خلال حمله للطعام والمساعدات الإنسانية لبعض المناطق الفقيرة داخل القارة السمراء، تحديدا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لقي السفير الإيطالي لدى كينشاسا لوكا أتانازيو حتفه خلال هجوم مسلّح استهدف موكب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قرب غوما في شرقي الكونغو.
وأكد المتحدث باسم الجيش في منطقة شمال كيفو، الرائد غيوم دايك، أن شخصين آخرين قُتلا في الهجوم، بدون تحديد هويتيهما.
مراقبون أكدوا أن الكونغو الديمقراطية، والتي تعد ثاني أكبر بلد إفريقي مساحة بعد الجزائر، ينشط داعش على أراضيها بشكل كبير، حيث أعلن عن نفسه في عمليات كبيرة داخل كينشاسا، عبرهجوم شنه في أبريل 2019، على قرية حدودية مع الجارة الشرقية أوغندا، وقتل 8 من أفراد الشرطة.
صورة توضح مقتل السفير الإيطالي بالكونغو
وفي أكتوبر الماضي، هاجم داعش سجنا كبيرا شمال شرقي البلاد، وتمكن من إطلاق سراح 1300 سجين، مئات منهم من المتشددين، مما يرجح أنه يسعى لتجنيد مزيد من العناصر.
ولم يتمكن داعش في الكونغو الديمقراطية من الاستيلاء على بلدات مهمة، لكنه شن هجمات متفرقة، على مناطق شرقي البلاد، تنتشر فيها 12 جماعة مسلحة أخرى.
وبالرجوع إلى أزمة مقتل السفير الإيطالي، فقد أفادت وزارة الخارجية الإيطالية، بمقتل سفيرها لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية لوكا أتانازيو، خلال هجوم استهدف موكب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شرق البلاد.
وجاء في بيان الوزارة "بحزن عميق تؤكد وزارة الخارجية مقتل سفير إيطاليا لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية لوكا أتانازيو وجندي اليوم في غوما". وأفاد مصدر دبلوماسي في كينشاسا أن السفير قُتل بالرصاص.
ووقع الهجوم قرب غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في كينشاسا لوكالة الأنباء الفرنسية إن السفير لوكا أتانازيو "توفي متأثراً بجراحه".
وأكد المتحدث باسم الجيش في منطقة شمال كيفو الرائد غيوم دايك لوطالة الأنباء الفرنسية أن شخصين آخريَن قُتلا في الهجوم، بدون تحديد هويتي الضحيتين.
مقتل دبلوماسي تابع للأمم المتحدة داخل الكونغو، ربما يضع البلد الإفريقي أمام كارثة كبيرة. فالكونغو، ذلك البلد الغني بالثروات الطبيعية، يعد من أفقر بلدان إفريقيا، لذلك توصف العاصمة كينشاسا بأرض الثراء وبلد الفقراء.
وتعتبر الكونغو من أغنى بلدان القارة الأفريقية بالمعادن المتنوعة، وقد أدى البحث عن المعادن إلى نشوب صراعات بين المتمردين والجيش خلفت ما يربو على خمسة ملايين قتيل من البشر في العقد الماضي.
وتستخدم المعادن التي تزخر بها تلك الدولة ذات الشعب الفقير في صناعة الهواتف والرقائق الإلكترونية. ورغم أن الحرب الأهلية وضعت أوزارها، فإن المناجم المعدنية المنتشرة على عموم التراب الوطني لم تغير من واقع حياة الناس.
في سياق آخر، يتوقع البعض أزمة دبلوماسية بين إيطاليا والحكومة الكونغولية، ردا من روما على مقتل سفيرها في كينشاسا.
وقالت السلطات المحلية إن الهجوم كان جزءا من محاولة اختطاف، دون مزيد من التفاصيل، حسب المصدر ذاته.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى ساعة تحرير الخبر.
في الغضون، كشف موقع Actualite الإخباري الإيطالي، أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الإيطالي لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، استهدف قافلة لبرنامج الأغذية العالمي، وذكر المصدر نفسه أن القافلة وقعت في كمين منصوب من قبل مجهولين كانوا يخططون لخطف رهائن.
يذكر أن الكونغو، واحدة من البلدان الأفريقية المليئة بالجماعات المتشددة، لعل أبرزها جماعة "تعاونية تنمية الكونغو" أو "كوديكو"، وهي عبارة عن ميليشيا تنتمي بشكل رئيسي إلى إتنية ليندو التي يعتاش غالبية أفرادها من الزراعة، وقد اشتبكوا مراراً مع أفراد من إتنية هيما التي يعمل القسم الأكبر من أبنائها في التجارة وتربية المواشي.
ووفق تقارير إعلامية، فإنه في خضم انشغال العالم بالحرب على المجموعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي، برز فرع جديد لتنظيم "داعش" في الكونغو وبعض البلدان المجاورة لها.
واقتحم عناصر داعش سجنا كبيرا في الكونغو الديمقراطية، وأطلقوا سراح مئات السجناء بينهم مجرمون وعناصر متشددة.