رئيس التحرير: عادل صبري 01:20 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تعذيب السجناء يفجر أزمة بين فرنسا والمغرب

تعذيب السجناء يفجر أزمة بين فرنسا والمغرب

العرب والعالم

ملك المغرب والرئيس الفرنسي

تعذيب السجناء يفجر أزمة بين فرنسا والمغرب

سناء عبيد 24 فبراير 2014 13:36

استدعت وزارة الخارجية المغربية سفير فرنسا في المغرب شارل فيري، لإبلاغه الاحتجاج الشديد للمملكة المغربية، على إثر معلومات تتعلق بشكوى حقوقية بحق المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني (المخابرات المغربية)، حول تورطه في ممارسة التعذيب لسجناء في المغرب.

وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية مباركة بوعيدة أكدت أن "المغرب يرفض رفضا باتا الطريقة الفرنسية الفجة التي تم اتباعها، والمنافية لقواعد الدبلوماسية المعمول بها، وكذا الحالات القضائية التي تم التطرق إليها، والتي لا أساس لها".

ووصفت الوزارة هذا الحادث بأنه "خطير وغير مسبوق" في العلاقات بين البلدين، ما من شأنه المساس بجو الثقة والاحترام المتبادل الذي ساد دائما بين المغرب وفرنسا"، قبل أن تؤكد أن المملكة المغربية "تطالب بإلحاح بتقديم توضيحات عاجلة ودقيقة بشأن هذه الخطوة غير المقبولة وبتحديد المسؤوليات".

وكانت جمعية حقوقية فرنسية تدعى "العمل المسيحي من أجل إلغاء التعذيب" تقدمت يوم الخميس لدى السلطات الفرنسية، بطلب اغتنام فرصة وجود عبد اللطيف حموشي في فرنسا، للاستماع إليه بشأن شكاوى رفعت في باريس تتعلق بوقائع تعذيب مفترضة في مركز احتجاز مغربي في مدينة تمارة، تابع للإدارة العامة المغربية لمراقبة التراب الوطني (المخابرات).

وكان الحموشي في زيارة رسمية لفرنسا برفقة وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، لحضور اجتماع رباعي مع كل من وزراء داخلية فرنسا وإسبانيا والبرتغال، واستغلت الجمعية والسلطات الفرنسية تواجده، وقامت باستدعائه من أجل الاستماع إليه في الشكاية المسجلة ضده.

 

تبادل الاتهامات

تحرك الجمعية الفرنسية جاء كما تدعي بناء على تقدم شابين مغربيين يحملان الجنسية الفرنسية، بشكوى خلال السنة الماضية، الأولى من طرف عادل لمطاسلي، يتهم فيها المغرب بتعذيبه، ويقول بأنه تم اقتياده إلى معتقل تمارة حيث قضى ثلاثة أيام، وتعرض للتعذيب وتم إرغامه على التوقيع على المحضر، وبعدها تمت إدانته بعشرة سنوات بتهمة التجارة في المخدرات، وتم ترحيله إلى فرنسا ليقضي العقوبة.

أما الشكوى الثانية فتقدم بها شخص يدعى النعمة أسفاري، يتهم فيها  عبد اللطيف الحموشي بتعذيبه وسجنه، وقال محامي أسفاري، جوزيف بريهام "نحن نتمنى ألا تضحي العدالة الفرنسية بمبادئها من أجل الحفاظ على العلاقة بين المغرب وفرنسا".

وفي نفس السياق، أفاد مصادر في الخارجية المغربية، أنه بالنسبة لعادل لمطاسلي، فقد تم توقفيه في مدينة طنجة (شمال المغرب)،  في 3 أكتوبر 2008، من طرف الدرك الملكي (الشرطة المكلفة بضواحي المدن) بعدما دبر عملية تهريب 1601 كجم من مخدر الحشيش، وقد حكم عليه بـ10 سنوات سجنا نافذا، ونقل في 16 أبريل 2013 إلى سجن فيلبنت في فرنسا لقضاء ما تبقى من مدة عقوبته، بحكم ما تقتضيه المواثيق الدولية لأنه يحمل الجنسية الفرنسية.

وأضاف المصدر أن " لمطالسي متابع أيضا في إسبانيا بشأن عملية توصيل 500 كجم من مخدر الجشيش، إلى مدينة هويلفا الإسبانية في يونيو 2008، وكان قد أدين بالسجن في فرنسا في قضية اعتداء وجرح عام 1998 لمدة خمسة أشهر.

أما بخصوص حالة النعمة أسفاري، أوضحت السفارة المغربية بفرنسا، أن الأمر يتعلق بمواطن مغربي يقضي حاليا عقوبة سجنية لمدة 30 عاما "لتورطه في أحداث تسببت سنة 2010، في مقتل 11 عنصرا من قوات الأمن المغربي، خلال عملية التفكيك السلمي لمخيم إكديم إيزيك قرب مدينة العيون (جنوب المغرب)، والذين تعرض بعضهم للذبح بوحشية والتمثيل بجثتهم".

وأشاربيان السفارة لأن "هذا الشخص ألقي القبض عليه، وتمت محاكمته في جلسات علنية بحضور العديد من الملاحظين الدوليين، ووفرت لها كافة ضمانات المحاكمة العادلة"، مشيرا إلى أنه خلال المعالجة القضائية لقضيته، "اعترف بالوقائع المنسوبة إليه، ولم يذكر في أي وقت من مراحل متابعته، وكذا أمام قاضي التحقيق والمحكمة تعرضه للتعذيب".

 

ردود الأفعال

سارعت فرنسا إلى استنكار طلب الاستماع للمدير العام لمراقبة التراب الوطني المغربي، بشأن اتهامات حول تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب، وعبرت عن ذلك بـ"الحادث المؤسف".

وأفاد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية رومان نادال، في تصريح صحفي بأنه "استجابة لطلب السلطات المغربية، طلبنا على الفور تسليط الضوء بأسرع وقت ممكن على هذا الحادث المؤسف، في إطار روح الصداقة المطبوعة بالثقة التي تربط بين فرنسا والمغرب".

وقال رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية محمد بنحمو، أن هذا الحادث "لم يحترم العلاقات المغربية الفرنسية التي تمر بمرحلة يطبعها التفاهم والتعاون الدائم بين البلدين".

واتهم بنحمو  ما أسماه "جهات خارجية"، بالسعي إلى التشويش على العلاقات المغربية الفرنسية، خاصة "في هذا الظرف بالذات حيث يقوم العاهل المغربي بزيارة إلى عدد من الدول الإفريقية".

ومن جهته اعتبر رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن تحرك الجمعية الفرنسية "ما هو إلا محاولة جديدة تحمل بصمات جبهة البوليساريو والجزائر، وتشكل بداية لتوجيه الإعلام الفرنسي بعد أن أصبح الرأي العام العالمي لا يثق في بعض وسائل الإعلام الإسبانية المتخصصة في الترويج لهذا النوع من المزاعم".

 اقرأ أيضاً:

"روك القصبة" يثير انتقادات حول "الصور النمطية" عن المغرب

وزير فرنسي: مقترح المغرب منح الصحراء حكمًا ذاتيًّا "جاد" 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان