قالت إذاعة دويتشه فيله إنّ واشنطن بعثت إشارة تحذيرية لطهران بإرسالها قاذفتين استراتيجيتين في سماء الخليج العربي.
%20(4)%20(1)%20(1)%20(1)%20(1)%20(10)(1).png)
وكانت القاذفتان بعيدتا المدى من طرازB-52 ، اللتان أقلعتا من لويزيانا بالتوقيت المحلي مساء الأربعاء الماضي، تُحلقان في السماء لمدة 36 ساعة، قبل أن تنحنيا أخيرًا على الجزء الغربي من الخليج الفارسي بالقرب من قطر والبحرين، لتمر بعد ذلك عبر المملكة العربية السعودية، وبقيتا على مسافة آمنة من الساحل الإيراني.
وأعلن الجيش الأمريكي أنّ طائرات من الدول الثلاث (قطر والبحرين والسعودية) رافقت القاذفتين في رحلتها في المنطقة.
وقال بيان صادر عن قائد القيادة الإقليمية الأمريكية لشمال إفريقيا ، والشرق الأوسط وآسيا الوسطى إنّه يجب على المعارضين المحتملين للولايات المتحدة أن يفهموا أنّه لا توجد دولة على وجه الأرض لديها قدرة أكبر من أمريكا لنشر قوة قتالية بسرعة في حالة حدوث عدوان.
استعراض القوة الأمريكية في الخليج بين تاريخين مؤلمين بالنسبة لإيران
ويجري استعراض القوة العسكرية الأمريكية في الخليج بين تاريخين مؤلمين بالنسبة لإيران، أحدثهما كان منذ أسبوعين عندما قُتل محسن فخري زاده، رئيس البرنامج النووي العسكري في عملية اغتيال يُزعم أنّ إسرائيل خططت لها، ويصادف مطلع يناير القادم الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بطائرة أمريكية بدون طيار في العراق.
إشارة لحسن تعاون الخليج مع واشنطن
وأوضحت الإذاعة أنّ مهمة القاذفات الاستراتيجية واندماجها السريع مع العديد من الشركاء الإقليميين يبعث إشارة لإيران بتعاون دول الخليج الوثيق معها والتزامهم المشترك بالأمن والاستقرار الإقليميين.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية تغريدة على تويتر بتسجيلات إطلاق القاذفات الضخمة ذات الثمانية محركات، والتي يمكن أن تكون مجهزة بقنابل نووية.
وتم استخدام قاذفة B-52 بالفعل في حرب فيتنام وما زالت تعمل كرمز للولايات المتحدة في استراتيجيتها العالمية.
مصير طهران يعتمد على خطواتها القادمة في البرنامج النووي
يعتمد المسار المستقبلي لواشنطن تجاه إيران في المقام الأول على خطواتها القادمة في القضية النووية. ووفقًا لتقارير أمريكية، فإنّ طهران ستقوم بتخزين المزيد من اليورانيوم المخصب بشكل أكثر من ذي قبل. بالإضافة إلى ذلك، تم منع مفتشي الأمم المتحدة من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وبعد وقت قصير من اغتيال فخري زادة، أعلنت إيران أنّ الولايات المتحدة ضالعة في ذلك، وكتب المرشد الأعلى علي خامنئي على تويتر أنّه على القيادة الإيرانية ملاحقة الجريمة ومعاقبة الجناة ومن أمر بها.
وفي مؤتمر افتراضي استضافه منتدى "ديفينس ون" الأمريكي الموالي للحكومة، قال الجنرال الأمريكي ماكنزي إنّه يفترض أنّ القيادة الإيرانية مترددة في كيفية الرد على مقتل عالمها النووي الكبير، مضيفًا أنّه ليس من مصلحة طهران الرد أو الهجوم بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومع ذلك، أشار الرئيس روحاني إلى أنّ إيران ستفي بالتزاماتها بموجب الاتفاقية النووية مرة أخرى بمجرد قيام الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا جو بايدن، بالعودة إلى الاتفاق.
سياسة "الضغط الأقصى" الأخيرة لترامب
لا تزال إدارة ترامب في السلطة، وهي التي وافقت على إرسال قاذفات بعيدة المدى ومجموعة مقاتلة لحاملة الطائرات إلى الخليج العربي.
وكتب المراقب السياسي علي هاشم في مجلة "المونيتور": "في الأسابيع الأخيرة من ولايته، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وضع بصمته على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لأنه يريد استمرار العقوبات حتى أيامه الأخيرة في المنصب والضغط على إيران تصعيب الأمور على الرئيس المنتخب جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي''
وأضاف هاشم أنّ ترامب يحاول أيضًا الضغط على إيران من خلال الأنشطة الدبلوماسية الإقليمية لمستشاره جاريد كوشنر، والذي حاول خلال محادثاته في قطر والمملكة العربية السعودية في بداية ديسمبر التوفيق بين الدولتين، ووضعهما في جبهة مشتركة ضد إيران.
تراجع الدول عن الاعتماد على الولايات المتحدة
إذا قامت دول الخليج بتطبيع علاقتها مع بعضها البعض، فسيظل أيضًا من المشكوك فيه اتخاذ هذه الدول موقفًا مشتركًا بشأن إيران.
وبحسب رأي محللة الشرق الأوسط سينزيا بيانكو، خبيرة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لا تهتم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتصعيد مع إيران، إلا إذا قامت واشنطن بردع عسكري لها.
وأضافت بيانكو أنّه في صيف عام 2019، عندما فشلت الولايات المتحدة في الرد على الهجمات الإيرانية المزعومة على ناقلات النفط الإماراتية ومنشآت إنتاج النفط السعودية، أدركت دول الخليج أنّ الولايات المتحدة كانت تقلص مشاركتها في المنطقة، وأنّه يجب عليها بالتالي أن تتولى مصالحها الأمنية بنفسها بقوة أكبر.
وتابعت: ''لم تعد دول الخليح ترى ضمانات أمنية لها مقدمة حصريًا من الولايات المتحدة، ولذلك اتجهت إلى روسيا والصين وكوريا الجنوبية واليابان. وبالنسبة للأوروبيين أيضًا، ترى دول الخليج دورًا إيجابيًا في المحادثات مع إيران، لأنّه من المفترض أن يكون للأوروبيين نفوذ على طهران بموجب الاتفاق النووي''.