رئيس التحرير: عادل صبري 11:04 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الشرطة تطارد أنصاره.. تظاهرات نافالني تهز عرش بوتين

الشرطة تطارد أنصاره.. تظاهرات نافالني تهز عرش بوتين

متابعات 27 يناير 2021 23:57

ضاعفت الشرطة الروسية التحقيقات والمداهمات ضد المعارض الموقوف أليكسي نافالني وأوساطه، قبل بضعة أيام من تظاهرات جديدة مقررة ضد الكرملين.

 

وجاءت العودة المفاجئة للمعارض الروسي الشهير إليكسي نافالني إلى موسكو ليتم اعتقاله على الفور، لتشكل مؤشرا جديدا على أن الرجل الذي نجا من الموت بأعجوبة بعد تعرضه لتسميم غامض، عازم على خوض معركته حتى النهاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وصاحت زوجة المعارض يوليا نافالني للصحفيين من نافذتها فيما كانت الشرطة تدهم شقتها في موسكو الأربعاء "لا يدعون المحامي يحضر، وقد حطموا بابي".

 

وكانت المحامية فيرونيكا كوليكوفا، التي جاءت بناء على طلب نافالنايا، تقف مساءً أمام باب المنزل الذي تمت مداهمته مع صحفيين عديدين بينهم صحفي من وكالة فرانس برس، ونددت بـ"انتهاك القانون" متهمة الشرطة بعدم السماح لها بالدخول "عمدا".

 

وتجري عملية مداهمة أخرى لمنزل الناطقة باسم نافالني كيرا يارميش، التي حُكم عليه بالسجن تسعة أيام، وفقا للمحامية. كذلك، تجري عملية دهم في مكاتب "صندوق مكافحة الفساد"، المنظمة التي أنشأها نافالني، على ما ذكر أحد المقربين منه ليوبوف سوبول على تويتر.

 

وقال مدير المنظمة إيفان جدانوف إن عملية دهم ثالثة تستهدف شقة أخرى للمعارض كان شقيقه فيها. وبحسب المصدر ذاته، تجري حملة المداهمات في إطار تحقيق لوزارة الداخلية في قضية انتهاك "للمعايير الصحية" السارية بسبب تفشي وباء كوفيد-19، بعد التظاهرات التي جرت السبت في روسيا بدعوة من نافالني.

 

ودعا أنصار نافالني إلى تظاهرات جديدة يوم الأحد المقبل، فيما من المقرر تنظيم تظاهرة أمام مقر الاستخبارات، حيث يتعين على نافالني المثول أمام القضاة الأسبوع المقبل ويواجه عقوبة السجن.

 

ويأمل المنظمون في أن تلقى التظاهرة النجاح نفسه الذي حققته التظاهرة التي جرت في 23 يناير، وشارك فيها عشرات الآلاف من الروس متحدين الحظر المفروض على التظاهرات.

من جهة أخرى، أعلن الجهاز الفدرالي لمراقبة الاتصالات "روسكومنادزور" أنه سيعاقب شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وتويتر وفكونتاكتي وأودنوكلاسنيكي ويوتيوب لسماحها بورود رسائل تحرض في نظره قاصرين على التظاهر تأييدا لنافالني.

 

وأعلن الجهاز أنه سيفرض على هذه الشبكات دفع غرامة تصل إلى 4 ملايين روبل (حوالى 52,600 يورو) لعدم إلغاء دعوات تحض القاصرين على المشاركة بالتظاهرات.

 

وأعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة التحقيقات ذات الأولوية اليوم الأربعاء فتح حوالى عشرين تحقيقا على ارتباط بالتظاهرات، ولا سيما في قضايا دعوات إلى إحداث اضطرابات وأعمال تخريب وشغب وعنف ضد الشرطيين وتحريض قاصرين على ارتكاب أعمال مخالفة للقانون.

 

من جانبها نددت وزارة الخارجية الروسية في بيان مساء الاربعاء ببث "أخبار مضللة عن روسيا" من جانب مجموعات الانترنت الامريكية التي تنتج "في شكل منهجي محتوى تحريضيا، تعمد السفارة الاميركية في موسكو لاحقا إلى بثه في شكل منسق". واضاف البيان أن مذكرة احتجاج في هذا الصدد سلمت الاربعاء لممثل للسفارة وتضمنت تحذيرا أن روسيا "تحتفظ بحق الرد".

 

وشهدت حوالى مئة مدينة روسية السبت تظاهرات شارك فيها الآلاف تلبية لدعوة نافالني وتخللتها حوالى 3900 عملية توقيف. واتهم المعارض نافالني في تحقيق نشره حول مكافحة الفساد الرئيس الروسي بامتلاك قصر فخم على البحر الأسود، الأمر الذي نفاه فلاديمير بوتين.

 

وكان نافالني اتهم أجهزة الاستخبارات الروسية بتسميمه بواسطة غاز أعصاب بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، وهي اتهامات ينفيها الكرملين. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على العديدين في أوساط الرئيس الروسي لاتهامهم بالضلوع في محاولة الاغتيال هذه.

 

وبعد الخضوع لعلاج وقضاء فترة نقاهة لخمسة أشهر في المانيا، عاد المعارض في 17 يناير إلى روسيا حيث تم توقيفه على الفور.

 

وسيبقى نافالني محتجزا على الأقل حتى 15 فبراير إذ يؤخذ عليه انتهاكه شروط المراقبة القضائية التي يخضع لها منذ عام 2014 من خلال انتقاله إلى الخارج لتلقي العلاج وهو ملاحق في عدة تهم أخرى منها "التشهير" و"الاحتيال". ويعتبر نافالني أن للملاحقات طابعا سياسيا ولا تتعدى كونها تضييقا قضائيا عليه.

واعتبرت صحيفة بيلد الألمانية، أمس الأربعاء، أن بوتين يعرف أن نافالني يمكنه الإطاحة بنظامه، مشيرة إلى أن قصة المعارض الروسي تشبه الفيلم الخيالي، لكنها حقيقية.

 

وأضافت أنه بعد خمسة أشهر من محاولة تسميمه بغاز الأعصاب السام، استقل المعارض الروسي نافالني طائرة من برلين إلى موسكو في 17 يناير، وكان يعلم أنه عند وصوله سيتم اعتقاله وأنه سيقبع في السجون لسنوات.

 

وتابعت: "يشعر كثير من الناس بالحيرة من نهج نافالني الشجاع، لكن شجاعته تفوق الخيال، فهو يتحدى بوضوح فلاديمير بوتين من خلال سفره إلى موطنه".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان