رئيس التحرير: عادل صبري 05:00 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صحيفة ألمانية: ترامب يقتل «أبرياء اليمن» ويترك لبايدن «دمارا»

صحيفة ألمانية: ترامب يقتل «أبرياء اليمن»  ويترك لبايدن «دمارا»

العرب والعالم

تدهور الوضع الإنساني في اليمن

هل ينزع بايدن فتيل الصراع الإيراني؟

صحيفة ألمانية: ترامب يقتل «أبرياء اليمن» ويترك لبايدن «دمارا»

احمد عبد الحميد 16 يناير 2021 20:16

رأت صحيفة نويس دويتشلاند الألمانية أنّ الحكومة الأمريكية المنتهية ولايتها بقيادة الرئيس الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب تقود اليمنيين إلى مجاعة، بسبب قرارها الكارثي الأخير بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

 

ويصف ديفيد بيزلي، مدير برنامج الغذاء العالمي، قرار وضع المتمردين الحوثيين على قائمة الإرهاب بأنه "حُكم بإعدام مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الأبرياء في اليمن".

 

وتشير الحقائق إلى أنّ الوضع الإنساني في اليمن كارثي،  ووفقًا للأمم المتحدة، يعتمد حوالي 80 بالمائة من السكان، أي 24 مليون شخص، على المساعدات الإنسانية.

 

وأضافت الصحيفة أنّ تحالف الحرب بقيادة السعودية يقاتل منذ سنوات ضد الحوثيين، المدعومين من إيران، بأسلحة مُصّنعة  في أوروبا.

 

وتشير التقديرات إلى أنّ 70 إلى 80 في المائة من سكان اليمن يعيشون في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، ولذلك من المرجح، بسبب القرار الأمريكي، أن تصبح رعاية اليمنيين المشردين بسبب الحرب أكثر صعوبة، وفقا لما صرحت به منظمات الإغاثة.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تحلى بالشجاعة وانتقد حكومة الولايات المتحدة، موضحا أن  دعم تحالف الحرب السعودي من قبل الولايات المتحدة ينسف عملية المصالحة التي بدأت في اليمن

 

بالإضافة إلى ذلك، يخشى وسيط الأمم المتحدة البريطاني، مارتن غريفيث، من "تأثير رادع" على جهوده للم شمل الأطراف المتصارعة، لكن، وبحسب التقرير، لم تكترث الولايات المتحدة  بالأمم المتحدة. 

 

وأعرب غريفيث يوم الخميس الماضي في إحاطة إلى مجلس الأمن عن بالغ قلقه إزاء تأثير هذا القرار على مساعي الأمم المتحدة في اليمن، مؤكدا ثقته بأن الإجراء الأمريكي سيؤدي إلى إحباط الجهود الرامية لجمع أطراف الأزمة حول طاولة واحدة.

 

وقال: "لم يكن الطريق إلى السلام في اليمن سهلا أبدا في الماضي لكنه أصبح اليوم حسب اعتقادي أكثر صعوبة مما كان قبل شهر. ولكن لا يزال هناك مخرج، وحتى بعد كل المآسي التي عانى منها اليمنيون، فإن السلام ممكن حين توفر الإرادة اللازمة لتحقيقه".

 

ومن الواضح أنّ إدارة ترامب تركز فقط على تصعيب الوضع أمام الرئيس القادم جو بايدن، وذلك لنسف مخططه تجاه العودة للاتفاقية النووية مع إيران، ولذلك  تترك وراءها دمارًا.

 

هل ينزع بايدن فتيل الصراع الإيراني ؟

 

وفي سياق الصراع حول البرنامج النووي الإيراني، نوّه تقرير لصحيفة دي تسايت الألمانية، بأنه عندما يتولى جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأسبوع المقبل، يمكن أن تكون الخيارات العسكرية فقط مطروحة أمامه على الطاولة، بدلاً من الاتفاق النووي.

 

وأوضح التقرير أنّه عندما كان جو بايدن نائبًا للرئيس باراك أوباما قبل أربع سنوات، كانت الدول العربية منقسمة بشدة، لكن تم تجنب الخطر الأكبر، وهو "شن حرب بسبب طموحات إيران النووية".

 

لكن الوضع اليوم بات على النقيض، وذلك بسبب تطبيع دول عربية مع إسرائيل، واتحادهم ضد إيران، وبرغم ذلك، فإن البرنامج النووي الإيراني  ما زال قائما.

 

وأضافت الصحيفة أنّ ''خطوات بايدن الأولى سيكون لها آثار بعيدة المدى، ليس فقط على المنطقة، ولكن أيضًا على أوروبا، التي يقع جزء منها في مرمى الصواريخ الإيرانية، وبالإضافة إلى ذلك، تشترك برلين وباريس في الاتفاق النووي مع إيران الذي دمّره دونالد ترامب، ولذلك فإنّ الوضع بات معقدا للغاية".

 

ورأت الصحيفة أنّه إذا كان جو بايدن يريد منع دوامة التصعيد، فعليه التصرف بسرعة كبيرة بعد توليه منصبه لإحياء الاتفاق النووي وإعادة مبدأ نزع السلاح إلى الشرق الأوسط، فليس لديه الكثير من الوقت، حيث سيحتفل الإيرانيون بعيد "نوروز" في مارس المقبل، وبعد ذلك تبدأ حملات الانتخابات الرئاسية في يونيو، وفي غضون ذلك، سيندفع المتشددون في طهران إلى الأمام بأسرع ما يمكن.

 

وإذا سارت الأمور بحسب رؤية المتشددين الإيرانيين، فستكون الخيارات العسكرية أمام بايدن مطروحة على الطاولة، بدلاً من العودة إلى الاتفاق النووي، وسيواجه بايدن بعد ذلك صراعًا شديد الخطورة، وضع ترامب فتيله.

 

وفي سياق التطورت الجديدة في الشرق الأوسط بعد اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، حذّر جيمس جيفري، مبعوث ترامب الخاص لسوريا، من إفساد إرث ترامب في الشرق الأوسط، الذي يهدف إلى تعزيز وضع إسرائيل في المنطقة لاحتواء التوسع الإقليمي لإيران، لكنه لم يذكر للأسف أنّ الوضع بات قابلا للانفجار، والحديث للصحيفة.

 

 وتابعت الصحيفة: "قدّم ترامب لشريكه الشعبوي بنيامين نتنياهو ثلاث هدايا ثمينة، وهي: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة للمستوطنات في الضفة الغربية، وإجبار الدول العربية، بما في ذلك السودان، لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

 

ولذا بات نتنياهو لا يكترث بالفلسطينيين، ولم يعد مضطرًا لمنحهم أي شيء، لأنه حقق بالفعل كل ما يريد، وبهذه الاتفاقات، تنمو إسرائيل لتصبح قوة عليا في المنطقة ذات صناعة عالية التقنية.

 

 العرب منقسمون برغم التوحد ضد إيران

 

واستطرد التقرير أنّ العرب متحدون ظاهريّا فقط، لكنهم في الواقع منقسمون، فبعد عشر سنوات من اندلاع الربيع العربي، لا تزال  المشاكل القديمة، التي اندلعت بسببها الثورات، قائمة مثل الفساد والبطالة و نظام الترهيب. 

 

وقد يبدو إنهاء الحصار، الذي فرضه الإماراتيون والسعوديون على قطر، وكأنه وحدة، لكن في الواقع، ما زال يواصل العرب نهح عدم الثقة في بعضهم البعض. 

 

إضعاف إيران سيكلف ثمنًا باهظًا

 

وأردف التقرير: "كان الدبلوماسي الأمريكي جيمس جيفري، مبعوث ترامب الخاص لسوريا، محقًا عندما قال إنّ إيران اليوم أضعف مما كانت عليه في 2018، لكنه تغافل أنّ هذا يأتي بثمن باهظ، وهو استئناف إيران برنامجها النووي وإعلانها عن رفع نسبة  تخصيب اليورانيوم  إلى 20 في المائة. 

 

ووفقًا للاتفاقية النووية لعام 2016، تم السماح لإيران فقط بتخصيب نسبة 3.67 في المائة فقط، ولذلك بات الوضع خطيرًا للغاية، لأنّ تخصيب نسبة 20 في المائة هي الخطوة الحاسمة لبناء  أسلحة نووية. 

 

ويهدف القانون الذي نظّمه المتشددون في طهران إلى الحد من عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهم بذلك يريدون استبعاد العودة إلى الاتفاق النووي.

 

وبناء على ذلك، فإنّ "إرث دبلوماسية  ترامب الخطير في الشرق الأوسط"، قائم على ''تقوية إسرائيل وجعلها مسلحة نوويًا"، و"إضعاف إيران مما سيقودها لتصنيع أسلحة نووية في وقت قياسي"،  و"منح ثلاث دول عربية  التمكين الذاتي النووي"، وباختصار يمكن وصف الوضع بأنه "تسلح لجميع الجهات"، وفقًا للصحيفة.

 

رابط النص الأصلي

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان