة فعلى ماذا سيرتكز عملك وصلاحياتك في حال فزت في الانتخابات؟
أنا امرأة قانون واحترم الدستور ولكن خلافا لما يعتقده الكثير من الناس بأن صلاحيات رئيس الدولة ضيقة وأقل بكثير من صلاحيات رئيس الحكومة اعتبر أن الدستور يخوّل للرئيس القادم بالإضافة إلى صلاحياته الأصلية في تمثيل السياسة الخارجية للدولة والأمن الخارجي أن يسهر على احترام الدستور الذي يشمل كل المجالات وبالتالي سأعمل على تفعيل هذه الصلاحية في حال تواجدت على رأس البلاد. سأعطيك مثالا على ذلك: في حال أصدر البرلمان القادم قانونا يتعارض مع الحريات التي يكفلها الدستور بإمكان رئيس الجمهورية أن يعترض على ذلك، كما أنه بإمكانه أن يعترض على مشروع موازنة تخصص عائدات كبيرة للتنمية لصالح مناطق ساحلية تعتبر ذات نمو أعلى من مناطق داخلية فقيرة وذلك لأن الدستور يكرس التمييز الإيجابي للجهات الفقيرة في مجال التنمية.
ما هي المحاور الكبرى التي ستركزين عليها في حملتك الانتخابية؟
سأركز على كل ما يشغل المواطن التونسي لاسيما المسألة الأمنية التي لا بد أن تعالج بنجاعة كبرى لأنه لا يمكن الحديث لا على اقتصاد ولا على سياحة ولا على استثمار في ظل غياب الاستقرار وبالتالي هي مسألة هامة جدا ولكن نظرتي لمعاجلة هذا الملف سأطرحه بالتدقيق عندما تنطلق الحملة هذا إضافة إلى أن برنامجي سيتضمن رؤية جديدة في التعاطي مع السياسة الخارجية لاسيما وأن فوز امرأة يبعث رسالة طمأنة للخارج بأن تونس لا يمكن أن تعود للوراء وأنها وضعت على طريق الديمقراطية وهذا سيسهل على تونس الحصول على الدعم الخارجي ولكن دون الرضوخ إلى التبعية أو المس من السيادة الوطنية.
شاهد الفيديو
اقرأ أيضا:
حفتر يهاجم الجيش المصري والتونسي في فيديو قديم
الغنوشي : لن تعود دولة البوليس إلى تونس
الأحزاب الدستورية بتونس: نفتخر بانتمائنا لـ بن علي
الكفراوي رئيساَ لبعثة سيدات يد الأهلي بتونس
شلاط تونس يحصل على جائزة مهرجان نامور ببلجيكا
فيديو.. الشوالي يستفز السنغال بالعقدة التونسية
تونس تنتزع نقطة من أنياب السنغال بالتعادل السلبي
بان كي مون:تجربة تونس الديمقراطية ستككل بنجاح
رئيس الوزراء التونسي السابق: ترشح النهضة للرئاسة وارد
مرشحو الرئاسة التونسية بانتظار التزكية السياسية
ليبيا تستعد للرئاسة.. وسط ألغام البرلمان والحكومة
بالفيديو ..أمين النهضة الجزائرية محمد ذويبي: المعارضة توحدت لتغيير النظام
بالفيديو..المرشح الرئاسي بتونس نجيب الشابي: لا للتحالف مع النهضة ونظام بن علي لن يعود
الانتخابات الرئاسية تؤجل صراع الثورتين في تونس
بالفيديو..عبد الرؤوف العيادي: حكومة النهضة وراء عودة فلول تونس