رئيس التحرير: عادل صبري 10:12 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صراع تيجراي وإريتريا.. كيف تحولت المحبة إلى عداوة؟

صراع تيجراي وإريتريا.. كيف تحولت المحبة إلى عداوة؟

العرب والعالم

تيجراي وإريتريا صراع يمتد لعقود

صراع تيجراي وإريتريا.. كيف تحولت المحبة إلى عداوة؟

وائل عبد الحميد 01 ديسمبر 2020 22:27

غاصت مجلة «كونفرسيشن» الأسترالية في خضم  تاريخ العلاقة المعقدة بين تيجراي وإريتريا وكيف انقلب الطرفان على بعضهما البعض رغم تحالفهما السابق للإطاحة بالنظام الماركسي الذي كان يحكم أديس أبابا.

 

وتابعت: "في خضم صراع داخلي متزايد بين إقليم تيجراي وحكومة آبي أحمد،  يبدو تبادل الصواريخ بين جبهة تحرير تيجراي وإريتريا بمثابة تذكير صارخ بالعداء التاريخي التي ما يزال يعيد تشكيل إثيوبيا".

 

ووصفت المجلة العلاقات التاريخية بين إريتريا وإثيوبيا بـ«شديدة التشابك» لا سيما بين تيجراي ووسط إريتريا.

 

وأوضحت: "هاتان المنطقتان تحتلان الكتلة الصخرية المركزية للقرن الأفريقي، كما أن المتحدثين باللغة التيجيرية يمثلان العرقية السائدة في كل من تيجراي ومرتفعات إريتريا المجاورة لها".

 

وبدأ الأمر في سبعينيات القرن المنصرم  عندما تأسست جبهة تحرير تيجراي لمواجهة النظام الماركسي الاستبدادي الذي كان يحكم أديس أبابا والذي شن هجمات عنيفة استهدفت الملايين من سكان  تيجراي في ذلك الوقت.

 

وواجه هذا الهجوم مجموعة من حركات التمرد المسلحة ومجموعات سياسية واجتماعية في إثيوبيا وإريتريا.

 

وشهدت الفترة المذكورة تقاربا اوليا بين جبهة تحرير  شعب تيجراي وجبهة تحرير إريتريا التي تأسست عام 1970 وحاربت من أجل الحصول على الاستقلال من إثيوبيا.

 

وبالفعل، ساعدت الجبهة الإريترية في تدريب بعض مقاتلي تيجراي عامي 1975 و1976 في ظل كفاحهما المشترك ضد  قوات الحكومة الإثيوبية وبهدف حق تحديد المصير وإحداث ثورة اجتماعية.

 

بيد أنه في خضم الحرب ضد النظام الماركسي، سرعان ما توترت العلاقات بين تيجراي وإريتريا على خلفية الهوية العرقية والوطنية كما حدثت اختلافات تتعلق بترسيم الحدود المشتركة والتكتيكيات العسكرية والإيديولوجية.

 

وفي نهاية المطاف، اعترفت جبهة تيجراي على مضض بحق الإريتريين في تحديد مصيرهم وقرروا مواصلة القتال من أجل تحرير الشعب الإثيوبي من النظام الماركسي.

 

واستطاعت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية(بقيادة تيجراي)، والجبهة الإريترية الإطاحة بالنظام الماركسي الإثيوبي في مايو 1991.

 

وشكلت الجبهة الإثيوبية بقيادة تيجراي حكومة فيدرالية في أديس أبابا بينما أصبحت إريتريا دولة مستقلة.

 

بيد أن ذلك كان بداية مرحلة خصومة عميقة بين الحكومتين استمرت حتى تولى رئيس الوزراء آبي أحمد علي مقاليد الأمور في إثيوبيا.

 

وفي أوائل التسيعينات من القرن العشرين، دارت الكثير من الأحاديث حول المصالحة بين إريتريا وإثيوبيا.

 

ووقعت حكومتا ميلس زناوي وأسياس أفورقي مجموعة من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والدفاع والمواطنة لكن سرعان ما طفت التوترات على السطح مجددا وتفاقمت النزاعات الحدودية لا سيما بعد إعلان إثيوبيا عن عملة جديدة لها رفض تجار تيجراي الاعتراف بها وتسبب ذلك في انهيار التجارة.

 

واندلعت حرب كاملة بين الطرفين في مايو 1998 على خلفية نزاعات حدودية وتبادلا الضربات الجوية.

 

وكان من الواضح أن الأمر لا يتعلق فقط بالحدود ولكن بالهيمنة الإقليمية والنزاعات العرقية.

 

ومن وجهة نظر جبهة تيجراي،  تمثل الجبهة الإرتيرية التعبير الأكثر وضوحا عن الغطرسة الإريترية.

 

وقررت إثيوبيا ترحيل آلاف الإريتريين وكذلك الإثيوبيين من أصل إريتري.

 

وأجبر الهجوم الحاسم الذي شنته إثيوبيا في مايو 2000  جيش إريتريا على الانسحاب بشكل عميق إلى الوراء.

 

ورغم وقف وقف إطلاق النار بين الطرفين من خلال اتفاقية أُبرمت في ديسمبر 2000 لكن المناوشات والهجمات المتبادلة لم تسدل أستارها.

 

وفي الفترات اللاحقة للاتفاق، عززت إثيوبيا وضعها الإقليمي وأصبحت واحدة من الممثلين للقارة الأفريقية على الساحة العالمية بينما تقهقرت إريتريا إلى الاستبداد والتجنيد العسكري الإلزامي غير محدد المدة.

 

وباتت السياسة الخارجية لإريتريا تكترث بشكل رئيسي بمحاولة تقويض الحكومة الإثيوبية بالمنطقة وتأليب بلدان أخرى على أديس أبابا ودعم حركات متشددة مثل الشباب التابعة للقاعدة مما أدى إلى فرض عقوبات استهدفت أسمرة.

 

واستمرت الخلافات بين البلدين بعد الموت المفاجئ لرئيس وزراء إثيوبيا ميلس زناوي عام 2012  واستقالة خليفته هيلي ماريام ديسالين على خلفية تصاعد الاحتجاجات في أرجاء الدولة الإثيوبية لا سيما في منطقتي أورومو وأمهرة.

 

وكان صعود آبي أحمد إلى الحكم بمثابة إطاحة فعالة لجبهة تحرير شعب تيجراي التي كانت القوة المهيمنة  في ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثوية الحاكم منذ 1991.

 

وأبرم آبي أحمد اتفاقا مع إريتريا في يوليو 2018  لإنهاء الحرب لكن ذلك أدى إلى تهميش متزايد لجبهة تحرير تيجراي التي شعرت بالاستياء من هذا التقارب الفيدرالي مع أفورقي.

 

وفي سبتمبر الماضي، رفضت جبهة تحرير تيجراي قرار آبي أحمد بحظر إجراء أي انتخابات بسبب فيروس كورونا.

 

وهاجم الجيش الإثيوبي تيجراي وشن العديد من الهجمات بمساعدة من القوات الإريترية في صراع أدى إلى مقتل الكثيرين ونزوح عشرات الآلاف إلى السودان.

 

النص الأصلي

 








 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان