رئيس التحرير: عادل صبري 01:19 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

برلمانان وحكومتان و جيشان.. ليبيا تسير نحو الانقسام

برلمانان وحكومتان و جيشان.. ليبيا تسير نحو الانقسام

العرب والعالم

مسلحون ليبيون

برلمانان وحكومتان و جيشان.. ليبيا تسير نحو الانقسام

أيمن الأمين 25 أغسطس 2014 21:03

لبيبا إحدى دول المغرب العربي التي سارعت في إسقاط نظامها القمعي والاستبدادي الذي حكمها ما يقرب من 42 عاما تحت قبضة معمر القذافي عام 2011، فمنذ ذلك الحين والتآمر لم يخرج من الأراضي الليبية.

فالانقسام والاقتتال أصبح لغة الحوار بين الليبيين، فهنا قوات للواء المتقاعد خليفة حفتر تقاتل، وهناك قوات لثوار ليبيا المعروفة باسم "فجر ليبيا" تدافع، وبرلمان يعلن جلساته في طبرق مخالفة للدستور، ونواب آخرون يعلنون عودة المؤتمر العام، وحكومة هنا وأخرى هناك، ولا أحد يعرف مصير ليبيا الغامض الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات.

"جماعات إرهابية"

الأزمة الليبية اتجهت إلى مزيد من التصعيد بعدما ازدادت حدة التوتر والاقتتال بين ثوار ليبيا وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فثوار ليبيا أعلنهم البرلمان الليبي صاحب الأغلبية الليبرالية جماعات إرهابية محظورة، فاتجهوا لعمل برلمان مواز من الشعب، وتشكيل حكومة موازية منافسة للتي يرأسها عبدالله الثني المدعوم من البرلمان المنتخب حديثا، بعدما قرر نزع الشرعية عنه، داعين المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) إلى استئناف أعماله حفاظا على مكاسب ثورة 17 فبراير.

"دعم حفتر"

الأزمة الليبية ازدادت توترا بعد بسط الثوار الذين يهيمن عليهم التيار الإسلامي سيطرتهم على العاصمة الليبية ومطارها الدولي، واجتياحهم مقار خصومهم الليبراليين المتحالفين مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي منحه البرلمان الجديد صفة الشرعية من خلال دعمه في حربه على الإسلاميين.

الخلاف وصل إلى ذروته بين الأطراف الليبية المتنازعة بعد قرار البرلمان الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي اعتبار قوات "فجر ليبيا" و"أنصار الشريعة" جماعات إرهابية، بعد سيطرتها على مطار طرابلس، ودعمه عملية الكرامة بقيادة حفتر ضد هذه الجماعات التي اتهمت في المقابل البرلمان وحكومة الثني بالتورط بغارات على طرابلس شكلت انتهاكا للسيادة الليبية، كما قال ناطق باسم ثوار "فجر ليبيا"، داعيا المؤتمر الوطني إلى العودة لممارسة مهماته.

"عودة المؤتمر الوطني"

في المقابل استأنف المؤتمر الوطني العام الليبي جلساته بالعاصمة طرابلس، وكلف عمر الحاسي، القيادي بثورة 17 فبراير 2011، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وقال الناطق باسم المؤتمر الليبي عمر حميدان بعد إعلانه تجاوب البرلمان المنتهية ولايته مع هذه الدعوة، إن المؤتمر سيبحث في اجتماعه المقبل تشكيل حكومة أزمة انتقالية لتسيير شئون البلاد تمهيدا لحوارات حول تسليم السلطة إلى البرلمان.

وبرر حميدان هذه الخطوة بأن مجموعة النواب الذين اجتمعوا في طبرق خلال الأيام الماضية لم يتسلموا السلطة الشرعية وفق خريطة الطريق التي وضعها المؤتمر، ما شكل انتهاكا للإعلان الدستوري الموقت، مشيرا إلى أن القرارات التي اتخذتها هذه المجموعة لم تكن من اختصاصها، ومن بينها الدعوة إلى التدخل الخارجي وحل التشكيلات المسلحة للثوار، والتي تنتشر على نحو 85 في المائة من الأراضي الليبية.

وتابع الناطق باسم المؤتمر بأن اجتماع البرلمان في مدينة طبرق جاء لصالح الانقلاب الذي قاده حفتر على السلطة الشرعية في محاولة لتكرار تجربة دولة مجاورة.

"إخوان ليبيا"

أما حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، فاتهم مجلس النوب الليبي بـ"التحيز لطرف على حساب طرف" في الصراع الدائر في البلاد.

وقال الحزب، في بيان له، إنه "تلقى بقلق بيان مجلس النواب بشأن الأحداث الجارية بطرابلس الذي انحاز فيه لطرف على حساب الآخر في ظل جدل على دستورية جلساته، معمقا بذلك مزيدا من الانقسام بينه وبين أعضائه من جهة، وبينه وبين مكونات شعبية من جهة أخرى".

"شرعية البرلمان"

علي الجانب الآخر قال مستشار الجيش الليبي، محمد بويصير، إن الجيش الذي أخذ الشرعية من البرلمان المنتخب الجديد يستعد لمعركة طويلة مع المتطرفين، خاصة بعد سيطرة ميليشيات مصراتة على مطار طرابلس وحرقه، وأكد أن الجيش الوطني يدعو العالم للوقوف مع ليبيا في هذه المرحلة الخطرة التي يحاول فيها المتطرفون السيطرة على مقادير البلاد باستخدام القوة على الأرض، قائلا للأسف ليبيا تستعد لمرحلة صعبة سيكون فيها برلمانان وحكومتان.

"انقسام حتمي"

وقال الدكتور مصطفى السعداوي، أستاذ القانون والناشط الحقوقي، إن ليبيا تسير الآن نحو الانقسام، مضيفا أن فشل الانقلاب العسكري الذي يقوده حفتر جعل بقايا النظام السابق في ليبيا يتجهون نحو البرلمان وإسقاط ثورة 17 فبراير عن طريق هدم الثوار وإعلانهم إرهابيين.

وأوضح الخبير القانوني لـ"مصر العربية" أن ما حدث في مصر وحل البرلمان المنتخب في عهد الرئيس السابق محمد مرسي من قبل المحكمة الدستورية، يعاد تكراره في ليبيا، وإسقاط الدستورية الشرعية للثوار، قائلا إن هناك مؤامرات لهدم الحياة السياسية في ليبيا.

وتابع السعداوي بأن البرلمان الذي تم تشكيله في ليبيا بإرادة شعبية يجب ألا يخالف الوثيقة الدستورية التي انتخب على أثرها، قائلا إن الشعب الليبي ونظام حفتر قتل الديمقراطية التي اكتسبها الشعب بعد ثورته في 17 فبراير.

اقرأ أيضا:

ليبيا-عسكريا-ويحاور-الميليشيات" style="font-size: 13px; line-height: 1.6;">مؤتمر دول الجوار يقر عدم التدخل بليبيا عسكريا ويحاور الميليشيات

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان