أعلنت السعودية معارضتها لمشاركة إيران في مؤتمر "جنيف-2"، المرتقب عقده الأربعاء بشأن الأزمة السورية، وذلك بعد أن وجه إليها الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أمس، دعوة للمشاركة.
واعتبر مصدر مسئول في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الرسمية أن إيران غير مؤهلة لحضور مؤتمر جنيف 2 كونها لم تعلن رسمياً وعلنياً عن قبول إنشاء حكومة انتقالية ولأن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري.
وقال المصدر أن بلاده " كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة إلا أن دعواتها ذهبت دون استجابة ولذلك أيدت انعقاد جنيف اثنين على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات جنيف واحد وهو ما صدر في الدعوات التي أرسلت للدول المشاركة في المؤتمر".
وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف 2 بأنها تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم.
وأردف المصدر قائلا " وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات ، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف مما لا يؤهلها للحضور خاصة وأن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام".
وأكدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت من دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والتضحية التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه.
ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني "وليام هيغ"، أن سقف التوقعات لنتائج مؤتمر جنيف-2 المزمع عقده بعد غدٍ الأربعاء، "منخفض جدًا"
وأوضح "هيغ" أمام صحفيين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، قبيل مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أنه من المفيد أن تعلن إيران قبولها بشكل واضح بما يخص المرحلة الانتقالية في سوريا، مشيرًا أن الدعوة التي أرسلها الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" لإيران للمشاركة في المؤتمر، تمت على هذا الأساس.
وأضاف "هيغ" أن لا مشكلة بالنسبة لبلاده من مشاركة إيران في مؤتمر جنيف-2، فيما إذا وافقت على مقررات جنيف1، لافتًا أن مسار المفاوضات في المؤتمر سيكون طويلا وصعبًا للغاية، مع وجود تباين كبير في مواقف النظام والمعارضة.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجیة الإيرانية "مرضية أفخم"، قد أعلنت موافقة بلادها على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، دون أي شرط مسبق، بعد أن وجه إليها الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أمس، دعوة للمشاركة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قد أعلن، في مؤتمر صحفي بنيويورك أمس الأحد، دعوته إيران لحضور مؤتمر جنيف 2 للسلام، المزمع عقده في 22 من الشهر الجاري، قائلا إن وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف"، أخبره أن بلاده تفهم أن المؤتمر سيعقد بناءعلى تنفيذ بيان جنيف 1، وأكد له أن إيران ستلعب دورا إيجابيا في المؤتمر.
وبعد ساعات قليلة من تلك الدعوة، أصدرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "جين بساكي"، بيانا نشر على موقع الوزارة على الإنترنت قالت فيه، إنه يتعين إلغاء الدعوة الموجهة لإيران، إذا لم تعلن بشكل واضح وعلني، قبولها ما جاء في مؤتمر جنيف الأول، بما في ذلك إقامة حكومة انتقالية في سوريا.
وبعدها أعلن الائتلاف السوري المعارض تعليق مشاركته في مؤتمر جنيف 2، ما لم يتم سحب الدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة لإيران من أجل حضور المؤتمر، أو إعلان طهران التزامها بشروط المشاركة في المؤتمر، التي تشمل الموافقة على قرارات جنيف1.
وسبق أن توصلت مجموعة اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮل ﺳﻮرﯾﺎ، التي ﺗﻀﻢ اﻟﺪول اﻟﺨﻤﺲ داﺋﻤﺔ اﻟﻌﻀﻮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا) بالإضافة إلى ﺗﺮﻛﯿﺎ ودول ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إلى اتفاق جنيف1 ﯾﻮم 30 ﯾﻮﻧﯿﻮ 2012، الذي يدعو إلى حل الأزمة سياسيًّا عبر تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برلمانية وتعديلات دستورية، وبنود تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، وسحب الاليات العسكرية من المدن وفك الحصار عنها، غير أنه لم يشر إلى مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد أو ضرورة رحيله مع بداية المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا :
الغرب يرهن مساعداته لثوار سوريا بحضور "جنيف 2" –
فيديو.. هيج: على طرفي النزاع السوري حضور "جنيف