كشف خبراء عسكريون وحقوقيون أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم كافة الأسلحة المحرمة في حربها ضد الشعب الفلسطيني، دون مراعاة للاتفاقيات الدولية التي تجرم تلك الأفعال، معتبرين أن صمت المجتمع الدولي دليل على تواطئه من الكيان.
استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً ضد فلسطين ليست المرة الأولى، فقد سبق للكيان ضرب غزة بقنابل عنقودية وأسلحة محرمة دولياً، وكأن الشعب الفلسطيني هو حقل تجارب الكيان لأسلحته المتطورة.
فمع بدء العمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي بدأها في السابع من يوليو الجاري ضد قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء القصف المتواصل على القطاع إلى أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى، من النساء والأطفال والشيوخ، في مجزرة ضد الإنسانية.
الجيش الإسرائيلي يخوض حربه على غزة بكامل قوته الأساسية، بخلاف استدعائه لأكثر من 60 ألف جندي من قوات الاحتياط.
"أمريكا تمول"
الخبير العسكري اللواء يسري عمارة، قال إن إسرائيل تستخدم كافة الأسلحة المحرمة دوليًا في حربها ضد غزة، فهي لم تحترم أي اتفاقيات طوال تاريخها، متسائلاً أين المجتمع الدولي من تلك الانتهاكات؟!
وأضاف الخبير العسكري في تصريحات لـ "مصر العربية" أن الولايات المتحدة تمد قوات الاحتلال الإسرائيلي بأحدث الأسلحة المحرمة، وفي نفس الوقت تعطيها الضوء الأخضر لاستخدامه حتى تحول الشعب الفلسطيني لحقل تجارب لأمريكا وإسرائيل.
وتابع عمارة أن القنابل الممنوعة والأسلحة السامة هي الخيار الأوحد لقوات الاحتلال لحربها ضد غزة، قائلاً أن إسرائيل ترفع شعار الموت للعرب.
"الغاز السام"
وقال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة هيثم أبو سعيد، إن "إسرائيل" استعملت أثناء بدئها بالعملية العسكرية البرية على غزّة الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين.
وذكر أبو سعيد في تقريره أن "إسرائيل" استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح، وأوضح أن السلاح المذكور ضمناً هو عبارة عن سلاح يعمل عبر امتزاج الفسفور فيه مع الأكسجين، وأن الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجاً ناراً ودخاناً أبيض كثيفاً .
وتابع قائلاً إنه في حال تعرض منطقة ما بالتلوث بالفسفور الأبيض يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على أجسام الأسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى إلا العظم.
وقال المسؤول الدولي، كما أشارت التقارير التي يتم التأكّد منها لجهة استعمال سلاح غاز السارين في المعارك الدائرة بالإضافة إلى الغاز الأبيض في المنطقة نفسها التي شهدت معارك عنيفة أثناء محاولة تقدّم للمشاة العسكرية "الإسرائيلية"، وهذا النوع من السلاح هو أحد غازات الأعصاب الصناعية مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية .
وتابع، وفيما لو ثبت استعمال ذلك تكون "إسرائيل" قد خرقت مرّة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دولياً والتي تُحرّم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة وتُحاسِب عليها القوانين الدولية المعنية في هذه القضايا.
وأضاف لقد باشرت المنظمة الدولية العمل على هذا الملف من خلال اللجنة القانونية الدولية لدى المحاكم الدولية من أجل التعويض المالي والمعنوي لذوي أهالي الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات الأخيرة في غزّة.
وطالب السفير أبو سعيد الدول الكبرى بالتدخّل فوراً من أجل وقف حمام الدم والقتل غير الإنساني وغير الأخلاقي الذي تنتهجه "إسرائيل"، كما طالب الدول العربية بعقد مؤتمر عاجل على مستوى رئاسي لوضع حلّ يضمن العيش الآمن للشعب الفلسطيني.
"تعيد حرب لبنان"
على الجانب الآخر كشف تقرير أعده فريق "ميديكا" الإيطالي عن وجود دلائل تشير إلى أن إسرائيل استخدمت في هجومها الحالي على قطاع غزة أسلحة مماثلة لما استخدمته ضد المدنيين اللبنانيين عام 2006، حيث أوضحت البروفيسورة باولا ماندوكا خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث أن هذه الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي "فتاكة وجديدة وغير معروفة".
ويظهر التقرير الذي أعده الفريق الإيطالي وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والقتلى الفلسطينيين، إذ أشار إلى أن الأسلحة الإسرائيلية تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية، وغير معروفة وكثيرا ما يطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجروح غير المألوفة التي تحتوي على شظايا صغيرة وغالبا غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية.
وأوضح التقرير الأممي أن 70 في المائة من حالات الوفاة بين صفوف الفلسطينيين منذ بداية العملية الإسرائيلية من المدنيين، من بينهم 30 في المائة من الأطفال، مشيرًا إلى الحاجة الملحة إلى 60 مليون دولار لتغطية الاحتياجات من الإمدادات الطبية والأدوية المستنفذة في قطاع غزة.
اقرأ المزيد..