رئيس التحرير: عادل صبري 09:00 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

موقع بريطاني: طهران تلوح بقصف أبو ظبي إذا تعرضت لهجوم أمريكي

موقع بريطاني: طهران تلوح بقصف أبو ظبي إذا تعرضت لهجوم أمريكي

العرب والعالم

بن زايد وروحاني

موقع بريطاني: طهران تلوح بقصف أبو ظبي إذا تعرضت لهجوم أمريكي

أيمن الأمين 01 ديسمبر 2020 13:49

تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر بعد اغتيال عقل إيران النووي العالم فخري زاده قبل أيام بالعاصمة طهران، لتحمل معها الكثير من الاتهامات تارة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتارة أخرى لدولة الإمارات.

 

وقبل ساعات، أعلن أمين مجلس الأمن القومي في إيران علي شمخاني تفاصيل جديدة في عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الذي شُيع في طهران أمس الاثنين، في حين كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن أن طهران هدّدت بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للإمارات إثر اغتيال فخري زاده في اتصال مباشر مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

 

وقال شمخاني إن عملية الاغتيال تمت عن بعد بأجهزة جديدة ومعقدة، متهما الموساد الإسرائيلي ومنظمة "مجاهدي خلق" بالوقوف وراء العملية.

 

وأقيمت في طهران أمس الاثنين جنازة رسمية لفخري زاده، بحضور عدد محدود من كبار القادة العسكريين والسياسيين، من دون مشاركة جماهيرية؛ بسبب الإجراءات الصحية المرتبطة بجائحة كورونا.

 

 

وخلال المراسم، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن "ردنا على اغتيال فخري زاده قادم وحتمي، وسيكون عقابا قاسيا لمن ارتكب هذه الجريمة"، وأكد أن اغتيال فخري زاده لن يوقف مسيرة برنامج إيران النووي، بل سيسرع وتيرته، على حد تعبيره.

 

ووصف إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني عملية اغتيال فخري زاده بأنها إرهاب دولة، مؤكدا -أثناء مشاركته في اجتماع رؤساء وزراء دول منظمة شنغهاي للتعاون- أنه على دول العالم كسر صمتها أمام هذه الجريمة الإرهابية، حسب تعبيره.

 

في غضون ذلك، كشف موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني عن أن إيران هدّدت بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للإمارات، ردًّا على اغتيال فخري زاده في حال تعرضها لهجوم أمريكي محتمل.

 

وقال الموقع البريطاني -نقلا عن مصدر إماراتي لم يذكر اسمه- إن طهران اتصلت بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بشكل مباشر، وأبلغته بأنها ستوجِّه ضربة للإمارات ردًّا على اغتيال فخري زاده.

 

 

وأكد المصدر الإماراتي حسب الموقع البريطاني، أن طهران ستحمّل الإمارات مسؤولية اغتيال العالم النووي، في حال تعرضت إيران لهجوم أمريكي محتمل.

 

وعن توقيت الاتصال الإيراني مع محمد بن زايد، أوضح المصدر أنه جاء قبل فترة وجيزة من إدانة أبو ظبي اغتيال فخري زاده يوم الأحد.

 

ويُشير الموقع إلى أن هذه المعلومات تأتي بالتزامن مع تحذير تل أبيب من هجمات قد تستهدف الإسرائيليين في كل من الإمارات والبحرين، اللتين افتتحتا مؤخرًا خطوط طيران مباشرة مع تل أبيب.

 

من جانبها، أوعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الاثنين إلى كل سفاراتها وممثلياتها برفع درجة التأهب الأمني تحسبا لرد إيراني على اغتيال فخري زاده، رغم التزامها الصمت بشأن عملية الاغتيال والمسؤولية عنها.

 

كما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) عن تعهدات بالانتقام لمقتل فخري زاده، وقالت إن القيادة الإيرانية أكدت الاثنين المُضي قدما في برنامجها النووي، مع التشكيك في مستقبل المفاوضات مع الغرب.

 

 

وتقول الصحيفة إن اغتيال فخري زاده، والضغطَ الآن على القيادة الإيرانية للانتقام بعد فشل أمني محرج؛ يمكن أن يقوِّضا تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

 

وفي السياق، دعا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان إلى عدم اتخاذ إدارة الرئيس دونالد ترامب أي خطوة يمكن أن تقوّض إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

 

في الغضون، بعث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حول اغتيال العالم النووي الإيراني، وأكد فيها حق طهران في ملاحقة ومعاقبة المنفذين والمتورطين في اغتيال فخري زاده.

 

وأضاف أن صمت المجتمع الدولي، وعدم تحركه ضد أعمال إرهابية كهذه، سيؤدي إلى تمادي من يقفون خلفها.

 

وأعرب قاليباف عن توقع بلاده أن تدين الأمم المتحدة هذا العمل الإرهابي، حسب وصفه، وتوفر الأرضية القانونية اللازمة لمنع تكراره.

 

 

من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تدين جميع الاغتيالات وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، كما جدد دعوة الأمين العام الأممي الجميع إلى ضبط النفس عقب اغتيال العالم النووي الإيراني.

 

وأعربت ألمانيا عن قلقها البالغ إزاء حادث اغتيال العالم الإيراني، الذي قالت إنه قد يؤدي إلى عواقب خطيرة في المنطقة، كما أدانت الخارجية الروسية اغتيال العالم الإيراني، واصفة ذلك بالعمل الإرهابي، وأعربت عن قلقها الشديد إزاء ما سمته الطابع الاستفزازي لعملية الاغتيال التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

وبالأمس، نشرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء تفاصيل عن عملية اغتيال فخري زاده التي وقعت يوم الجمعة الماضي تتسق مع ما أعلنه عضو البرلمان فريدون عباسي الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية.

 

وقالت الوكالة إن العملية استغرقت قرابة 3 دقائق فقط، ولم يكن ثمة عنصر بشري في مكان الاغتيال، وتم إطلاق النار بأسلحة آلية جرى التحكم بها عن بعد.

 

وأوضحت أن فخري زاده وزوجته كانا داخل سيارة مصفحة بمرافقة 3 سيارات حراسة في طريق عند منطقة دماوند قرب العاصمة طهران صباح الجمعة.

 

 

وأضافت الوكالة أن إحدى سيارات الحراسة انفصلت عن الموكب على بعد كيلومترات من موقع الحادث بهدف التحقق ورصد أي حركة مريبة.

 

وأشارت إلى أن صوت بضع رصاصات استهدفت السيارة تسبب في إيقاف الموكب، حيث خرج فخري زاده من السيارة معتقدا على ما يبدو أن الصوت نتج عن اصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرك السيارة.

 

وعقب نزوله من السيارة وفقا لهذه الرواية، انطلق وابل من الرصاص من مدفع رشاش آلي يجري التحكم به عن بعد كان مثبتا على شاحنة صغيرة متوقفة على بعد 150 مترا، لتصيبه 3 رصاصات قطعت واحدة منها نخاعه الشوكي، وبعد لحظات انفجرت الشاحنة الصغيرة.

 

ونقل فخري زاده جريحا إلى مستوصف قريب، ومنه بطائرة مروحية إلى مستشفى في طهران حيث فارق الحياة.

 

وقالت وكالة فارس إن التحقيقات أظهرت أن صاحب الشاحنة المذكورة غادر البلاد بعد يوم من عملية الاغتيال، دون تسمية الجهة التي توجه إليها.

 

يذكر أن العالم فخري زاده من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين الذين تسعى الاستخبارات الإسرائيلية لاغتياله، وقد أعلن قبل عامين رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اسمه في أحد المؤتمرات الصحفية، بحسب وكالات إيرانية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان