رئيس التحرير: عادل صبري 06:32 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بايدن وفلسطين.. تغييرات متوقعة لكن بحدود

بايدن وفلسطين.. تغييرات متوقعة لكن بحدود

العرب والعالم

بايدن يؤدي اليمين الدستورية

بايدن وفلسطين.. تغييرات متوقعة لكن بحدود

متابعات 20 يناير 2021 23:57

 

بعد أربع سنوات قلب خلالها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، معالم السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود تجاه الشرق الأوسط رأسا على عقب، سيرغب خلفه الديمقراطي جو بايدن في التراجع عن العديد من هذه التغييرات خلال فترة رئاسته، لكن حريته في المناورة ستكون محدودة.

 

ولفت تقرير لوكالة رويترز، إلى أن إسرائيل لا تخجل من تكريم ترامب الذي يحظى بإعجاب على نطاق واسع بين الإسرائيليين لدعمه القوي لدولتهم. لكن في الأراضي الفلسطينية، لم يتعرض أي رئيس أمريكي لهذا القدر من السب العلني مثل ترامب الذي صوره الفلسطينيون بأفظع الأشكال في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

 

وفي جلسة بمجلس الشيوخ لإقرار مرشحه لمنصب وزير الخارجية، أمس الثلاثاء، ألمح أنتوني بلينكن إلى أن مواجهة إيران ستكون محورية في أجندة بايدن الخاصة بالشرق الأوسط. لكن بلينكن أضاف أن الولايات المتحدة "ما زالت بعيدة" عن العودة إلى اتفاق 2015 النووي مع إيران، الذي يقيد برنامج طهران النووي، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد ترامب.

عودة العلاقات

وقال بايدن وفريقه إنهم سيستعيدون العلاقات التي قطعها ترامب مع الفلسطينيين باستئناف تقديم المساعدات لهم ورفض التصرفات الأحادية مثل بناء مستوطنات إسرائيلية على أراض محتلة. غير أن بلينكن أضاف أن السفارة الأمريكية ستبقى في القدس التي اعترف بها ترامب عاصمة لإسرائيل.

 

ويرجح أن تبقى أيضا الاتفاقيات الدبلوماسية الأربع التي توسط فيها ترامب بين إسرائيل ودول عربية، فهي تحظى في واشنطن بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي كما حققت اصطفافا استراتيجيا لدول الشرق الأوسط في مواجهة إيران.

 

وكذلك الحال بالنسبة لقبول ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها العالم. وسيتمثل التحدي الذي سيواجه بايدن في كيفية التراجع، ليس فقط عن سياسة عهد ترامب والاستقطاب الذي أحدثه الرئيس الذي قال إنه "فعل الكثير لإسرائيل"، وإنما عمل ذلك دون اتهامه بالانسحاب الكامل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

وقالت ميشيل دنّ، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها أمريكا، لرويترز "سيحاول (بايدن) أن يرسم لنفسه صورة تتسم بالنزاهة والتوازن". وأضافت "لا ريب في أن سياسات بايدن تجاه الشرق الأوسط ستكون مختلفة تماما عن سياسات ترامب. السؤال هو إلى أي مدى ستكون مختلفة عن سياسات (الرئيس الأسبق باراك) أوباما... أشك في أن بايدن يرى أن الصراع جاهز الآن لتدخل الدبلوماسية الأمريكية".

صديق نتنياهو

وكان ترامب ينسق بشكل كبير خطواته بخصوص سياسة الشرق الأوسط مع أوثق حليف له في المنطقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبالإضافة إلى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، أيّد ترامب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها.

 

وتفيد بيانات رسمية إسرائيلية حصلت عليها وزارة الخارجية الأمريكية وأطلعت عليها رويترز بأن استثمارات إسرائيل في مستوطناتها بالضفة الغربية زادت بنحو النصف بين عامي 2017 و 2019 مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة في حكم أوباما.

 

وقبل يوم من تنصيب بايدن طرحت إسرائيل عطاءات لبناء ما يزيد عن 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية إضافة إلى مئات الوحدات الأخرى التي أعلن عنها نتنياهو الأسبوع الماضي.

 

ودعا نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، الإدارة الأمريكية الجديدة إلى "اتخاذ موقف واضح من سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية المنفلتة إذا أرادت تحقيق الأمن أو الاستقرار في المنطقة".

 

وأضاف "الحكومة الاسرائيلية تعمل على قتل ما تبقى من أي إمكانية لحل الدولتين وتحاول وضع المزيد من العقبات والعراقيل أمام الإدارة الأمريكية الجديدة وأي جهد ستقوم به لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات".

قطع التمويل

وتوقفت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أمريكية في العام 2014 بعد رفض إسرائيل الالتزام بما تم التوصل إليه من تفاهمات للمضي قدما في هذه المفاوضات للوصول إلى سلام نهائي بين الجانبين.

 

وقال أبو ردينة "محاولات الحكومة الإسرائيلية الاستفادة من الزمن المتبقي للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها والتي وفرت غطاء لكل إجراءات العنصرية والعدوانية تجاه شعبنا لن تحقق لها الأمن أو الاستقرار".

 

وبلغت العلاقات مع الفلسطينيين مستوى غير مسبوق من التدهور بعد أن قطع ترامب تمويله السنوي البالغ 360 مليون دولار للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وخفّض المساعدات الأخرى للفلسطينيين وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة.

 

وعاد بلينكن للأعراف الدبلوماسية القديمة قبل ترامب في جلسة الاستماع المخصصة له في مجلس الشيوخ. وقال مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية "السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ولمنح الفلسطينيين دولة باسمهم هو من خلال ما يسمى بحل الدولتين". لكنه أضاف "واقعيا، من الصعب رؤية آفاق قريبة للمضي قدما في ذلك".

 

وفي غزة عبّر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن تفاؤله بالتغيير وعن تصوره أن المصاعب قد تخف بالنسبة للاجئين الفلسطينيين الذين تعتني بهم وكالته. وقال لازاريني لرويترز "لدينا بالفعل اتصالات غير رسمية مع الإدارة الجديدة القادمة. سمعنا في كل الرسائل التي نتلقاها أن هناك نوايا لاستئناف الشراكة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان