رئيس التحرير: عادل صبري 11:37 صباحاً | الاثنين 01 سبتمبر 2025 م | 08 ربيع الأول 1447 هـ | الـقـاهـره °

بين التفاؤل والتشاؤم.. هكذا يرى خبراء ألمان مستقبل الشرق الأوسط

بين التفاؤل والتشاؤم.. هكذا يرى خبراء ألمان مستقبل الشرق الأوسط

العرب والعالم

مستقبل الشرق الأوسط يتعلق بصراع إيران والسعودية

هل تندلع حرب في الخليج؟

بين التفاؤل والتشاؤم.. هكذا يرى خبراء ألمان مستقبل الشرق الأوسط

احمد عبد الحميد 28 ديسمبر 2020 20:20

سردت صحيفة زوددويتشه تسايتونج الألمانية تنبؤات خبيرين ألمانيين بشأن تطورات الأوضاع مستقبلًا في منطقة الشرق الأوسط. وجاءت توقعات الخبيرين متفاوتة، أحدهما كان متفائلًا والآخر متشائمًا.

 

نظرة التفاؤل: لن تندلع حرب

 

أصبح أولريش تيلجنر معروفًا كصحفي تلفزيوني، ولا سيما بعد تقاريره أثناء الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، والآن، ألّف الصحفي كتابًا جديدًا يُلقي فيه نظرة شخصية على منطقة الشرق ألاوسط بأكملها تحت عنوان "الحرب في الشرق و فشل الغرب"، والذي يُفنّد السياسات الفاشلة للولايات المتحدة وإخفاقات أوروبا في المنطقة المؤججة بالصراعات. 

كتاب "الحرب في الشرق و فشل الغرب"

 

وأوضح الكاتب والصحفي الألماني في كتابه أنّه على مدى عقود، شهد الشرق الأوسط إنفاذ المصالح الاقتصادية والسياسية بالوسائل العسكرية، والتعاون القائم على المصلحة مع الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، والآثار السلبية لصادرات الأسلحة إلى المنطقة، وعدم تحمل المسؤولية عن النتائج، خاصةً في أزمة اللاجئين.

 

ويقصد الكاتب بكلمة ''الغرب'' في المقام الأول الولايات المتحدة الأمريكية، التي هيمنت على الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بتدخلاتها الفتاكة في أفغانستان والعراق، ويُصوّر الصراعات في اليمن وليبيا وسوريا والفصول المتعلقة بالإرهاب والربيع العربي والصراع الإيراني - الأمريكي.

 

ويعتقد تيلجنر أنّ حكم العائلة المالكة السعودية "مُعرّض للخطر"، مشيرًا إلى مشاكل اقتصادية وسياسية قد تؤدي إلى ذلك،  لكنه لم يذكر سوى القليل عن الدستور السياسي الحالي للمملكة ودور ولي العهد المثير للجدل، محمد بن سلمان.

 

وفي مؤلفه، توقّع الكاتب استراتيجية إعادة الإعمار للغرب، والتي سيتم كسب النفوذ بها مرة أخرى، لكنها لا تزال بعيدة المنال. ويصف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بأنها "مُرجحة" على المدى الطويل. 

 

وفي الفصل الأخير من الكتاب، يتطرّق الكاتب إلى الاضطرابات السياسية العالمية الواضحة في الشرق الأوسط، ويتوقع نهاية الهيمنة الأمريكية، وصعود الصين، ويناقش قضايا أخرى مثل تغيّر المناخ، وتآكل القانون الدولي، وتأثير وباء كوفيد 19 على العالم.

 

 ولفت تيلجنر المتفائل إلى أنّ "الناس في الشرق الأوسط سيجدون القوة لبناء مستقبل جديد لأنفسهم على أنقاض السياسات الغربية الفاشلة". 

 

نظرة التشاؤم: اندلاع حرب

 

ألّف جويدو شتاينبرج، وهو خبير متمرس في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة، كتابًا يحمل عنوان "حرب الخليج"، والذي يدور حول "الصراع الأساسي" بين المملكة العربية السعودية وإيران، والذي أصبح النقطة المركزية لجميع الجهات الفاعلة في المنطقة تقريبًا، والذي حلّ منذ فترة طويلة محل صراع العقود السابقة، وهو  "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

ويوضح شتاينبرج أيضًا التحالفات الجديدة التي نشأت، والتي لم يتم التعبيرعنها إلا في اتفاقيات التطبيع الحديثة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.

 

ويشير إلى أنّ القوة السابقة "مصر" فقدت نفوذها منذ فترة طويلة، حيث أصبحت جزءًا من التحالفات الخاصة بإيران.

 

وفي الجزء الأول، يُقدّم شتاينبيرج تحليلات مفصلة للغاية للتاريخ الحديث والتكوين الداخلي للقوتين المهيمنتين إيران والسعودية، ويُفنّد التشوهات السياسية الداخلية المعقدة و سيناريوهات التهديد الإقليمي المتغيرة. 

 

ضرورة اندلاع حرب

 

ويؤكد شتاينبرج أنّه ستكون هناك حرب بسبب دور إيران والمملكة العربية السعودية في الصراعات الإقليمية في سوريا واليمن والعراق.

 

 وفي الجزء الأخير من الكتاب، يتناول شتاينبيرج عواقب التوترات في الخليج على العالم، مشيرًا إلى أنّ الصراع  السعودي الإيراني تأجّج بعد عدم الاستقرار الناتج عن الربيع العربي.

 

ويرى الخبير الألماني أيضًا أنّ أهم تحوّل جيوسياسي في المنطقة هو الانسحاب الأمريكي، والذي بدأ قبل ترامب، حيث تتجه اهتمامات الولايات المتحدة الآن نحو آسيا، لافتًا إلى أنّ الانسحاب الأمريكي خطأ كبير، لأنّه سيؤجج الصراع. فعلى سبيل المثال، كان الهجوم الإيراني على محطتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص في سبتمبر 2019، والذي لم ترد عليه الولايات المتحدة في البداية، نقطة تحول.

 

ويُنهي شتاينبرج فصل "الحرب القادمة بين إيران والسعودية" بشكل متشائم للغاية في ظل فشل الاتفاق النووي وسباق القدرات النووية في الخليج، ويرى أنّ السباق النووي سبب كافٍ للتصعيد، فمن وجهة نظر القيادة الإيرانية على وجه الخصوص، سيظل التسلّح النووي هو الضمان الأكثر فعالية ضد تغيير النظام من الخارج، ولذلك فإنّ الحرب لا يمكن تجنبها.

 

ويُحذّر الكاتب أوروبا قائلًا: ''سيكون من المهم إعادة التفكير في الكيفية التي يمكن بها للسياسات الألمانية والأوروبية مواجهة سيناريوهات الحرب القاتمة المحتملة في الشرق الأوسط''.


رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان