أمر قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية (600 كلم جنوبي الجزائر)، اليوم الثلاثاء، بإيداع 18 شخصًا السجن لمدة 12 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة "الحرق العمدي لممتلكات خاصة وعامة وحمل اسلحة بيضاء"، حيث اعتقلوا خلال مواجهات مذهبية شهدتها المدينة، بحسب مصدر قضائي.

وقال المصدر إن "الأشخاص الذين سجنوا كانوا من بين 34 موقوفا على أيدي مصالح الأمن خلال أعمال العنف التي أندلعت الأربعاء الماضي بالمدينة".

وأسفرت هذه المواجهات بين العرب والأمازيغ الإباضيين عن مقتل 3 أشخاص وتخريب واسع لعشرات المحلات التجارية والمنازل.

وحسب المصدر القضائي "تقررالإفراج المشروط في انتظار انتهاء التحقيقات عن 15 متهمًا من الموقوفين الـ34، فيما تم تحويل متهم واحد إلى محكمة الجنح بتهمة التجمهر المسلح فقط".

وعاد الهدوء إلى كافة أحياء غرداية خلال الساعات الماضية حيث التزم كل من السكان العرب والإباضيين منازلهم وسط حضور أمني كبير، وفق شهود عيان.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الجزائرية حول ما ذكره المصدر القضائي.

ومنذ يوم 22 ديسمبر الماضي، تشهد غرداية، التي يقيم بها مواطنون أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي وعرب سنة يعتنقون المذهب المالكي، أعمال عنف مذهبية، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة المئات.

وعجزت السلطات الجزائرية عن معالجة الوضع رغم وجود الآلاف من عناصر الشرطة والدرك في المدينة.

ويجهل لحد الآن سبب هذه المواجهات التي تنشب من خلال مناوشات جانبية بين شباب الطائفتين .

وتتهم أحزاب وأعيان المنطقة جهات مجهولة بإذكاء الفتنة في المنطقة .

والأباضية هي أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال أفريقيا.